بارزاني في بروكسل لبحث الاستفتاء

TT

بارزاني في بروكسل لبحث الاستفتاء

بعد الإعلان عن تشكيل المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان، وصل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس، على رأس وفد من المجلس إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، في زيارة رسمية لبحث عملية الاستفتاء الشعبي العام التي سيجريها الإقليم في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل على الاستقلال مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي. ويتوجه وفد آخر برئاسة رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني خلال الأيام المقبلة إلى تركيا.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، أن بقاء العراق دولة موحدة أمر يزداد أهمية. وأضاف أنه لا يجب إجراء استفتاء كردي مزمع على الاستقلال. ونقلت وكالة «رويترز» عن إردوغان قوله في مؤتمر نفطي في إسطنبول: «تتزايد أهمية وحدة أراضي العراق يوماً بعد يوم... يجب أن يمتنعوا عن أي خطوات أحادية مثل استفتاء الاستقلال». وقال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط»: «زيارة الرئيس مسعود بارزاني إلى بلجيكا تأتي تلبية لدعوة البرلمان الأوروبي لزيارة مقر البرلمان وطرح قرار الاستفتاء على استقلال كردستان الذي اتخذه شعب كردستان في 7 يونيو (حزيران) الماضي، وتأتي هذه الدعوة بعد الاستفسارات والأسئلة التي طرحت من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي وأرادوا لها أجوبة من إقليم كردستان». وأضاف: «سيلقي رئيس الإقليم كلمة في البرلمان الأوروبي يعرض خلالها الأحداث منذ تأسيس الدولة العراقية وكيف أدرجت كردستان في كيان الدولة العراقية بعد أن قُدمت لها الوعود لكن لم تنفذ تلك الوعود، وتعرض شعب كردستان خلال الثمانين عاماً الماضية، أي منذ عام 1921 ولغاية سقوط نظام صدام حسين، إلى شتى أنواع الحروب والإبادة الجماعية والحرب بالأسلحة الكيماوية وحملات الأنفال وتدمير ما يقرب من 5 آلاف قرية».
وأضاف محمود: «وعن مرحلة ما بعد عام 2003 سيؤكد الرئيس أن الكرد عملوا على تمتين العلاقة مع بغداد... لكن فشل موضوع الشراكة مع بغداد اوجب الذهاب إلى الاستماع لرأي شعب كردستان في مصيره وتحديد شكل العلاقة مع بغداد».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».