آفي غباي... طموحه إسقاط بنيامين نتنياهو

ثري من أصل مغربي زعيم المعارضة العمالية الإسرائيلية الجديد

آفي غباي... طموحه إسقاط بنيامين نتنياهو
TT

آفي غباي... طموحه إسقاط بنيامين نتنياهو

آفي غباي... طموحه إسقاط بنيامين نتنياهو

«أنا نتاج الهبّة الشعبية في إسرائيل، التي أعقبت أحداث الربيع العربي في تونس ومصر»... هكذا يقول آفي غباي، الزعيم الجديد للمعارضة الإسرائيلية، الذي أعلن حال انتخابه أن المعركة «لإسقاط النظام» بقيادة بنيامين نتنياهو، قد انطلقت. وهو يقصد كلمة «إسقاط النظام» بكل معانيها، لأن نتنياهو - من وجهة نظره - لم يكن مجرد «رئيس حكومة آخر» في إسرائيل، بل صاحب أجندة لإحداث تغيير جذري في نظام الحكم. فوفق كلام غباي «نتنياهو يعتمد سياسة تعزّز مكانته كرئيس حكومة من دون أي جهد لحل مشاكل المواطنين والدولة. يعتمد على الشعارات. يخاف من المتطرفين في حزبه وفي حزب (البيت اليهودي)، حليفه اللدود. يرضخ لإملاءات مجموعة ضيقة من المتطرفين ويمس بالقيم الليبرالية والديمقراطية بلا حساب. يضعف سلطة القانون ومحكمة العدل العليا. يسنّ قوانين لا ديمقراطية. يعجز عن تقديم مبادرات لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي. يضيع فرصة إقامة سلام إقليمي. يدير الدولة وسط أساليب فساد، فالمقربون يتولون الوظائف الكبرى والمصيرية وليس أصحاب القدرات المهنية. إسرائيل تحت حكم نتنياهو، هي ليست إسرائيل التي حلم بها هرتسل وقادها بن غوريون ودفع شعبنا ثمنا باهظا حتى رأيناها تقوم وتتطور. وهذه ليست إسرائيل التي يريدها الجيل الجديد. نتنياهو يجب أن يذهب إلى البيت».
عبر الخطاب أعلاه حرث آفي غباي، الزعيم الجديد لحزب العمل الإسرائيلي، إسرائيل طولا وعرضا، حتى ينتخبوه رئيسا لأعرق أحزاب البلاد، الذي يقف اليوم في المعارضة، وهو الذي كان قد قاد الحركة الصهيونية منذ قيامها وحتى عام 1977، وبنجاح غباي في هذه المرحلة، يُبعث الأمل من جديد لدى أوساط واسعة من الإسرائيليين الذين ملّوا قيادتهم السياسية المتطرفة الحالية ويرون فيه بداية عهد جديد.
بطاقة هوية
عشرات المحيطين بغباي يؤمنون بأنه ليس سياسياً تقليدياً، ويؤكدون أن قصة حياته الشخصية تبشر بنجاح طريقه. فهو ابن العائلة الفقيرة، التي وصلت من المغرب في مطلع عقد الخمسينات من القرن الماضي. والده عامل فني في شركة الاتصالات الحكومية «بيزك»، ووالدته ربة بيت.
ولد آفي غباي في القدس عام 1967، في بيت بائس داخل حي من البراكيات. الحي كان يشبه مخيمات اللاجئين. سميت في حينه «معبراة» - وتعني «محطة انتقال»، (أي «معبر») - جرى وضع اليهود الشرقيين فيها وكثيرون منهم بقوا فيها عشرات السنين، قبل أن يتاح لهم الانتقال إلى بيوت ثابتة. وكانت عائلته عائلة كثيرة الأولاد، إذ هو الثامن بين سبعة إخوة وأخوات.
تعلم في القدس الغربية حتى الثانوية، ثم تجند بالجيش في شعبة الاستخبارات العسكرية. وارتقى فيها إلى درجة ضابط كونه يعرف بعض الكلمات العربية. بعدها تعلم اللغة العربية على أصولها في الوحدة 8200، التي باتت أكبر جهاز استخبارات في إسرائيل وأضخم وحدة عسكرية في الجيش الإسرائيلي. وتشمل مهام هذه «الوحدة» متابعة ما يجري في أراضي العدو ولدى قوات العدو في أي مكان في العالم، عبر التنصت وغرس الأجهزة والمجسّات في الدول العربية وإدارة «الحرب السايبرية» وغيرها. ولكن حسب قوله فإن عمله في هذه «الوحدة» لم يجعله يكره العرب، بل على العكس من ذلك، فهو يعتز بانتمائه إلى العالم العربي وبالذات المغرب. وحتى عندما ترك الجيش حافظ على علاقات مع اللغة والثقافة العربية. وهو يتابع الفن والموسيقى أيضاً، ويستمع إلى أغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش، كما أنه معجب بشكل خاص بنانسي عجرم.
