آرسنال وأليكسيس سانشيز... من يرضخ أولاً؟

اللاعب يملك اليد العليا ويود الرحيل... و«المدفعجية» متمسكون به ويرفضون شروطه

سانشيز طلب من إدارة آرسنال الحصول على أجر 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً («الشرق الأوسط»)
سانشيز طلب من إدارة آرسنال الحصول على أجر 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً («الشرق الأوسط»)
TT

آرسنال وأليكسيس سانشيز... من يرضخ أولاً؟

سانشيز طلب من إدارة آرسنال الحصول على أجر 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً («الشرق الأوسط»)
سانشيز طلب من إدارة آرسنال الحصول على أجر 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً («الشرق الأوسط»)

نهاية الموسم الماضي، تلقى أليكسيس سانشيز اتصالاً من لاعب زميل في فريق «آرسنال» كان يرغب في الاستعلام عن مستجدات العقد الجديد للمهاجم التشيلي، وسأله: «هل ستبقى مع النادي الموسم المقبل؟» إلا أن سانشيز تجاهله تماماً. من المؤكد أن هذه الرواية سترسم الابتسامة على وجوه الصحافيين الذين اعتادوا على التعرض لمثل هذه المعاملة من جانب بعض اللاعبين في أعقاب المباريات. إلا أنه من غير المعتاد حدوث ذلك من لاعب تجاه آخر؟
بوجه عام، لا يعتبر سانشيز من الشخصيات التي تفصح عن الكثير مما يخصها، وثمة أقاويل حول أن وكيل أعماله، فيرناندو فيليسفيتش هو الذي يضطلع بجميع المفاوضات. في بعض الأحيان، يبدو المهاجم منفصلاً عمن حوله أو حاداً في ردوده. وعندما ودع اللاعبون بعضهم بعضا استعداداً للعطلة الصيفية، لم يكن باستطاعة أحد منهم الجزم بما إذا كان سانشيز سيقف إلى جوارهم ذات يوم مرة أخرى.
ويوحي الموقف سالف الذكر بأن الأمر لم يبد على ما يرام بالنسبة لسانشيز. واليوم، يجد آرسنال نفسه في مواجهة موقف عصيب سبق وأن عايشه مراراً. الواضح أن سانشيز، الذي يتبقى في عقده عام آخر، يرغب في الرحيل، ورغم أن المدرب آرسين فينغر لا يعترف بهذا الأمر علانية، فإنه مدرك له تماماً في قرارة نفسه.
وخلال مقابلة نادرة أجريت معه في 30 يونيو (حزيران)، قال سانشيز إنه عقد عزمه على الجهة التي يرغب في العمل لحسابها الموسم المقبل، لكنه مضطر لعدم الكشف عنها. وأضاف: «إن الأمر واضح، لكن ليس بوسعي إطلاعكم على أي شيء». وقد جاءت هذه المقابلة قبل مشاركة اللاعب في نهائي بطولة كأس القارات أمام ألمانيا. ويبدو من اللافت أنه رفض الإفصاح عما إذا كانت هذه الجهة هي آرسنال. في الواقع، لم تصدر عن سانشيز أي إشارة في أي مرحلة تنبئ عن رغبته في الاستمرار مع النادي.
والمعتقد أن اللاعب البالغ 28 عاماً طلب الحصول على أجر 400.000 جنيه إسترليني أسبوعياً، أو 20.8 مليون جنيه إسترليني سنوياً، مقابل تجديد تعاقده مع آرسنال. ومن المؤكد أنه وفيليسفيتش يدركان جيداً أن آرسنال لن يدفع هذا المبلغ. في الواقع، إن المطالبة بأجر غير واقعي تعد واحدة من استراتيجيات الخروج المألوفة. في المقابل، فإن آرسنال يسعى بقوة لضم مهاجم موناكو، توماس ليمار.
