خرائط رقمية تفاعلية تعرض ملامح العالمين القديم والمعاصر

تصور جغرافيا الحضارات القديمة ومسار رحلات ابن بطوطة وماركو بولو وتوسع المدن الحديثة

خريطة «فلايت رادار 24» لعرض مسار الطائرات بشكل مباشر  -  خريطة «الفهرست» لعرض أماكن الحضارات العربية والإسلامية السابقة
خريطة «فلايت رادار 24» لعرض مسار الطائرات بشكل مباشر - خريطة «الفهرست» لعرض أماكن الحضارات العربية والإسلامية السابقة
TT

خرائط رقمية تفاعلية تعرض ملامح العالمين القديم والمعاصر

خريطة «فلايت رادار 24» لعرض مسار الطائرات بشكل مباشر  -  خريطة «الفهرست» لعرض أماكن الحضارات العربية والإسلامية السابقة
خريطة «فلايت رادار 24» لعرض مسار الطائرات بشكل مباشر - خريطة «الفهرست» لعرض أماكن الحضارات العربية والإسلامية السابقة

بعدما قدمت «غوغل» خرائط رقمية مجانية للعالم من خلال تطبيق «غوغل إيرث» (Google Earth)، بدأت مواقع أخرى كثيرة تقدم خرائط مختلفة ومن منظور جديد مقارنة بالخرائط التقليدية، وذلك للحصول على معلومات جديدة ومفيدة للعالم من حولنا. ونذكر في هذا الموضوع مجموعة من خدمات الخرائط التي تلقي الضوء على الحضارات القديمة، وحركة الطائرات حول العالم، والكابلات البحرية للإنترنت، بالإضافة إلى حركة نشاط الرياح وتجمع السحب، وخرائط جغرافية تستعرض الفرق بين زمنين مختلفين للمكان نفسه.
* خرائط الحضارات القديمة
الخريطة الأولى هي «إيه بي وورلد هيستوري نوتس» (AP World History Notes) من جامعة هارفارد، التي تسمح للمستخدم بمعاينة امتداد الرقعة الجغرافية للحضارات القديمة والأماكن التي وصلت إليها. ويمكن اختيار «الحضارة» من الجهة اليسرى ومن ثم اختيار اسمها لتظهر الرقعة التي امتدت إليها على الخريطة الرئيسية. وتقدم هذه الخدمة المجانية معلومات حول امتدادات حضارات الدول العباسية والأموية والعثمانية والبابلية والبيزنطية والفينيقية والرومانية ومصر القديمة، وغيرها من الحضارات الآسيوية والأفريقية والأوروبية والأميركية، مع عرض الفترة التي امتد خلالها حكم تلك الحضارة. وتعرض الخدمة كذلك مجموعة من المعلومات الإضافية المهمة، مثل طرق التجارة العالمية القديمة، ومسار رحلات ابن بطوطة وماركو بولو لاستكشاف العالم، ومواقع الأنهار والصحراء والمضايق والمدن الرئيسية وأهم المعالم العالمية، وخريطة توزيع السكان والمناطق الخالية من البشر، وخريطة توزيع البشر وفقاً لدينهم، مع إمكانية عرض النتائج على عدة تصاميم وأشكال للخرائط، وفقاً للرغبة. ويمكن استخدام الخدمة من خلال موقعها http: / / worldmap.harvard.edu / maps / 5565.
كما يقدم موقع «الفهرست» (AlFehrest) خدمة مشابهة باللغة العربية تركز على عشرات الدول القديمة، مثل الفاطميين والسلاجقة والعباسية والمرابطين والحمدانيين، بالإضافة إلى عرض معلومات حول مكان وجود عشرات العلماء العرب والمسلمين، مثل ابن الجوزي والزمخشري والسمعاني، وغيرهم من العلماء، بالإضافة إلى تعريف بالعالم وأهم إنجازاته وكتبه. كما يمكن معاينة توسع أو تغير الرقعة الجغرافية للحضارات الإسلامية منذ عام 700 وحتى عام 1500 من خلال شريط زمني أسفل الخريطة. ويمكن استخدام هذه الخدمة بزيارة موقعها http: / / alfehrest.org.
* حركة الطائرات
أما إن أردت مراقبة حركة الطائرات في الهواء لحظة بلحظة، فيقدم لك موقع «فلايت رادار 24» (Flight Radar 24) خريطة تفاعلية تعرض مكان كل طائرة وفقاً لرقم رحلتها، مع القدرة على مراقبة حركة إقلاعها وطيرانها وهبوطها مباشرة من على الخريطة. ويمكن تقريب الصورة على دولة محددة لمشاهدة الطائرات التي تعبر مجالها الجوي أو الرحلات الداخلية، والنقر على الطائرة لعرض معلومات حول طرازها ومصدرها ووجهتها، وكأن المستخدم مراقب جوي أمام رادار في برج مراقبة عالمي. ويمكن الحصول على خدمات مشابهة من موقع «فلايت أوير» (Flight Aware)، ويمكن زيارة هذه المواقع من روابطها: https: / / www.flightradar24.com وhttp: / / flightaware.com.
وبإمكانك معاينة كيفية ترابط العالم الرقمي بعضه بعضاً من خلال الكابلات البحرية الخاصة بنقل البيانات بسرعات فائقة بين القارات، وذلك من خلال موقع «سابمارين كيبل ماب» (Submarine Cable Map) الذي يسمح للمستخدم بالضغط على أي كابل للحصول على معلومات مرتبطة به، مثل الشركة المالكة وطوله ونقاط الاتصال، وغيرها، مع توفير القدرة على معرفة حجم اتصال كل دولة بالإنترنت وعدد الكابلات البحرية المشتركة بها. وستعرض الخدمة المدن المتصلة بكابل واحد بعد النقر عليه، مع عرض اسم الشركات المالكة له وموقعه على الإنترنت. كما يقدم موقع «كيبل ماب» (CableMap) خدمة مشابهة، ويمكن زيارة هذه المواقع من روابطها https: / / www.submarinecablemap.com وhttp: / / cablemap.info.
* الأنواء الجوية
وإن كنت ترغب في معرفة نشاط الرياح وتجمعات السحب وغيرها من التفاصيل المناخية، فيقدم موقع «ويندي» (Windy) هذه التفاصيل بشكل تفاعلي ومباشر على الخريطة. ويستطيع المستخدم اختيار مدينة ما وعرض حالة الرياح والسحب والأمطار والطقس في تلك اللحظة وحالة الطقس والرياح المتوقعة خلال الأيام المقبلة. وستعرض الخريطة حركة الرياح واتجاهاتها فوق الخريطة بدقة عالية، مع عرض الأماكن المناسبة لممارسة هواية طيران الطائرات الورقية الشخصية، وعرض صور وعروض فيديو من بعض المناطق، بالإضافة إلى عرض حالة الرياح والطقس فوق المطارات الرئيسية. كما يقدم موقع «نال سكول» (NullSchool) خدمة مشابهة، ويمكن زيارة هذه المواقع من روابطها https: / / www.windy.com وhttps: / / earth.nullschool.net.
وعلى الرغم من أن خدمة «خرائط غوغل» قد لا تكون جديدة على المستخدمين، ولكن جزءاً منها يسمح للمستخدم بمشاهدة العالم وفقاً للتغييرات التي حدثت خلال فترة زمنية محددة، بحيث يستطيع المستخدم اختيار أي مكان في العالم وتشغيل خاصية الشريط الزمني لمشاهدة كيفية تغير تلك المنطقة مع مرور الزمن وانتشار العمران وتوسع المدن أو مراقبة تغير مساحة البحيرات والمناطق الشجرية، وغيرها. وستعرض الخريطة التفاعلية الشريط الزمني منذ عام 1984، مع إمكانية اختيار عام محدد بين ذلك العام والعام الحالي، وبكل سهولة. ويستطيع العلماء والباحثون والصحافيون متابعة التغييرات والنزعات المرتبطة بسطح الأرض باستخدام تقنية الحوسبة السحابية من «غوغل». ويمكن زيارة موقع الخدمة من رابطها https: / / earthengine.google.com / timelapse.



معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
TT

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)

بات الفاعلون في القطاع التكنولوجي يوفرون مزيداً من الأجهزة الحديثة والتقنيات المخصصة للصحة النفسية، كجهاز يرصد القلق أو آخر يحدّ من تفاقم التوتر أو يسيطر على نوبات الهلع.

ومن بين الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال والحاضرة في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الذي يفتح أبوابه أمام أفراد العامة، غداً (الثلاثاء)، «نوتريكس» السويسرية التي أطلقت جهاز «كورتيسنس (cortiSense)»، القادر على قياس مستوى الكورتيزول المعروف بهرمون التوتّر.

و«كورتيسنس» عبارة عن جهاز أسطواني صغير على طرفه قطعة يمكنها جمع اللعاب، من دون اضطرار الشخص للبصق أو استخدام أنبوب، ثم يحلّل الجهاز اللعاب مباشرة. وبعد بضع دقائق، يمكن الاطلاع على النتائج عبر تطبيق في الهاتف المحمول.

وثمة جهاز منافس لـ«كورتيسنس» هو «إنليسنس (EnLiSense)» الذي يستخدم رقعة قماشية «باتش» تمتص بضع قطرات من العرق، ثم يتم إدخالها في قارئ محمول يعرض البيانات عبر أحد التطبيقات أيضاً.

