محكمة أمن الدولة الأردنية تبدأ محاكمة مجموعة تابعة لـ«داعش»

جميعهم سوريون وبينهم «أمير تسليح» التنظيم في الرقة

TT

محكمة أمن الدولة الأردنية تبدأ محاكمة مجموعة تابعة لـ«داعش»

بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس الأربعاء النظر في محاكمة مجموعة إرهابية، أحد أعضائها «أمير التسليح» في تنظيم داعش بالرقة، وفق ما قال محامي التنظيمات المتشددة في الأردن موسى العبد اللات لـ«الشرق الأوسط».
وقال العبد اللات إن المجموعة تضم سبعة أشخاص يحملون الجنسية السورية بينهم اثنان فاران من وجه العدالة، وإنهم متهمون بالتخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية وإرهابية على الساحة الأردنية باستخدام أسلحة وقنابل لصالح «داعش». وخلال جلسة المحكمة، نفى المتهمون الخمسة الموقوفون على ذمة القضية منذ يناير (كانون الثاني) 2017 التهم المسندة لهم، مؤكدين أنهم غير مذنبين.
وأسندت النيابة العامة لمحكمة أمن الدولة للمتهمين السبعة، وهم من الجنسية السورية، ثماني تهم وهي المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وحيازة أسلحة وذخائر بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، والتدخل في بيع أسلحة وذخائر بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، والتدخل في نقل أسلحة وذخائر بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، ونقل أسلحة وذخائر بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية بالاشتراك مع آخرين، وبيع أسلحة وذخائر بقصد استخدامها على وجه غير مشروع، وحيازة مواد مفرقعة بقصد استخدامها على وجه غير مشروع وعدم الإبلاغ عن معلومات ذات صلة بنشاط إرهابي.
وحسب لائحة الاتهام أحبطت دائرة المخابرات العامة الأردنية في يناير الماضي مخطط المجموعة الإرهابية خلال محاولة المتهمين تسلم الأسلحة في البادية الشمالية التابعة لمحافظة المفرق القريبة من الحدود الأردنية - السورية. وأفادت اللائحة بأن المتهمين من الأول وحتى الخامس تربطهم علاقة قربى، وأن المتهمين السادس والسابع يعملان في تجارة الأسلحة، كما أن المتهم الخامس هو أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي على الساحة السورية، ويتولى منصب أمير التسليح في ذلك التنظيم الإرهابي منذ مدة طويلة. وأفادت اللائحة بأن المتهم الخامس تواصل مع المتهم الأول عبر برنامجي التواصل الاجتماعي «واتساب» و«تيلغرام». وأضافت أنه خلال سبتمبر (أيلول) 2016 اتفق المتهمان الأول والخامس على تنفيذ أعمال عسكرية إرهابية على الساحة الأردنية، واتفقا على تكليف أحد العناصر بتنفيذ هجوم إرهابي، وتنفيذاً لذلك كلّف المتهم الخامس المتهم الأول بشراء أسلحة كلاشنيكوف ومخازن ذخائر وقنابل بعدما أرسل له مبلغ 4 آلاف دولار.
وقررت المحكمة مواصلة النظر في القضية إلى يوم الإثنين المقبل للاستماع إلى شهود النيابة.
ودعا العبد اللات، وهو أحد وكلاء الدفاع عن أحد المتهمين، هيئة المحكمة إلى الاستماع إلى إفادة المتهمين وتوفير شروط المحاكمة العادلة لهم، خاصة أن تهم بعضهم ترقى إلى السجن المؤبد أو الإعدام. ويشار إلى أن محكمة أمن الدولة الأردنية غلّظت العقوبات في قضايا الإرهاب المتعلقة بتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.