من ناحية أخرى، فإن شرط سانشيز الجديد للاستمرار مع آرسنال ربما يبدو واقعيا بعض الشيء في ظل ما تراه سوق الانتقالات الآن من أسعار وأجور شبه خيالية، وبخاصة أنه بحلول سوق الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) المقبل سيكون من حقه التفاوض بحرية على شروط أي عقد يوقعه مع ناد آخر. يضاف إلى ذلك أن سانشيز سيكون حر في الانتقال إلى أي ناد آخر في الصيف المقبل لانتهاء مدة عقده مع آرسنال.
في هذه الحالة، فإن سانشيز يتوقع أن يحصل على المبالغ نفسها أو مبلغ يقترب منه لأن النادي الجديد لن يكون مضطرا لدفع مقابل انتقال لآرسنال لانتهاء عقد اللاعب مع «المدفعجية، وبالتالي سيكون هناك فائض نقدي يمكن أن يساهم في موافقة النادي الجديد على شروط سانشيز. وإذا افترضنا أنه بإمكان اللاعب الحصول على 50 مليون جنيه إسترليني سنويا، فإنه من الإنصاف القول: إن هذا المبلغ لن يكون ضئيلا إذا سارت الأمور على هذا النحو.
وأفادت تقارير صحافية بأن سانشيز تلقى عرضاً بأجر 400.000 جنيه إسترليني أسبوعيا من جانب ناد صيني لم يذكر اسمه، وأن فيليسفيتش استغل هذا العرض ورقة ضغط خلال المفاوضات الجارية مع آرسنال. ومن الواضح أن وكيل اللاعب شعر بقوة موقفه ليطالب آرسنال بدفع هذا المبلغ الذي يمكن أن يحصل عليه اللاعب عند انتهاء عقده مع آرسنال.
من جانبه، ساعد زلاتان إبراهيموفيتش في رفع سقف التطلعات على هذا الصعيد، فقد انضم المهاجم إلى مانشستر يونايتد الصيف الماضي وكشفت تسريبات تفاصيل تعاقده عن أنه اتفق على تقاضي أجر أساسي يبلغ 420.000 يورو (نحو 367.000 جنيه إسترليني) أسبوعياً. من ناحية أخرى، بينما رفض بايرن ميونيخ الأرقام المطروحة فيما يخص سانشيز، فإن باريس سان جيرمان لا يزال مهتماً بضم اللاعب، حتى وإن كان من الأفضل للنادي الفرنسي الانتظار حتى يناير - على الأقل لأسباب مالية - ومع ذلك، من الواضح أن سانشيز عقد رأيه وانتهى الأمر واتخذ قراره بأن مانشستر سيتي وجهته المفضلة، حيث سيعاود التعاون مع جوسيب غوارديولا، المدرب الذي نقله من أول ناد أوروبي يشارك به، أودينيزي، إلى برشلونة عام 2011.
من ناحيتهم، لا يبدو مسؤولو آرسنال على قناعة بأن غوارديولا يرغب حقاً في سانشيز، وبخاصة أنهم لاحظوا كيف أن غوارديولا استعان باللاعب في التشكيل الأساسي خلال 20 فقط من إجمالي 38 مباراة بالدوري الإسباني خلال الموسم الوحيد الذي جمعهما في برشلونة، وإن كان سانشيز قد عانى خلال تلك الفترة من كثير من المشكلات المتعلقة باللياقة البدنية.
مع هذا، فإن فكرة اضطرارهم إلى بيع لاعب نجم لديهم إلى غريم لهم داخل الدوري الممتاز - مثلما سبق وأن فعلوا مع روين فإن بيرسي عندما باعوه إلى مانشستر يونايتد عام 2012 بعد رفضه تمديد عقده قبيل انتهائه بعام - تشكل السيناريو الكابوس بالنسبة لهم، ومن الواضح أنهم على استعداد لفعل أي شيء ما عدا ذلك.
