عون: الإصلاح سيتحقق ولا عودة إلى الوراء

الرئيس اللبناني العماد ميشال عون (أ.ب)
الرئيس اللبناني العماد ميشال عون (أ.ب)
TT

عون: الإصلاح سيتحقق ولا عودة إلى الوراء

الرئيس اللبناني العماد ميشال عون (أ.ب)
الرئيس اللبناني العماد ميشال عون (أ.ب)

جدد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، تأكيده على «العمل لبناء الدولة وفق ما جاء في خطاب القسم، لا سيما لجهة احترام الدستور وتطبيق القوانين». ورأى أن «اللبنانيين ينتظرون من العهد الكثير لإصلاح الأوضاع القائمة منذ أكثر من 27 سنة من التراجع، لكن مثل هذا العمل لا يتحقق في سبعة أشهر فقط»، مؤكداً أن «الإصلاح سيتحقق ولا مجال للعودة إلى الوراء».
وقال رئيس الجمهورية، خلال استقباله وفداً من بلدة غزير في قضاء كسروان (جبل لبنان)، إننا «نعاني اليوم أزمة ثقافية، إذ نفتقر إلى ثقافة سياسية مكتملة، ولدينا نقص في مدى معرفتنا بمفهوم الدولة، نحن سنبني الدولة وفق مقومتين أساسيتين: الأخلاق والإمكانات المادية، كما أننا نعمل وفق أسس علمية صحيحة، وقد بدأنا إعداد الدراسات لمعرفة طرق المساعدة التي يمكن للحكومة أن تقدمها لكي يصبح اقتصادنا قائما على الإنتاج وليس على النهج الريعي».
ونوه عون بالجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية للمحافظة على الاستقرار، واعداً بـ«تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في الحقلين الاقتصادي والإنمائي، رغم الصعوبات التي تبرز من حين إلى آخر، والحملات التي تستهدف عرقلة العمل، لكن في النهاية ستنتصر الحقيقة وإن كان ثمنها غالياً، لذلك على اللبنانيين أن يثقوا بأن الإصلاح سيتحقق ولا مجال للعودة إلى الوراء».
وفي إطار اهتمام المؤسسات الدولية بلبنان وبواقع الاستثمار فيه، استقبل الرئيس عون وفدا من بنك «باركليز» Barclays، ضم رئيس مجلس الإدارة الإقليمي مكرم عازار، والرئيس الإقليمي للأسواق في المصرف وليد مزهر، اللذين أطلعا رئيس الجمهورية على نشاطات البنك في لبنان والمنطقة، والخدمات المصرفية التي يقدمها على مستوى العالم، وخصوصا الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وأعرب عازار ومزهر عن رغبة إدارة «باركليز» في المساهمة في تطوير الاقتصاد اللبناني والاستثمار في القطاعات الاقتصادية اللبنانية، ولا سيما أن بنك «باركليز» شارك في عملية إصدار سندات الخزينة التي نظمتها وزارة المال أخيرا.
وفي قصر بعبدا أيضاً، زار وفد من قيادة الجيش ضم رئيس جهاز المراسم في أركان الجيش للكثير العميد الركن رفعت رمضان، والعميد الركن فاتك السعدي من مديرية المخابرات، والعقيد الركن ايلي مزهر من الغرفة العسكرية، الذين نقلوا إلى رئيس الجمهورية دعوة قائد الجيش العماد جوزيف عون لترؤس احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين لمناسبة عيد الجيش في الأول من أغسطس (آب) في الكلية الحربية في الفياضية.
إلى ذلك، أبرق عون إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم مهنئاً بتحرير الموصل من قبضة الإرهابيين وعودتها إلى السيادة العراقية. وقال في برقيته، إن «هذا الإنجاز يعتبر خطوة متقدمة نحو استعادة العراق وحدته وعافيته، وحجرا مهما في إرساء الاستقرار في المنطقة ككل، كما أنه يمثل ضربة قوية لمخططات الإرهابيين في إقامة مناطق محصنة لهم لنشر ثقافة القتل والإجرام».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.