تيلرسون في الخليج بعد جونسون لبحث أزمة قطر

TT

تيلرسون في الخليج بعد جونسون لبحث أزمة قطر

يبدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، اليوم، جولة في المنطقة للتوسط في الأزمة القطرية، يبدأها من الكويت التي نشرت بعض وسائل إعلامها، أمس، أنها استقبلت مبعوثاً خاصاً من أمير قطر. وتأتي زيارة تيلرسون عقب جولة قام بها نظيره البريطاني بوريس جونسون الذي استبعد التوصل إلى حل فوري للأزمة.
وأبدى مراقبون ومحللون تشاؤماً من إمكانية الوصول إلى حلّ سريع للأزمة، وسط تعنت قطري في الاستجابة لمتطلبات الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب. ويتوقع أن يناقش وزيرا الخارجية الأميركي والبريطاني الجهود المشتركة لاحتواء النزاع مع قطر خلال لقاء اليوم، قبيل وصول تيلرسون إلى الكويت من اسطنبول، حيث كانت الأزمة ضمن موضوعات محادثاته مع مسؤولين أتراك. وأكد جونسون في الكويت أهمية «تحقيق تقدم نحو معالجة تمويل الإرهاب في المنطقة».
ووسط هذا التشاؤم، أعلنت الدوحة، أمس، أنها شكلت لجنة حكومية لمعالجة قضايا «طلب تعويضات» يتقدم بها أشخاص وشركات قالت إنهم «تضرروا من جراء العقوبات المفروضة على قطر وعلى مواطنيها المقيمين في الدول الخليجية» التي أعلنت إجراءات لردع السلطات في قطر عن تمويلها للإرهاب. ولوحت الدوحة بأنها تسعى إلى رفع دعاوى تعويض أمام المحاكم البريطانية والفرنسية.
وقال النائب العام القطري علي بن فطيس في مؤتمر صحافي في الدوحة، أمس، إن «اللجنة المركزية لاستقبال القضايا» ممن وصفهم بـ«المتضررين» من الإجراءات، ستعمل على «تلقي طلبات من شركات وأفراد». وأشار إلى أن «القضايا ستتم دراستها قبل إحالتها على القضاء القطري أو القضاء في دول أخرى بينها فرنسا وبريطانيا».
ورأى وزير خارجية بريطانيا في ختام جولته أن من الممكن إحراز تقدم لتخفيف التوتر بين قطر وجيرانها «لكن ليس من المرجح التوصل إلى حل فوري». وأبدى جونسون دعمه لدور الكويت كوسيط في هذه الأزمة، وأكد أهمية «تحقيق تقدم نحو معالجة تمويل الإرهاب في المنطقة».
لكن محللين دوليين أبدوا تشاؤماً تجاه المسار الذي تسلكه هذه الأزمة، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير في شؤون الخليج في «معهد بيكر» الأميركي كريتسيان أولريشسن قوله: «أعتقد أن الأزمة تسير في طريق مفتوح».
ويرى أندرياس كريغ المحلل السياسي في كلية كينغز في لندن أنه يصعب توقع نهاية الخلاف في المستقبل القريب، موضحاً: «لن يكون هناك رفع للعقوبات قريباً، لا أستطيع أن أرى ذلك يتحقق».
وحاولت بريطانيا لعب دور في الوساطة بين الدول المتنازعة في الخليج، لكنها اكتفت بدعم الوساطة الكويتية. وتخشى واشنطن خصوصاً من أن يتفاقم الخلاف في الفترة المقبلة في خضم بحث الدول الأربع عن إجراءات جديدة ضد قطر، وبينها احتمال طردها من مجلس التعاون الخليجي أو تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية.
ومن بين الإجراءات التي يتوقع أن تبحث خلال الفترة المقبلة، إذا لم تتراجع الدوحة عن منهجها المزعزع للاستقرار، إمكانية أن تقدم السعودية ودولة الإمارات على وضع الشركات الكبرى أمام خيار استمرار التعامل معها في مقابل وقف التعامل مع قطر.
ومن التلويح الخليجي بإجراءات عقابية جديدة، إلى التعنت القطري، تتواصل فصول الأزمة وانعكاساتها على السياسات والاقتصادات الإقليمية. ويقول كريستوفر ديفيدسون الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة درم البريطانية: «لا مكان للتنازلات هنا. يبدو أنها (الأزمة) ستتواصل حتى الرمق الأخير».



السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
TT

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

جاء ذلك في بيان ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبد العزيز الواصل، أمام الجمعية العامة بدورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة بشأن فلسطين للنظر بقرارين حول دعم وكالة الأونروا، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وقال الواصل إن التعسف باستخدام حق النقض والانتقائية بتطبيق القانون الدولي أسهما في استمرار حرب الإبادة الجماعية، والإمعان بالجرائم الإسرائيلية في غزة، واتساع رقعة العدوان، مطالباً بإنهاء إطلاق النار في القطاع، والترحيب بوقفه في لبنان، واستنكار الخروقات الإسرائيلية له.

وأكد البيان الدور الحيوي للوكالة، وإدانة التشريعات الإسرائيلية ضدها، والاستهداف الممنهج لها، داعياً إلى المشاركة الفعالة بالمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية الذي تستضيفه نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.

وشدد الواصل على الدعم الراسخ للشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن السلام هو الخيار الاستراتيجي على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وفق قرارات الشرعية الدولية.

وعبّر عن إدانته اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية التي تؤكد استمرارها بانتهاك القانون الدولي، وعزمها على تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مشدداً على عروبة وسورية الجولان المحتل.

وصوّت الوفد لصالح القرارين، فجاءت نتيجة التصويت على دعم الأونروا «159» صوتاً، و9 ضده، فيما امتنعت 11 دولة، أما المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، فقد حصل على 158 صوتاً لصالحه، و9 ضده، في حين امتنعت 13 دولة.