جوائز مالية وكتب هدايا... لتنشيط القراءة بمصر

شكل مشروع مكتبة الأسرة بالهيئة المصرية العامة للكتاب الذي رفع شعار «القراءة للجميع» وانطلق عام 1994 صحوة ثقافية شملت معظم قطاعات المجتمع، مقدما وبأسعار زهيدة باقة متنوعة من المطبوعات في شتى دروب المعرفة الإنسانية، شملت الآداب والفنون والعلوم والشعر والموسيقي، فضلا عن أمهات الكتب التراثية، ما أتاح للكثير من الأسر خاصة الفقيرة أن يكون لديها مكتبة ثقافية. لكن هذا المشروع الرائد تعثر للأسف. وفي محاولة لاستعادة زخمه، وبروح وتقنيات جديدة، أطلقت مؤسسة «بتانة» الثقافية، مبادرة «حصاد الكتب»، بهدف التشجيع على القراءة، حيث يقوم كل متسابق بقراءة كتاب، ثم تقديم ملخص له في حدود ألفي كلمة، وتقدم المؤسسة من جانبها جوائز للقراء عن أفضل ملخصات للكتب التي قرأوها، برعاية جريدة «الدستور».
وقالت «بتانة» في بيان صحافي لها إن المسابقة تخصص للفائز الأول عشرة آلاف جنيه، مع عشرة كتب هدية، أما الفائز الثاني فيستحق ثلاثة آلاف جنيه مع خمسة كتب، والفائز الثالث فيستحق ألفي جنيه مع خمسة كتب، ويحصل الفائزون من الرابع وحتى المائة على خمسة كتب لكل منهم.
وحول موعد انطلاق المسابقة أعلن الدكتور عاطف عبيد، مؤسس مشروع بتانة الثقافي، أن المسابقة انطلقت بالفعل اعتبارا من أول يوليو (تموز) الحالي، وتستمر لمدة شهرين، ويتم التقدم بالملخصات وعرضها عبر موقع الدار بـ«فيسبوك»، لإتاحة الفرصة لمشاركة الجمهور في عملية التحكيم، وذلك طوال شهر سبتمبر (أيلول)، وتتم التصفية النهائية اعتبارا من أول أكتوبر (تشرين الأول) لتعلن النتيجة يوم 5 أكتوبر، وسوف توزع الجوائز في حفل يقام لهذا الغرض. ‎يتم الاشتراك في المسابقة من خلال الدخول إلى موقع «بتانة»، ومنه إلى مسابقة «حصاد الكتب»، والقيام باختيار كتاب أو أكثر وشرائها عبر الموقع من بين قائمة تضم خمسين كتابا متنوعة بين الآداب والفكر والفنون ومختلف فروع المعرفة، وهي من ضمن الإصدارات الحديثة لعدد من دور النشر المصرية والعربية، ومن ثم يتم إرسال الملخص عبر الموقع، ليعرض للجمهور لتحكيمه خلال المواعيد الموضحة. تتيح المسابقة الفرصة للقارئ النشط أن يشارك بأكثر من كتاب، بشرط أن تكون مقدمة خصيصا للمسابقة، ولم يسبق نشرها من قبل عبر وسيط مطبوع أو إلكتروني. يشار إلى أن مؤسسة «بتانة» تعد من أحدث مؤسسات النشر الطليعية الخاصة في مصر، واستطاعت منذ انطلاقها قبل بضع سنوات أن تشكل نافذة مهمة للنشر في مصر.
ويأتي هذا المشروع بعد مبادرة «اقرأ»، التي أطلقتها جامعة القاهرة في فبراير (شباط) الماضي، والتي «تستهدف إحياء التقاليد العريقة للجامعة في النصف الأول من القرن العشرين، حينما كانت تكثر بها الفعاليات الثقافية والقراءة، إلى جانب دورها التعليمي والتنويري دون النظر إلى الفصل بين التخصصات العلمية»، كما جاء في بيان المبادرة حينها.
والفكرة تقوم على توفير نحو 5000 كتاب، في المرحلة الأولى، من كتابات كبار الكتاب والأدباء والمبدعين في مصر والعالم العربي، للطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس والعاملين، ومن المستهدف زيادة هذه العناوين مستقبلا، لتواكب الجديد في سوق النشر، في مصر ودول العالم. وتهدف جامعة القاهرة من المشروع بالأساس إلى حث الطلاب على القراءة، وأن يكوّن كل منهم مكتبته الخاصة، من خلال دعم الجامعة لهذا المشروع. كما تحاول جامعة القاهرة دفع سوق الكتاب إلى الأمام، بشراء عدد كبير من عناوين الكتب من مختلف دور النشر المصرية والعربية، مؤمنة أنه لا سبيل إلى رفعة الوطن إلا من خلال نشر الثقافة في ربوعه واستعادة الدور التنويري للجامعة، وذلك من خلال توفير 1200 عنوان لكبار الكتاب والمؤلفين في مصر والعالم العربي، ويتم توفير 5 نسخ من كل عنوان. ومن خلال نظام إلكتروني دقيق يتم إتاحة استعارة كتاب واحد بحد أقصى لمدة أسبوع، ثم الكتاب الثاني، فالثالث، وحينها يصبح من حق الطالب أو الذي قام باستعارة الكتب الثلاثة الحصول على الكتاب الرابع «هدية».
والمستهدف خلال الفترة القادمة الوصول بهذه العناوين الـ1200 ومنها مثلا أعمال نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، يوسف إدريس، طه حسين، العقاد، المازني، محمد حسين هيكل، الشيخ مصطفى عبد الرازق، الشيخ محمد مصطفى المراغي، الشيخ محمود شلتوت، الدكتور زكي نجيب محمود، الدكتور فؤاد زكريا، وعشرات غيرهم.