القوات العراقية تعثر على 20 داعشية في نفق بالموصل القديمة

تستعد لاقتحام قرية الإمام جنوب غربي المدينة

TT

القوات العراقية تعثر على 20 داعشية في نفق بالموصل القديمة

أنهت القوات العراقية، أمس، استعداداتها لاقتحام قرية الإمام غربي التابعة لناحية القيارة جنوب الموصل، التي احتلها نحو 200 مسلح من «داعش» في 5 يوليو (تموز) الحالي بالتعاون مع خلايا التنظيم النائمة في المنطقة، بينما واصلت القوات الأمنية عمليات تمشيط ما تبقى من أزقة الموصل القديمة الواقعة على حافة نهر دجلة، وعثرت على 20 داعشية داخل أحد الأنفاق.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، لـ«الشرق الأوسط»: «قوات الجيش العراقي والحشد العشائري تحاصر القرية من كل الجهات، وحالياً هناك العشرات من المسلحين في القرية، وحاولت القوات الأمنية خلال الأيام الماضية إخلاء القرية من المدنيين كي لا يتعرضوا للخطر، ومن ثم ستبدأ خلال الساعات المقبلة عملية تطهير القرية بالكامل».
وتسلل مسلحون من تنظيم داعش إلى القرية عبر نهر دجلة من الجانب الأيسر من قضاء الشرقاط شمال المدينة، وتمكنوا من السيطرة عليها واحتجاز عدد من سكانها رهائن حتى تمكنت القوات العراقية من تحريرهم وإخلاء سكان القرية بالكامل استعداداً لبدء معركة تحريرها. وبحسب معلومات الأجهزة الأمنية العراقية، تعد قرية الإمام غربي واحدة من معاقل «داعش» الرئيسية في مناطق جنوب القيارة، وقد استعان التنظيم بخلاياه السرية للسيطرة على القرية.
وواصلت القوات الأمنية أمس، عمليات تمشيط آخر الأزقة في الموصل القديمة. وقال الضابط في قوات الجيش العراقي محمود علي لـ«الشرق الأوسط»: «الموصل محررة بالكامل، لكن هناك بعضاً من مسلحي داعش المختبئين داخل أزقتها، حيث تواصل قواتنا القضاء عليهم وإنقاذ المدنيين وإبطال مفعول العبوات الناسفة والمتفجرات التي فخخ بها المسلحون الطرق والمباني وأعمدة الكهرباء».
ونشرت صفحات بعض الجنود العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي صور فتاة قالوا إنها قناصة روسية كانت تقاتل القوات الأمنية ضمن صفوف تنظيم داعش، لكن الموقع الإلكتروني لقناة «كردستان 24» كشف بالوثائق الثبوتية الرسمية أن الفتاة المعتقلة إيزيدية، كانت ضمن الفتيات الإيزيديات اللاتي اختطفهن تنظيم داعش في صيف 2014 خلال احتلاله مدينة سنجار وأطرافها، مبيناً أن الفتاة تدعى نضال خالد كورو، وهي من سكنة قرية حردان، وقد سجنها التنظيم في قبو من أقبية منازل الموصل القديمة منذ أكثر من شهرين، وكانت تعاني حالة نفسية صعبة بسبب التعذيب الذي تعرضت له على يد مسلحي التنظيم، لذا عندما وجدها الجنود العراقيون لم تستطع الحديث، لكنها تحدثت فيما بعد وذكرت لهم أنها إيزيدية. وأوضح الموقع أنه وبعد ظهور صورة الفتاة تعرف عليها أهلها، وهم الآن يواصلون الإجراءات لتسلمها من القوات الأمنية العراقية.
في غضون ذلك، أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقية أن قطعات الفرقة 16 الجيش العراقي عثرت أمس على طفلة شيشانية بين الأنقاض أثناء تطهير منطقة الشهوانية في الموصل القديمة، وأضافت: «الطفلة كانت مصابة بحروق وهي من أب وأم شيشانيين ولا تجيد اللغة العربية إلا بضع كلمات تبين بعد استنطاقها أن والدها الإرهابي قد قُتل في ضربة جوية في المدينة القديمة، فيما فجرت والدتها نفسها على قطعات الفرقة 16 أثناء تطهير منطقة الشهوانية»، لافتة إلى أن القطعات العسكرية نقلت الطفلة إلى المستشفى لتلقي العلاج كحالة إنسانية.
إلى ذلك، أعلن مسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب اعتقال 20 امرأة أجنبية بينهن 5 ألمانيات في أحد الأنفاق التابعة للتنظيم وبحوزتهن أحزمة ناسفة في منطقة الموصل القديمة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الرائد حيدر الأعرجي أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت أول من أمس من اعتقال الداعشيات خلال عملية تمشيط واستهداف أهداف تنظيم داعش بعد انتشار القوات للبحث عن فلول التنظيم وإحباط تفجير بعض المواقع المفخخة بالموصل القديمة.
وأضاف الأعرجي أن قوات الجهاز عثرت على نفق سري داخل منطقة القليعات في الموصل القديمة يضم 20 امرأة داعشية وبحوزتهن أسلحة وأحزمة ناسفة عددها 5، ليتم تفجيرها على القوات المحررة في حالة القبض عليهن. وتابع أن «القوات ألقت القبض عليهن من نفق آخر يتصل بنفق الداعشيات بعد أن تم العثور عليه دون أن يشعرن بهم، حيث كانوا يرتدون زي عناصر (داعش) المعروف بالزي القندهاري، وتم فتح أحد أبواب النفق وتسللت قوات جهاز المكافحة دون أن يتضح للداعشيات أنهم من قوات جهاز المكافحة وتم ربطهن بالحال وسحب الأحزمة الناسفة منهن والتعرف على هوياتهن». وأشار الأعرجي إلى أن «من بين الداعشيات 5 ألمانيات و3 روسيات و3 تركيات وشيشانية واحدة وداعشياتان كنديتان، و6 عربيات؛ 3 من كل من ليبيا وسوريا».
وبعد التحقيق، تبين أنهن يوجدن بالموصل منذ أكثر من عام وشاركن في عمليات عدة في معارك جنوب الموصل وأنهن تعهدن بتفجير أنفسهن على القوات المحررة لينلن الشهادة، لكنهن لم يتلقين الأوامر بسبب سرعة اقتحام مناطقهن من قبل جهاز المكافحة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.