أفضل 5 مطاعم سمك وثمار البحر في لبنان

مشهورة بمقبلات غنيّة وأطباق يسيل لها اللعاب

«مندلون سير مير» - «بيبي عبد» الأشهر في جبيل
«مندلون سير مير» - «بيبي عبد» الأشهر في جبيل
TT

أفضل 5 مطاعم سمك وثمار البحر في لبنان

«مندلون سير مير» - «بيبي عبد» الأشهر في جبيل
«مندلون سير مير» - «بيبي عبد» الأشهر في جبيل

يعدّ لبنان من البلدان العربية الشهيرة بمطاعمها المتنوّعة التي تشمل مختلف المطابخ العالمية، إلا أن من يقصده في عطلة صيفية لا بدّ أن يتوجّه إلى تلك التي تقع على ضفاف البحر وتقدّم أطباق السمك على أنواعه، فتؤمن له في الوقت نفسه جلسة جميلة في الهواء الطلق. وتطول لائحة مطاعم السمك في لبنان لتمتد على طول الساحل اللبناني بدءاً من عاصمته بيروت، مروراً بمدن جونية وجبيل والبترون وشكا وطرابلس شمالاً، وصولاً إلى مدن صيدا وصور والناقورة وغيرها جنوباً.
ومن هذا المنطلق أردنا أن نسهّل عليك مهمّة البحث عن مطعم سمك مشهور بمذاق أطباقه الشهيّ، وكذلك بجلسته الممتعة وخدمته السريعة والراقية معاً. وإليك أشهر 5 مطاعم سمك في لبنان.
* مطعم السلطان إبراهيم Sultan Ibrahim
يعتبر «السلطان إبراهيم» أحد أعرق مطاعم السمك في لبنان؛ إذ تأسس في عام 1961، وكان موقعه يومها مدينة الجناح (غرب بيروت). بعدها شهد مراحل تطوّر سريعة، بحيث ذاع صيت أطباقه اللذيذة في لبنان والعالم العربي، إلى حدّ جعله يحصل على «جائزة الجودة» من منظمة السياحة وجامعة الدول العربية في عام 2015. تتضمن لائحة طعامه نحو 100 صنف من المازة اللبنانية التي أخذت من السمك وثمار البحر عنوانا أساسيا لها. ولعل أفضل وصف تستحقه تلك الأطباق هو فسيفساء مطرّزة بأشكال وألوان البحر من أطباق الصبيدج والربيان والطاجن والأخطبوط وغيرها. وإلى جانب أطباقه الأساسية من سمك مشوي ومقلي يقدّم لك أخرى محضّرة من السمك كالكبّة و«سبرينغ رولز» والنقانق وغيرها. كما أنك لن تفتقد في جلستك هذه أطباق السلطة والمتبلات المعروفة بها المائدة اللبنانية، كالفتوش والتبولة والحمص و«بابا غنّوج» وغيرها.
جلسة مطلّة على البحر في فرعيه (جونية وبيروت) ستجعلك تعيد الكرّة وتزوره أكثر من مرة.
* مطعم «مندلون سير مير» Mandaloun Sur Mer
يقع مطعم «مندلون سير مير» وسط بيروت وبالتحديد في منطقة الواجهة البحرية (بيال). يعدّ من أفخم وأطيب مطاعم السمك في لبنان، فأطباقه المتنوعة إضافة إلى جلسته التي تفصلك بضعة أمتار عن شاطئ البحر ستعزّز لديك شعور تمتّعك بالعطلة على أكمل وجه.
يشتهر «مندلون سير مير» بتخصيص سلسلة من الأطباق لكل نوع سمك أو ثمار بحر ترغب في تناولها. ففي قسم أطباق الـ«كالأمار» (حبار) تجد ما لذّ وطاب منها في أطباق محضّرة على طريقة «بانيه»، أو المرتكزة على بهارات (الكاري) والفلفل الحار، وكذلك المغطّسة بصلصة الكريما أو المقلية على الطريقة العادية. كما يشتهر بأطباق الربيان (مقلي مشوي) من نوع «الجامبو» (الحجم الكبير) أو «ميني» والذي يقدّم في لفافات محشوة به مع الخضار. أما إذا كنت من هواة تناول أطباق ثمار البحر الخارجة عن المألوف كـ«سيغال دي مير» (بصل الفار)، و«سرطان البحر»، وسمك السلمون المرقّط والعادي، فما عليك سوى أن تقصده لأنه يقدّمها في خلطات لذيذة وشهيّة.
* مطعم «الفلوكة» Alfluka
هو مطعم لا يشبه غيره، لا في جلسته ولا في طعم أطباقه اللذيذة والطازجة معاً. فـ«الفلوكة» الذي يقع في نادي «سبورتينغ» للسباحة في منطقة المنارة (بيروت)، سيأخذك إلى عالم مطابخ الذواقة في السمك وثمار البحر.
