موقع فرنسي يتهم «حزب الله» ببناء مصنعين للصواريخ في البقاع والجنوب

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: الحزب حفر أنفاقاً بين لبنان وسوريا... ومصانع مجزأة للتسليح

أنصار «حزب الله» يستمعون لإحدى خطب زعيمهم حسن نصر الله خلال إحدى المناسبات في البقاع (رويترز)
أنصار «حزب الله» يستمعون لإحدى خطب زعيمهم حسن نصر الله خلال إحدى المناسبات في البقاع (رويترز)
TT

موقع فرنسي يتهم «حزب الله» ببناء مصنعين للصواريخ في البقاع والجنوب

أنصار «حزب الله» يستمعون لإحدى خطب زعيمهم حسن نصر الله خلال إحدى المناسبات في البقاع (رويترز)
أنصار «حزب الله» يستمعون لإحدى خطب زعيمهم حسن نصر الله خلال إحدى المناسبات في البقاع (رويترز)

أكد موقع استخباراتي فرنسي أن «حزب الله» اللبناني بنى بالفعل منشأتين على الأقل تحت الأرض في لبنان لصناعة الصواريخ وأسلحة أخرى، فيما رجحت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الحزب قد اعتمد نظاما معقدا للتصنيع، يعتمد على تقسيم دورة العمل على عدة مصانع في مناطق مختلفة.
وأشارت المصادر اللبنانية إلى أن الحزب يمتلك منذ زمن طويل مشاغل للتصنيع لا ترقى لمصاف المصانع الكبرى، فيما شكك خبراء لبنانيون ببعض تفاصيل التقرير الفرنسي من منطلق عدم حاجة الحزب لمصانع مماثلة ما دامت الطريق مع سوريا مفتوحة، كما من منطلق كونها «تحت نظر ومرمى الإسرائيليين، واستهدافها أقل تعقيدا من استهداف تلك الموجودة في إيران».
وقالت المصادر إن الحزب عمد في الآونة الأخيرة إلى تحصين معابر التهريب، مرجحة وجود أنفاق طويلة تربط الحدود بين لبنان وسوريا في مناطق البقاع اللبناني، تحديدا، كما أشارت إلى معلومات كثيرة عن منشآت أقامها الحزب تحت الأرض في أكثر من منطقة في البقاع الشمالي والجنوب وحتى في ضواحي بيروت.
وقال تقرير لموقع «إنتليجنس أونلاين»، إنه يتم بناء إحدى المنشآت في شمال لبنان، بالقرب من بلدة الهرمل في شرق البقاع. وورد أنه يتم بناء المنشأة الثانية في منطقة الساحل الجنوبي، بين مدينتي صيدا وصور.
وأشار علي الأمين، الباحث السياسي والمعارض لـ«حزب الله»، إلى أنه «كما يحاول الحزب إخفاء الصواريخ وترسانة الأسلحة التي يمتلكها لتفادي ضربها جوا من إسرائيل، فلا شك أنه سيحرص على إخفاء مصانع الأسلحة هذه إن وجدت»، مرجحا أن «تكون التسريبات في هذا المجال صادرة عن إيران للقول إن طهران لا تتحمل فعليا مسؤولية سلوك معين للحزب، أي إنها لن تكون طرفا في أي مشكلة أو مواجهة مقبلة بينه وبين إسرائيل، وإن كانت ستكون طرفا داعما له». وقال الأمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه التسريبات تندرج أيضا في إطار «السعي لترسيخ موقع ودور الحزب في المعادلة السياسية اللبنانية، لجهة أنه بات المسيطر والممسك بمنطقة تمتد من القلمون السوري إلى البقاع، وكسر بذلك معادلة الفصل بين لبنان وسوريا».
من جهته، أكّد رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد هشام جابر، أن «الحزب وإن امتلك مصانع صواريخ، فهو لا شك أنشأها إما تحت الأرض أو بطريقة مموهة، أي إنه خصص مصنعا مثلا في بيروت لتصنيع جزء من الصاروخ، ومصانع في مناطق متعددة لتصنيع أجزاء أخرى». وقال جابر لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن هناك ضرورة لتكبد عناء وتكاليف إنشاء مصانع للصواريخ في لبنان، ما دامت الطريق مفتوحة من سوريا لإيصال هذه الصواريخ»، مرجحا أن تكون هذه التسريبات «جزءا من الحرب النفسية ولاستدراج (حزب الله) للرد عليها، لتتأكد إسرائيل مما إذا كانت هناك مصانع مماثلة أم لا».
ووفقا للتقرير الفرنسي، فإنه يتم استخدام منشأة الهرمل لتصنيع صواريخ «فاتح 110» متوسطة المدى، بينما يتم استخدام المنشأة الجنوبية لتصنيع أسلحة أصغر، وإنه لدى صواريخ «فاتح 110» مدى يقارب 300 كلم، وهو ما يكفي لتغطية معظم دولة إسرائيل، ويمكنها حمل رؤوس حربية تصل إلى نصف طن، وإنها تعد صواريخ دقيقة نسبيا، ولكن من غير المعروف مدى دقتها بالضبط، بحسب تقرير بحثي للكونغرس الأميركي.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الأسبوع الماضي، إن إسرائيل تخوض حملة كبيرة لعرقلة محاولات من قبل إيران وسوريا و«حزب الله»، للتسلح بصواريخ دقتها متنامية. وبالنسبة لمبادرات «حزب الله» للحصول على صواريخ متطورة عبر سوريا، قال إيزنكوت: «نحن نعمل طوال الوقت ضد المشروع مع عدة أدوات من الأفضل الحفاظ على الصمت حيالها، وبهدف عدم التسبب بتدهور الأوضاع». ورأى أن «تقليص النفوذ الإيراني في المناطق المجاورة لحدود إسرائيل لا يقل أهمية عن هزيمة (داعش)، وبالنسبة لإسرائيل ربما أهم».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حذر «حزب الله» وإيران من «تطوير منشآت صناعة أسلحة داخل لبنان». وقال ليبرمان: «نحن نعلم بأمر مصانع الصواريخ، ونعلم ما يجب فعله… لن نتجاهل إقامة مصانع أسلحة إيرانية في لبنان».
وخلال «مؤتمر هرتسليا»، قال قائد الاستخبارات العسكرية هرتسل هاليفي، إن «إيران تعمل في العام الأخير على إقامة بنية تحتية محلية لصناعة صواريخ دقيقة في لبنان واليمن. لا يمكننا تجاهل ذلك، ولن نتجاهل ذلك».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.