رجل أعمال ناجح
بعد الجيش التحق غباي بالجامعة العبرية في القدس، وتخرّج في كلية الاقتصاد في اللقب الأول وإدارة الأعمال في اللقب الثاني. وبعد تخرّجه في عام 1995 استوعب في وزارة المالية ضمن دائرة الاتصالات في قسم الميزانيات. وفي عام 1999، انتقل إلى العمل مساعدا لمدير عام شركة «بيزك» للاتصالات، التي يعمل فيها والده. ثم عين مديراً لإحدى الشركات الفرعية فيها، وبعد سنتين، عيّن المدير العام للشركة. وهنا أثبت قدرات عالية في إدارة الأعمال، ونقل الشركة من خسائر دائمة إلى أرباح كبيرة. وطيلة سبع سنوات مع الشركة، تمكّن من تجميع رواتب وأرباح بقيمة 50 مليون شيقل (ما يعادل 14 مليون دولار أميركي).
عند هذه المحطة من حياته قرّر غباي قرر تقديم استقالته وهو في عز النجاحات، معلناً أنه سيتفرّغ على الفور للعمل التطوعي بهدف تغيير الأوضاع في الدولة. وحقاً، وجد له حليفا في الرؤية هو موشيه كحلون، الذي كان وزير الاتصالات في ذلك الوقت، والذي أحدث ثورة في ذلك المجال، غير أنه لم يحتمل قيادة بنيامين نتنياهو، فاستقال من الحكومة ومن حزب الليكود... وراح يفتش عن طريق جديد.
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 شهد غباي وكحلون معاً الهبّة الشعبية التي انفجرت في إسرائيل تأثراً بالانتفاضات الشعبية التي حدثت في مصر وتونس. إذ خرج إلى الشوارع نحو 400 ألف إسرائيلي يهتفون: «الشعب يريد تغيير النظام». وشاهد الرجلان كيف أقدم نتنياهو على تنفيس هذه الهبّة عن طريق تشكيل لجنة لتغيير الأوضاع الاقتصادية من جهة، وتفجير حرب على قطاع غزة من جهة أخرى.
تأسيس حزب «كولانو»
وهكذا عزم غباي وكحلون على تأسيس حزب جديد، وسمياه «كولانو» (كلنا). وخاض الحزب الوليد الانتخابات الأخيرة وفاز بعشرة مقاعد (من مجموع مقاعد الكنيست الـ120)، أي ثلث المقاعد التي حصل عليها الليكود بقيادة نتنياهو. ولأن كحلون يميني بدأ حياته السياسية في الليكود، انضم حزبهما إلى الائتلاف الحاكم، وتم تعيين كحلون وزيراً للمالية، بينما أسندت إلى غباي حقيبة وزارة البيئة.
غباي يصف تلك التجربة بقوله إنه كان يشعر وكأنه نبتة غريبة في الحكومة. ومع أنه حقق نجاحات غير قليلة، وتعامل مع موضوع البيئة بأسلوب جديد، فسرعان ما وجد نفسه خارج الحكومة. ولقد حصل ذلك عندما أقدم نتنياهو على دفع وزير دفاعه موشيه يعلون إلى الاستقالة وتنصيب آفيغدور ليبرمان، زعيم حزب «يسرائيل بيتنا» بدلاً منه. إذ ذاك قرّر غباي أنه لا يستطيع تحمّل هذه الطريقة في العمل، وفقد تماماً الآمال التي عقدها على تلك الحكومة لتحسين أوضاع الناس. وأدت هذه الخطوة إلى تعزيز رصيده الجماهيري كقائد ذي قيم ومبادئ، وهي صفات باتت بعيدة عن السياسيين التقليديين في إسرائيل.
الالتحاق بحزب العمل
في نهاية السنة الماضية، انضم آفي غباي إلى حزب العمل الإسرائيلي، وكانت هذه مفاجأة أخرى. ذلك أن هذا الحزب، الذي يعتبر في إسرائيل «يسارياً قديماً»، بدا أنه في أفول نهائي. وكانت الاستطلاعات تتوقّع له الانهيار في الانتخابات المقبلة (بعد تراجع عدد مقاعده من 24 مقعداً إلى 8 مقاعد فقط). وراح غباي يمتدح هذا الحزب على أنه «حزب عريق له جذور قوية في تاريخ الحركة الصهيونية» و«لا يوجد حزب غيره قادر على تغيير حكم اليمين المتطرف».
ثم أعلن نيته المنافسة على زعامة الحزب، بعدما اضطر رئيس الحزب يتسحاق هيرتسوغ إلى تقديم موعد الانتخابات الداخلية. ولما كان هناك ثمانية متنافسين غيره على رئاسة الحزب، بات ترشحه يثير السخرية. بل لقد وقف ضده الجهاز التنظيمي للحزب، واتحاد النقابات، وقادة الكيبوتسات (التعاونيات) ومعظم أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
