فريق قانوني من 9 دول عربية لملاحقة القنوات الإعلامية المسيئة

وزراء الإعلام العرب يبحثون في القاهرة استراتيجية موحدة

TT

فريق قانوني من 9 دول عربية لملاحقة القنوات الإعلامية المسيئة

وافق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في ختام اجتماعه أمس برئاسة مصر، على تشكيل فريق عمل فني قانوني من 9 دول للنظر في شكاوى الدول العربية تجاه بعض القنوات التي تسيء لها، بينما تمت دعوة بعض الدول الأخرى لعضوية الفريق القانوني. ويبحث وزراء الإعلام العرب خلال اجتماعهم اليوم (الأربعاء) في القاهرة، إجراءات تصحيح المسار الإعلامي في المنطقة العربية، ووضع استراتيجية موحدة لمواجهة بعض وسائل الإعلام التي تستهدف استقرار الدول العربية، والقنوات التي تشعل النعرات الطائفية والدينية بدول المنطقة، وتدعم التنظيمات الإرهابية.
وقال فوزي الغويل، مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية المستشار، في بيان صحافي، إن الفريق القانوني سيباشر في القريب العاجل مناقشة بعض الطلبات التي ستعرض على الفريق القانوني من قبل الأمانة العامة التي ستتولى استقبال طلبات الدول الأعضاء فيما يتعلق بالقنوات التي تسيء لها. وطالبت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بوقف بث قناة «الجزيرة» القطرية، كأحد المطالب لاستعادة العلاقات مع قطر، بعد أن تم قطعها الشهر الماضي، لاتهامها بدعم الإرهاب.
وأوضح المستشار الغويل أنه تم رفع المقترح إلى الاجتماع الوزاري العربي اليوم لإقراره، لافتا النظر إلى أن المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب الذي عقد أمس بمشاركة السعودية، استعرض التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة الدائمة للإعلام العربي في دورتها 89، حيث يتضمن جدول أعمال الاجتماع 19 بندا، كان في مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعوة وسائل الإعلام العربية لكشف الممارسات والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له المواطن الفلسطيني من انتهاكات من قبل عصابات المستوطنين. وأضاف أن الاجتماع أوصى بتحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية بحيث تواكب التطورات العربية الراهنة، كما تضمنت التوصيات بنداً يتعلق بتحديث خطة التحرك العربية الإعلامية في الخارج، وحث وسائل الإعلام والجهات المختصة على إبراز صورة صحيحة للقضايا العربية أمام الرأي العام العالمي.
وبين أنه تمت مناقشة الأنشطة التي قامت بها بعثات الجامعة العربية في الخارج، مشيراً إلى أنه سيتم اليوم اختيار عاصمة الإعلام العربي، واختيار تشكيل المكتب التنفيذي في دورته القادمة.
وأوضح المستشار الغويل أن كل التوصيات التي خرجت عن اللجنة الدائمة للإعلام العربي نالت موافقة المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب، وستحال إلى مجلس وزراء الإعلام العرب لإقرارها.
وحول دور الإعلام في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، أشار مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية إلى أنه كان هناك كثير من التوصيات والبنود المتعلقة بهذا الجانب، وهي التأكيد على ما ورد من توصيات في اجتماع لجنة فريق العمل الدائم المعني بمواجهة الإرهاب، وكذلك فيما يتعلق بتنفيذ الخطة المرحلية لمواجهة الإرهاب التي تم اعتمادها والعمل بها، مبيناً أن هناك الكثير من التوصيات التي ستعرض في هذا الشأن أمام وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم اليوم الأربعاء. وبشأن مواثيق الشرف الإعلامية العربية وعدم التزام بعض القنوات بها، قال المستشار فوزي الغويل إنه تم التأكيد على ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام العربية بالعمل بهذه المواثيق، مشيراً إلى أن هذا الميثاق هو ميثاق استرشادي.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري للدورة الجديدة، التي ترأسها تونس، الكثير من البنود المهمة في مقدمتها «الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030»، التي تتناول سبل تنفيذ الأهداف الـ17 لأجندة التنمية المستدامة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2015، وتتمثل في القضاء على الفقر وتطوير الرعاية الصحية والتعليمية، وتحقيق الأمن الغذائي. كما سيناقش المجلس أوراق العمل المقدمة من كل من مصر والإمارات والمغرب لتكون محوراً فكرياً للدورة الحالية، علاوة على بحث القضية الفلسطينية باعتبارها من البنود المحورية الدائمة في جدول أعمال مجلس وزراء الإعلام العرب بهدف إبقائها حية في عقول العرب والمسلمين، من خلال تبنى برامج توعية إعلامية عربية للعمل على حشد الرأي العام العالمي لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، علاوة على مناقشة دور الإعلام العربي في مكافحة ظاهرة الإرهاب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.