هنا وإضافة إلى تمتعك بشمس بيروت وهواء بحرها العليل، يمكنك أن تمضي يوما رياضيا بامتياز، حيث في استطاعتك أن تمارس هواياتك المفضّلة كالسباحة وكرة السلّة وغيرهما، وكذلك تمضية سهرة مسليّة في برامج خاصة يعتمدها أسبوعياً.
في «فلوكة» ستتذوّق المازة اللبنانية الأصيلة «الهندبة» و«ورق العنب» و«اللوبياء» والمحضّرة جميعها بزيت الزيتون فتحلّ خفيفة على معدتك. وكذلك ستحبّ أن تجرّب طعم طبق «لبنة الفلوكة» (بالثوم) و«مكدوس الفلوكة» (كبيس الباذنجان) وغيرهما من الأطباق التي تندرج على لائحة المازة اللبنانية وتقدّم في صحون صغيرة الحجم. وفي قسم المقالي، يمكنك أن تختار منها الباذنجان والقرنّبيط على طريقة «الفلوكة»، وسمك السردين والبطرخ، ودائما تحت عنوان «الفلوكة»، كونها تحضّر ببهارات وصلصات خاصة بالمطعم. وإذا كنت من هواة تناول أطباق السمك على الطريقة الغربية «الفلوكة» يقدّمها لك (a la provincale) مغطّسة بصلصة الكريما أو مع الكزبراء والثوم.
* مطعم «بيبي عبد» في جبيل Pepe Abed
في هذا المكان العابق بالأصالة والتاريخ ولبنان أيام العزّ، ستستمتع بجلسة هادئة على شاطئ ميناء مدينة الحرف جبيل.
يعدّ مطعم «بيبي عبد» مكانا مميزا، ليس بأطباقه فقط، بل بمعالمه التي حوّلته إلى متحف يزوره السيّاح ليتفرّجوا على الحقبة الذهبية من لبنان، من خلال صور فوتوغرافية تغطّي جدرانه هنا وهناك لمشاهير في عالمي السياسة والفن زاروه في الماضي، وكانوا أهم زبائنه. فهنا ستتناول طعامك بينما يحدّق بك في الوقت نفسه نجوم من فرنسا وهوليوود ورؤساء جمهورية أجانب وعرب (شارل ديغول، الملك حسين، وشارل حلو، وداليدا، وصوفيا لورين، وغيرهم). أما بالنسبة لأطباقه فهي تستعيد أطباق السمك اللبنانية الأصيلة إن بطريقة تحضيرها أو بطزاجتها. كلّ ما يخطر على بالك من أصناف طعام ترتبط ارتباطا مباشرا بسفرة السمك اللبنانية ستكون بمتناول يديك في هذا المطعم، كالسمك والخبز المقليين وسلطة الشمندر البرّي المتبّل بصلصة الثوم، إضافة إلى أطباق أخرى تتنوع ما بين «الصبيدج» و«الأخطبوط» وغيرها.
* مطعم «لو فينيسيين» في مدينة صور Le Phoenicien
لا يمكنك أن تعرّج على مدينة صور الجنوبية دون أن تزور مطعم «لو فينيسيين» المطلّ على ميناء المدينة. هذا المطعم الذي تأسس في السبعينات وطالت شهرته العالم أجمع، لا سيما بعدما حصد واحدة من أهم الجوائز العالمية «جائزة أوروبا للفريق المتميّز». تتميّز أطباقه باحتضانها الأصالة اللبنانية من ناحية، وعراقة الغرب من ناحية ثانية. فإضافة إلى أطباق السمك المشوي والمقلي الذائعة الصيت في طريقة تحضيرهما على الطريقة اللبنانية، فإنه يتيح لك فرصة تذوّق أطباق بحرية أعدت على الطريقة الغربية والمأخوذة بغالبيتها من المطبخين الفرنسي والإسباني.
ولذلك ستكشف في لائحة الطعام لديه خلطة أسماء غربية ولبنانية تلفتك بتنوعها وطعمها معا. فما رأيك أن تتذوّق السجق على طريقة «الميرغيز» الفرنسية والسمكة الحارة على الطريقة الجنوبية، وطبق «باييلا» على الطريقة الإسبانية؟ هي خيارات كثيرة يقدّمها لك «لو فينيسيين» على طبق من فضّة، لتشمل أنواع سمك كثيرة كالـ«سول مع اللوز»، و«ميدايون دي بار» مع الكرّاث، ومشاوي الربيان مع الخضار، و«الكوسكوس» مع ثمار البحر، والبطرخ المصري الأصيل مع شرائح الثوم.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».