وما يزيد الموقف تعقيداً امتلاك سانشيز اليد العليا في هذا الأمر، ورفضه التوقيع على تعاقد جديد مع النادي. في هذه الحالة، يبقى بإمكان آرسنال السعي للاستفادة منه لموسم آخر، ويمكنهم أن يرضوا أنفسهم بفكرة أنهم بذلك يوفرون الفارق بين راتبه البالغ 130.000 جنيه إسترليني أسبوعياً، والآخر الذي سيحصل عليه حال إبرامه تعاقد جديد. كان آرسنال قد عرض على سانشيز تجديد تعاقده مقابل 275.000 جنيه إسترليني أسبوعياً؛ ما يشكل زيادة سنوية بقيمة 6.5 مليون جنيه إسترليني. إلا أن هذا المبلغ يتضاءل كثيراً بالنظر لما يمكن لآرسنال الحصول عليه كرسوم انتقال حال انتقال اللاعب إلى ناد آخر هذا الصيف.
وإذا ما طلب سانشيز السماح له بالانتقال إلى مانشستر سيتي ـ أو حتى تشيلسي حال معاودتهم إبداء الرغبة في ضمه إليهم بعد إخفاقهم في إنجاز صفقة ضم روميلو لوكاكو الذي انتقل من إيفرتون إلى مانشستر يونايتد ـ فإنه سيضع بذلك آرسنال في مأزق. ومن المؤكد أن مسؤولي النادي لن يكون بمقدورهم تبرير الأموال التي سيخسرها النادي حال التشبث باللاعب خلال عامه الأخير معهم؟ من ناحيته، بدا موقف فينغر متناغماً تماماً، وقد أوضح رأيه مرة بعد أخرى بعد وصوله سيدني لخوض مباراة الذهاب الأولى في الجولة التي يقوم بها النادي. قال فينغر إنه ينتظر من سانشيز الالتزام بتعاقده وأنه يرفض على نحو خاص بيعه إلى غريم محلي. وأضاف أن اللاعب لا يزال بإمكانه الموافقة على تجديد تعاقده مع آرسنال خلال الموسم.
ونفى فينغر أن سانشيز أخبره بأنه ينوي الرحيل هذا الموسم عن الفريق. وقال فينغر خلال تواجده بمدينة سيدني الأسترالية، حيث يخوض آرسنال معسكر استعداده للموسم الجديد هناك: «اللاعبون لديهم عقود ونأمل في أن يحترموا هذه العقود، هذا هو ما نرغب فيه». وارتبط اسم سانشيز، الذي لم يسافر مع آرسنال إلى أستراليا، بسبب مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة كأس القارات بروسيا، في الفترة الأخيرة بأندية أخرى غير إنجليزية مثل وبايرن ميونيخ الألماني، ولكن تعاقده مع آرسنال يمتد حتى عام 2018، ورغم ذلك، يثق فينغر بأن لاعبه الدولي الكبير سيستمر مع الفريق هذا العام وربما يمدد تعاقده لفترة أطول في الموسم المقبل. وردا على سؤال عما إذا كان آرسنال يرغب في منع سانشيز من الانتقال لنادي آخر بالدوري الإنجليزي، أجاب فينغر قائلا: «إنه استكمالا لما قلته في نهاية الموسم، هذا هو ما سنقوم به».
وأضاف المدرب الفرنسي: «إنه يضيف قيمة كبيرة للفريق، وأعتقد أنه عاشق كبير للنادي؛ ولذلك فإن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا العام هو الأخير له في تعاقده». الملاحظ أن آرسنال عمل جاهداً على طرح عرض مغرٍ على المهاجم، لكن نهاية هذا الشهر ستحين لحظة عودته إلى التدريب من الإجازة في أعقاب مشاركته في بطولة كأس القارات، وحينها سينظر فينغر في عينيه ليحدد مدى التزامه تجاه النادي، فهل ستبقى روح الحماس متقدة داخل سانشيز إزاء قميص آرسنال؟



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.