الجيش الإيراني يعلن مقتل ثامن عناصره في سوريا

مصرع ضابط روسي يدرب قوات النظام

TT

الجيش الإيراني يعلن مقتل ثامن عناصره في سوريا

أعلن الجيش الإيراني، أمس، مقتل أحد عناصره في سوريا خلال مشاركته في مهمة «استشارية» في حلب شرق سوريا، فيما قتل ضابط روسي بقذائف هاون في محافظة حماة بوسط سوريا، بحسب ما أعلن الجيش الروسي ليل الثلاثاء - الأربعاء في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية.
وقالت القوات البرية الإيرانية، إن الملازم مهدي جودي ثاني، من منتسبي اللوء المدفعية 377 قوتشان شمال شرقي إيران، قتل أول من أمس في حلب «خلال قيامه بعمليات استشارية».
وتطلق إيران على مشاركة قطاعات من الحرس الثوري والجيش في سوريا والعراق تسمية «الاستشاري» و«المدافعين عن الأضرحة».
وقال بيان للجيش الإيراني نقلته وكالة «مهر» الإيرانية، إن جودي ثاني، هو ثامن عنصر من الجيش الإيراني يقتل خلال قيامه بعمليات عسكرية في سوريا.
ولم يتضح بعد عدد المقاتلين المنتسبين للجيش الإيراني خارج الحدود الإيرانية، أو الفترة الزمنية التي بدأت فيها إيران بإرسال عناصر الجيش إلى سوريا. وكان نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني علي آراسته، قد تحدث لأول مرة عن إمكانية إرسال قوات الجيش في مهام استشارية، في مارس (آذار) العام الماضي، ولاحقا قال آراسته إن قواته أرسلت لواء القوات الخاصة 65 «نوهد»، المعروف بـ(القبعات الخضر)، إلى سوريا، بناء على أوامر المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأعلن الجيش الإيراني لأول مرة مقتل سبعة من قواته الخاصة، بداية أبريل (نيسان) 2016 خلال قيامهم بعمليات «استشارية». وأثار إعلان الجيش عن قتلاه، جدلا واسعا في إيران، ما أجبر قائد الجيش الإيراني علي أكبر صالحي، على نفي مسؤوليته عن إرسال قواته في مهام قتالية إلى الأراضي السورية.
وزعم صالحي أن عناصر الجيش ذهبت كقوات متطوعة للقتال في سوريا، مشيرا إلى وجود جهاز منفصل عن الجيش، مسؤول عن تجنيد المتطوعين (تلميحا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني).
وفي أحدث تعليق على مشاركة القوات الإيرانية في سوريا، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أول من أمس، إن «حكومته تدفع رواتب ونفقات القوات المشاركة في سوريا والعراق»، وهو ما اعتبرته صحف إيرانية أمس، إعلان لشراكة الحكومة مع الحرس الثوري في منطقة الشرق الأوسط.
في السياق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الكابتن نيكولاي أفاناسوف، قتل «بإطلاق قذائف هاون مباغتة على معسكر للقوات الحكومية السورية» في محافظة حماة.
وكان الضابط يعمل ضمن مجموعة من المدربين العسكريين مهمتها تدريب قوات النظام السوري.
وبمقتل هذا الضابط يرتفع إلى 32 عدد الجنود الروس الذين سقطوا في مهام قتالية في سوريا، حسب أرقام نشرتها وزارة الدفاع الروسية. وقام جندي آخر بالانتحار في الشهر الأول من التدخل الروسي في سوريا في سبتمبر (أيلول) 2015.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.