مصدر أردني: المعارضة السورية ستدير مناطق تحت سيطرتها

TT

مصدر أردني: المعارضة السورية ستدير مناطق تحت سيطرتها

قال مصدر أردني مطلع إن الاجتماعات بين ممثلين عن الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، مستمرة في العاصمة الأردنية، لمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار في 3 محافظات بالجنوب السوري تشمل القنيطرة ودرعا والسويداء، ولوضع آليات من شأنها مراقبة وقف إطلاق النار، مشددا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن قوات المعارضة هي التي ستدير المناطق.
وكانت واشنطن وموسكو قد توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا لتهدئة الأجواء وتهيئتها للتسوية السلمية، على هامش لقاء الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في هامبورغ.
ونص الاتفاق على دخوله حيز التنفيذ أمس في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينيتش؛ أي في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت دمشق، في مناطق جنوب غربي سوريا.
ولم تنقطع اجتماعات عمّان بهذا الخصوص في سبيل تنفيذ وضمان استمرار وقف إطلاق النيران الذي بدأ سريانه، أمس، بين قوات النظام وقوات المعارضة السورية، خصوصا أن الاتفاق جاء منفصلا عن اجتماعات آستانة. وينص الاتفاق على إبعاد الميليشيات الإيرانية والطائفية التي تقاتل مع قوات النظام السوري عن الحدود الأردنية ومنطقة الجولان بمسافة 50 كلم من الجهة الجنوبية، و30 كلم من الجهة الغربية في منطقة القنيطرة. كما ينص على عودة هذه الميليشيات إلى الثكنات العسكرية للنظام السوري وعدم انتشارها على خطوط التماس الفاصلة بين النظام والمعارضة.
وأشار المصدر إلى أن اجتماعات عمّان أكدت على أن قوات المعارضة هي التي ستدير المناطق التي تحت سيطرتها، للإشراف على إدخال مساعدات إنسانية من معبر الرمثا - درعا الذي أقرته الأمم المتحدة قبل 3 سنوات.
ويبحث ممثلو هذه الدول آلية مراقبة خطوط الهدنة من قبل قوات رمزية من الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، على أن تكون روسيا هي الضامن في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، والولايات المتحدة الأميركية في المناطق المحاذية لقوات المعارضة، وأن يكون هناك ضباط ارتباط من الأردن بين الجانبين.
ولم يتم حتى الآن التوصل لآلية محددة لمراقبة وقف إطلاق النيران، بحسب المصدر الأردني، خصوصا أن هناك حديثا عن إدخال شرطة عسكرية روسية أو قوات أميركية وأردنية، إلا إن هذه الأفكار لم تقرّ حتى الآن.
وحول مصير معبر نصيب الحدودي مع الأردن، قال المصدر إن تثبيت وقف إطلاق النيران هو الأولوية لوقف العنف وتهيئة مناطق محددة لعودة اللاجئين من الأردن، على أن يوظف الأردن اتصالاته مع جميع الأطراف لترتيب وتهيئة المناطق وعودة اللاجئين إليها، شريطة ضمان عدم الاعتداء عليها مستقبلا. وبحسب المصدر، فإنه يتوجب ألا تنفصل الخطوة عن إطار شامل لوقف التصعيد في جميع الأراضي السورية، بما يحافظ على استقلال ووحدة الأراضي السورية، تبعا للقرارات المعلنة بهذا الخصوص، إضافة إلى حماية المصالح الأردنية وأمن الأردن وحدوده.
وسيستمر الأردن في المحادثات مع واشنطن وموسكو، لضمان نجاح اتفاق وقف القتال في الجنوب السوري، وللمساعدة في التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة. ولفت المصدر الأردني إلى أن المملكة ستستمر في بذل كل جهد ممكن لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وللتقدم نحو حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن «2254» يقبله الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا وتماسكها واستقرارها، وبما لا ينفصل عن روح «آستانة».
وكشف عن أن الأردن لعب دورا أساسيا لتحقيق الاتفاق؛ «إذ أكد الملك خلال زيارته لأميركا وروسيا على العمل من أجل حل الأزمة ووقف القتال، وفق صيغة تضمن عدم تغول المنظمات الإرهابية أو القوى الأجنبية في المنطقة».
في سياق متصل، أكدت مصادر موثوقة لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاتفاق ينص على نشر قوات شرطة عسكرية روسية في مناطق وقف إطلاق النار في المحافظات الثلاث الموجودة في الاتفاق، للإشراف على وقف إطلاق النار وتنفيذ الهدنة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.