الجعفري والمقداد أبرز المرشحين لخلافة المعلم

توقعات بتعديل الأسد وزارات سيادية

الجعفري والمقداد أبرز المرشحين لخلافة المعلم
TT

الجعفري والمقداد أبرز المرشحين لخلافة المعلم

الجعفري والمقداد أبرز المرشحين لخلافة المعلم

بعد أقل من أربعة أشهر على آخر تعديل وزراي أجراه النظام السوري على حكومته، توقعت مصادر سياسية وإعلامية مطلعة حصول تعديل جديد يطال عدة وزارات بينها وزارات سيادية، مع ملاحظة أن الأيام الماضية شهدت مشاورات مكثفة لاختيار الوزراء الجدد. وتوقعت المصادر أن يحل مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري أو نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بديلا عن وزير الخارجية وليد المعلم الذي من المرجح أن يغادر الوزارة لأسباب صحية.
كما توقعت أن يطال التعديل وزارة الدفاع، حيث تتزايد الشكاوى من أداء الوزير محمد فهد الفريج. وبلغ ثمن شطب اسم المطلوب للاحتياط من قوائم التجنيد بين 15 إلى 20 ألف دولار.
كما لم تسلم وزارة الإعلام من ضعف وارتباك في ظل الوزير رامز ترجمان، الذي جاء إلى الإعلام عن طريق عمله كتقني.
يشار إلى أنه وفي 29 مارس (آذار) الماضي، شهدت حكومة عماد خميس تعديلا وزاريا طال وزارات العدل والاقتصاد والتنمية الإدارية. تم فيها إعفاء أديب ميالة من وزارة الاقتصاد وكان قد شغل في السابق منصب حاكم «مصرف سوريا المركزي»، والذي واجه تدرجا في المناصب رغم ما كان يواجهه من تهم.
كما تمت الإطاحة بوزير العدل نجم الأحمد، ليحل مكانه هشام محمد ممدوح الشعار، الذي ترأس اللجنة الإعلامية القضائية العليا للانتخابات الرئاسية التي أجريت في سوريا عام 2014. فيما تم تعيين سلام محمد السفّاف وزيرة للتنمية الإدارية، خلفاً لحسان النوري، بعد أن كانت نائبا له.
ويأتي الحديث عن تعديل وزاري وشيك بعد أسبوعين من إطلاق رئيس النظام بشار الأسد لما سماه «مشروع الإصلاح الإداري» وتكليف وزارة الداخلية بمهمة «ردع الفاسدين والمخالفين».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر وصفته بالمطّلع في حكومة الأسد، الأربعاء، قوله إن التعديلات ستشمل ست وزارات على الأقل، بينها وزارات «سيادية»، ومن المقرر إجراؤها خلال اليومين القادمين. وقال المصدر المطّلع لـ«الوكالة»، إن الأيام القليلة الماضية شهدت مشاورات «مكثّفة» لاختيار الوزراء الجدد في حكومة الأسد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.