يمكن لجهاز استشعار العرق القابل للارتداء الذي طوره باحثون في جامعة تكساس في دالاس ويتم تسويقه حالياً بواسطة شركة EnLiSense أن يوفر نظرة ثاقبة على مستويات الصحة والتوتر لدى مرتديه (موقع الشركة)

تقول مؤسِّسَة «نوتريكس» ماريا هان «لم يكن هناك حتى اليوم، أداة للتحكم من المنزل بمستوى هذا الهرمون»، مضيفة: «كان على الشخص إن أراد قياس مستوى الكورتيزول، الذهاب إلى المستشفى أو إرسال عينات» إلى المختبر.

في حالة كانت النتائج مرتفعة جداً، تقترح «نوتريكس» إمكانية التواصل مع متخصصين صحيين لتوفير حلّ مناسب من خلال استشارة طبية.

ترى ماريا هان أن «كورتيسنس» هو بمثابة «طبقة إضافية» من الإعدادات، ومكمّل لنظام «نوتريكس» الحالي ومنصتها «جيسنس» التي تجمع بيانات عن النوم والوزن والنشاط البدني والتغيرات في مستويات الغلوكوز.

وفي حين سيُتاح المنتج للشراء مباشرة من الأفراد، ترى هان أن النموذج يتقدّم لدى شركات التأمين الصحي والمؤسسات الرسمية والشركات أيضاً.

في النسخة الأخيرة من الجهاز، يحتفظ المستخدم بملكية بياناته الشخصية، ولكن يمكن تجميعها مع بيانات موظفين آخرين لمراقبة مستوى التوتر لدى الفريق أو العاملين في قسم واحد.

وعلى أساس هذه المعلومات، «يمكن للشركة» مثلاً أن «تقرر منح أيام إجازة إضافية» للموظف، بحسب ماريا هان.

تقول جولي كولزيت، وهي عالمة نفس من نيويورك: «هذه الأجهزة لا توفّر علاجاً ولكنها منتجات تكميلية تساعد في الكشف عن المشكلة الصحية أو تشخيصها بشكل أوّلي».

التنفّس لمواجهة التوتر

يضمّ جهاز «بي مايند» من شركة «باراكودا» الفرنسية كاميرا مدمجة قادرة على تحديد مؤشرات التوتر أو التعب، ومن ثم اقتراح أوقات للاسترخاء، إذا لزم الأمر، مع عرض صور وموسيقى هادئة.

تتميز أداة «كالمي غو» بقدرات إضافية من خلال جهازها الصغير الذي يشبه جهاز الاستنشاق المخصص لمرض الربو، الذي يمكن مسكه ويُستخدم عند حصول نوبات هلع.

أرادت رئيسة الشركة آدي والاش «ابتكار منتج يمكن أخذه إلى أي مكان ويُستخدم لتهدئة النوبة من دون الحاجة إلى تدخّل شخص آخر أو إلى تناول دواء».

يضع المستخدم فمه على الجهاز كما لو أنه يستخدم جهاز استنشاق ويتنفس بمعدل تحدده إشارات ضوئية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح الإيقاع المحدد خاصاً بكل فرد.

بالإضافة إلى التنفس، يحفّز الجهاز الذي بيع أكثر من مائة ألف نسخة منه في الولايات المتحدة، أربعاً من الحواس الخمس، مع إشارات ضوئية، واهتزاز جسدي ينتج صوتاً أيضاً، وروائح مهدئة «لفصل الشخص عن حالة التوتر».

شعار معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «CES» يظهر عند دخول الحضور إلى المعرض (أ.ف.ب)

تنشّط هذه العملية الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يبطئ نشاط الجسم ويساعد في السيطرة على المشاعر.

أجرت «كالمي غو» دراسة سريرية على محاربين قدامى عانوا من ضغط ما بعد الصدمة (PTSD) بالتعاون مع المستشفى التابع لجامعة رايخمان الإسرائيلية.

وأظهرت الدراسة انخفاضاً في القلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد بضعة أسابيع من الاستخدام. وبحسب أدي والاش، تمكّن بعض المرضى «من وقف علاجهم الدوائي».

كذلك، سيُعاين الزائرون في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات «رومي»، وهو روبوت صغير «يستخدمه كثيرون في اليابان للتخفيف من شعورهم بالقلق والوحدة»، بحسب شركة «ميكسي» التي صممته.

ويرد «رومي» على مالكه المحبط بعد ليلة من العمل غير المجدي بمزحة، مقترحاً عليه مشاهدة فيلم ليسترخي. تقول جولي كولزيت: «مع طرح مزيد من الأجهزة في السوق، ربما ستهتهم أعداد إضافية من الناس بالعلاج».

من ناحية أخرى، لا تؤمن كولزيت بقدرة الروبوت والذكاء الاصطناعي عموماً على الاستجابة للأسباب الجذرية للقلق أو التعاسة. وتقول: «يحتاج المرضى لشخص كي يرشدهم، حتى يشعروا بأنّ أحداً يفهمهم وأنهم على أرضية آمنة. لا أعتقد أن الروبوت قادر على تحقيق ذلك».