لكن غباي لم يتأثر. بل حظي بدعم شبيبة الحزب، التي وفرّت له مجموعات شبابية ترافقه إلى كل مكان. وساعده في ذلك كونه أصغر المرشحين سناً (50 سنة). وبالفعل، راح ينتقل من بيت إلى بيت ومن بلدة إلى أخرى. والتقى نحو عشرة آلاف من أعضاء الحزب أصغى إليهم بصبر اهتمام، وتحدث معهم عن الأمل، ووضع أمامهم تحديات جديدة. ومن ثم أقنعهم بأنه قادر على إلحاق الهزيمة بنتنياهو.
وهكذا، ما إن وصل يوم الانتخابات، حتى غدا أقوى المنافسين. وانسحب أحد منافسيه الجنرال عاموس لفين وانضم إليه. وفي الدورة الأولى سقط رئيس الحزب، هيرتسوغ، وفاز غباي بثاني أكبر عدد من الأصوات، خلف المتصدّر عمير بيرتس، وزير الدفاع الأسبق الذي يعتبر أيضاً أقدم أعضاء الكنيست خدمة (35 سنة)، ويلقب بـ«ثعلب السياسة الإسرائيلية».
انتخابه زعيماً للحزب
مع هذا فاز «الحَمَل» غباي على «الثعلب» بيرتس، إذ حصل على 52.4 في المائة من أصوات الناخبين، فأصبح رئيسا بلا منازع، واعتبر فوزه انقلاباً جوهرياً. كذلك، شبه كثيرون فوز غباي بإنجاز شاب آخر تجربته السياسية قصيرة هو إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي الجديد. ولم يتردّد غباي في قبول المقارنة مع ماكرون، إذ أعلن حال فوزه أنه ينوي قيادة حزب العمل نحو إنجاز في الانتخابات المقبلة يتمثل بـ30 مقعداً... ويهزم نتنياهو.
الزعيم العمالي الجديد يؤكد أن هذا الهدف ممكن التحقيق. ويقول إنه ينوي التوجه في الأساس إلى ناخبي حزب الليكود، ويبدي اقتناعاً بوجود «مستودع» داعمين كبير يمكن أن ينتقل من دعم حزب السلطة إلى دعم حزب العمل برئاسته. ويضيف غباي «أنا أتأهب منذ اليوم للتجوال في كل البلاد، والوصول إلى أناس لم نتحدث معهم ولا يعرفوننا بعد، وعرض مخططاتنا ونوايانا عليهم... وأنا واثق من أنهم عندما سيسمعوننا سيصوتون لنا، لأن لدينا الكثير مما نعرضه».
أولوياته في إجابات
وخلال لقاء معه، سئل غباي عن برامجه التي ستجتذب ناخبي الليكود اليمينيين؟ فأجاب: «المشكلة الرئيسية هي أن الناس يخافون اليوم من بدء مسيرة التقدم في الحياة. يخافون من غلاء المعيشة وغلاء المساكن. الحكومة لا توفر رداً صحيحاً في هذه القضايا. جهاز الرفاه (الضمانات الاجتماعية) ينهار كل شيء وتجري خصخصته. المخصّصات ليست مهمة للغالبية، ومع ذلك فإننا ننوي معالجتها. ومن أجل ذلك يجب زيادة النمو. عندما نزيد النمو سنحصل على ضرائب أكثر، وسنتمكن من الاهتمام بالمواطنين».
عندما سئل عن كيفية توفيقه بين اعتباره نفسه اشتراكياً ديمقراطياً وطرحه سياسة تبدو رأسمالية، رد قائلاً: «أنا لست رأسمالياً، وقلت تماما ما أنا وما هي نياتي خلال الحملة الانتخابية. لا توجد علاقة بين ما كنت وحقيقة أنني كنت مديرا لشركة كبيرة. هذان أمران مختلفان. أنا أنوي تعيين أفضل الأشخاص في إسرائيل على أساس الكفاءة... لأن التعيينات السياسية تدمّر الدولة. ثم إنني اطرح حواراً يختلف تماما، بين العلمانيين والمتديّنين، بين العرب واليهود، وغير ذلك. لدي اتصالات مع الجميع وأعرف كيف أتدبر معهم وأرتبط بهم».
عن برنامجه السياسي مع الفلسطينيين، قال غباي: «سأختبر ما إذا كان أبو مازن شريكاً. آمل أن يكون كذلك، وفي هذه الأثناء هو الشخص الوحيد الذي يمكن الجلوس معه حول الطاولة. على كل حال، سأستثمر جهودا كبيرة لتحريك العملية السياسية من أجل دفع حل الدولتين». وعن احتمال اضطراره لتقديم تنازلات لليمين من أجل كسب ناخبي الليكود، أوضح: «التجربة التي سأقودها في المسار السياسي هي أخذ ناخبين من الليكود، هناك يوجد أكبر مستودع للنواب، وأنا أقصد هذا ولا أقصد غمز اليمين، وأنا مقتنع بأن هناك الكثير ممن صوتوا في الماضي لليكود يؤمنون بمواقف حزب العمل».



ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».