«طيران الاتحاد» تأسف لقرار «أميركان إيرلاينز» إنهاء «المشاركة بالرمز»

الشركة الأميركية ادعت أن السبب يعود إلى «الإعانات الحكومية»

«طيران الاتحاد» تأسف لقرار «أميركان إيرلاينز» إنهاء «المشاركة بالرمز»
TT

«طيران الاتحاد» تأسف لقرار «أميركان إيرلاينز» إنهاء «المشاركة بالرمز»

«طيران الاتحاد» تأسف لقرار «أميركان إيرلاينز» إنهاء «المشاركة بالرمز»

عبرت شركة «الاتحاد للطيران» الإماراتية عن أسفها للقرار الذي اتخذته شركة «أميركان إيرلاينز» بإنهاء اتفاقية المشاركة بالرمز، والذي كان من المقرر أن يدخل قيد النفاذ بدءًا من 25 مارس (آذار) من العام المقبل. وجاءت تلك الخطوة من جانب الشركة الأميركية على خلفية اتهام «أميركان إيرلاينز» لشركتين خليجيتين تتشارك معهما في اتفاقية الرمز المشترك، بأنهما تتلقيان إعانات من حكومتيهما.
وقالت «الاتحاد للطيران» الناقلة الإماراتية في بيان أرسل لـ«الشرق الأوسط»، إن الشركة حظيت بعلاقة شراكة بالرمز مع «أميركان إيرلاينز» ذات منفعة متبادلة منذ عام 2009، وفّرت للمسافرين إلى ومن الولايات المتحدة خيارات سفر أوسع وأفضل إلى وجهات على امتداد منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، وغيرها من الوجهات التي لم تكن فيما مضى تخدمها شركة «أميركان إيرلاينز»، علماً بأن العلاقة بين «الاتحاد للطيران» و«أميركان إيرلاينز» ظلت مستمرة على الرغم من اختلافاتهما حول ما يسمى بالخلاف السياسي «الأجواء المفتوحة».
وقالت «الاتحاد»: «نرى في قرار شركة (أميركان إيرلاينز)، قراراً مناهضاً للمنافسة ومناهضاً للمستهلك. خاصة أن مثل هذا الإجراء سيؤدي إلى الحد من الخيارات أمام المستهلكين، وقد ينجم عنه أيضاً زيادة في الأسعار بالنسبة للمسافرين إلى ومن الولايات المتحدة»، علماً بأن «الاتحاد للطيران»، إلى جانب كثير من مجموعات المستهلكين والأعمال الرائدة في الولايات المتحدة، قد رفضت وبشكل قطعي ادعاءات «أميركان إيرلاينز» وشركتي الطيران الأميركيتين المهيمنتين الأخريين، فيما يخص انتهاكات لاتفاقات النقل الجوي ذات الصلة.
وأضافت: «إن رحلات (الاتحاد للطيران) اليومية الست إلى الولايات المتحدة لا تهدد وبأي شكل من الأشكال شركة (أميركان إيرلاينز)، والتي معاً إلى جانب شريكتها الإقليمية (أميركان إيغل)، تُشغّلان 6700 رحلة يومية إلى 350 وجهة على امتداد 50 دولة».
وأكدت شركة «الاتحاد للطيران» التزامها تجاه سوق الولايات المتحدة وتجاه المستهلكين الأميركيين، وقالت: «سنتّخذ كافة التدابير الممكنة لضمان عدم إلحاق مثل هذا القرار الضرر بالمسافرين العامين، سنواصل علاقتنا المتعلقة بمتابعة الرحلات مع شركة (أميركان إيرلاينز) للمساعدة على ضمان مواصلة الربط مع الأسواق الثانوية، كما نلتزم بالعمل مع شركات الطيران كافة، بما فيهم الناقلات الجوية الأميركية، وذلك بصدد توفير مزيد من الخيارات التنافسية للمسافرين، ومزيد من الوجهات، فضلاً عن تجارب سفر أفضل بالعموم».
وكانت «أميركان إيرلاينز» قد قالت أول من أمس، إنها أنهت اتفاقات التشارك في الرمز مع «الاتحاد للطيران» و«الخطوط القطرية»، وعلى نحو منفصل قالت إن «الخطوط القطرية» سحبت وأعادت تقديم إخطارها بشأن شراء حصة في الناقلة الأميركية.
وقالت الشركة الأميركية، إن قرار إنهاء الشراكة هو «امتداد لموقفنا من الإعانات غير المشروعة التي يتلقاها هاتان الناقلتان من حكومتيهما». وتأتي هذه الخطوة في وقت يتهم تحالف شركات طيران أميركية يضم خصوصا «أميركان إيرلاينز» و«دلتا إيرلاينز» و«يونايتد»، كلا من «الخطوط الجوية القطرية» و«الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات» بتلقي إعانات مالية حكومية منذ 2004 بلغت قيمتها 42 مليار دولار، الأمر الذي أتاح للشركات الخليجية الثلاث بيع تذاكر بأسعار زهيدة لا يمكن للشركات الأميركية منافستها، وعمليا فإن قرار «أميركان إيرلاينز» ينهي اتفاقية «الشراكة بالرمز» (كودشير) القائمة بينها وبين الشركتين الخليجيتين؛ ولن ينعكس على النتائج المالية للشركة الأميركية، كما أكدت الأخيرة.
وتعني «الشراكة بالرمز» بين شركتي طيران أن تضع الواحدة منهما رمزها على رحلات تشغّلها الشركة الأخرى، مما يتيح لزبائنهما السفر على متن رحلات للشركتين من دون تحمّل مصاريف إضافية؛ أي كما لو كانت شركة واحدة تشغّل هذه الرحلات.
وقبل أيام قال السير تيم كلارك رئيس شركة «طيران الإمارات»، إن «شركات (دلتا إيرلاينز) و(أميركان إيرلاينز) و(يونايتد إيرلاينز) ووكلاءها دأبت على تخصيص ميزانيات للضغط على المشرعين وإطلاق اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد (طيران الإمارات)، لكن الناقلات الثلاث لم تتقدم بأي شكوى رسمية ضدنا إلى وزارة النقل الأميركية، على الرغم من أن ذلك يشكل المنهج القانوني المعتمد من قبل الناقلات الأميركية للتعامل مع مزاعم المنافسة غير المشروعة».
وأضاف كلارك أن «هذا الأمر في حد ذاته جدير بالتوقف عنده، فالناقلات الأميركية الثلاث، التي تحقق أرباحاً قياسية وتوفر فرص عمالة عالية دائماً، تعلم أن ادعاءاتها لا تستند إلى أي أساس من الصحة. وتبين الحقائق باستمرار أهمية الفوائد التي توفرها (طيران الإمارات) للمستهلك وللاقتصاد الأميركي، كما تظهر عدم صحة ادعاءات ضرر المنافسة».



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.