وزير مالية تونس: الانتعاش الاقتصادي في الشهور الماضية غير كاف

الحكومة تبحث تعديل المبادلات التجارية مع الصين

تونسيون يبتاعون حاجياتهم اليومية من السوق المركزي في العاصمة تونس (غيتي)
تونسيون يبتاعون حاجياتهم اليومية من السوق المركزي في العاصمة تونس (غيتي)
TT

وزير مالية تونس: الانتعاش الاقتصادي في الشهور الماضية غير كاف

تونسيون يبتاعون حاجياتهم اليومية من السوق المركزي في العاصمة تونس (غيتي)
تونسيون يبتاعون حاجياتهم اليومية من السوق المركزي في العاصمة تونس (غيتي)

قال محمد الفاضل عبد الكافي وزير المالية التونسية المكلف، إن الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته تونس في التسعة أشهر الأولى من السنة الحالية، لا يمكن أن يحجب حجم معاناة المالية العمومية وميزانية الدولة من صعوبات وضغوطات كبرى.
وأشار عبد الكافي، خلال أعمال المنتدى التونسي الصيني الذي تحتضنه العاصمة التونسية، إلى نقص التمويلات لتغطية ميزانية الدولة خلال السنة المقبلة، في ظل شبه توقف لمحركات النمو التقليدية على غرار الصادرات وعائدات القطاع السياحي، مؤكداً قدرة تونس على «تدارك هذه الأوضاع الاقتصادية المعقدة وإعادة تمويل الاقتصاد، دون اللجوء إلى الضغط الجبائي (الضريبي) والمديونية المفرطة»، وذلك من خلال تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتوفير مقومات الشفافية والرقابة، وهي تجربة أعطت ثمارها في بلدان اقتصادها مماثل لتونس.
وتتطلع تونس من خلال هذا الملتقى، إلى بلورة استراتيجية جديدة لربط علاقات شراكة ناجحة مع جمهورية الصين، على أساس المصالح المشتركة، وتسمح لتونس باستقطاب التمويلات والاستثمارات الضرورية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي المنتظرة ومن ثم الاستجابة لانتظار التونسيين على مستوى التشغيل والتنمية.
ويتأتى ثلث العجز التجاري لتونس من مبادلاتها مع الاقتصاد الصيني، إذ تتجاوز الواردات التونسية من هذا البلد 60 مرة حجم الصادرات، وهو ما يدعو إلى ضرورة تعديل الميزان التجاري مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ومنذ شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2016، عقدت تونس اتفاقية مقايضة مع الصين يتبادل بموجبها اليوان الصيني مقابل الدينار التونسي بهدف تسديد جانب من العمليات التجارية والمالية بين البلدين بالعملة الوطنية مما يسمح بـ«تخفيف مخاطر الصرف بالنسبة للطرفين ويشجع المستوردين الصينيين على مزيد من الإقبال على الصادرات التونسية«.
ويتطرق المنتدى الذي ينتظم تحت شعار «تونس - الصين... شراكة للمستقبل» إلى ثلاثة محاور أساسية تشمل المبادلات التجارية، وضبط استراتيجيات تطرح الحلول البديلة حتى لا تكتفي تونس بدور المورد وتتمكن من استقطاب السياح الصينيين الذين يصل عددهم إلى 230 مليون سائح في العالم، علاوة على بحث الاستراتيجية المتعلقة بالجوانب الدبلوماسية والمالية.
ويطرح الطرف التونسي إمكانيات مهمة لتطوير الشراكة مع المستثمرين الصينيين خصوصاً في مجالات البنية التحتية على غرار الطرقات السيارة والموانئ والمطارات وفي مجالات الصحة والتعليم.
ومن المنتظر أن يتمخض المنتدى التونسي الصيني عن توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين من بينها اتفاقيتان إطاريتان لتوفير التمويلات للمؤسسات التونسية، وأخرى مع شريك صيني لإنجاز مركب تجاري في مرفأ تونس المالي في منطقة الحسيان من ولاية أريانة القريبة من العاصمة التونسية.
ومن خلال إحصائيات رسمية قدمها المعهد التونسي للإحصاء، فقد تفاقم العجز التجاري الإجمالي خلال شهري يناير (كانون الثاني) الحالي وفبراير (شباط) الماضي، ليصل إلى 2.510 مليار دينار تونسي (نحو مليار دولار) مقابل 1.350 مليار دينار تونسي خلال الفترة ذاتها من سنة 2016.
وبلغت واردات تونس من الصين نحو 603 ملايين دينار تونسي (نحو 240 مليون دولار) خلال شهر فبراير الماضي، مقابل صادرات بقيمة مقدرة بنحو 10 مليون دينار تونسي (نحو 4 ملايين دولار).



قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
TT

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية خلال جلسات تداول الأسابيع الأخيرة.

وأغلق مؤشر السوق يوم الأربعاء عند مستوى 12149.19 نقطة، بانخفاض 0.36 في المائة وتداولات بلغت قيمتها 6 مليارات ريال. وكان أغلق يوم الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ ليصل إلى 12193.64 في أعلى إغلاق منذ أكثر من شهرين.

وخلال يوم الأربعاء، بلغ حجم الأسهم المتداولة 620 مليون سهم، موزعة على أكثر من 480 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 90 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 138 شركة على تراجع.

وكانت أسهم شركات: «GO» للاتصالات، و«سمو»، و«دله الصحية»، و«العقارية»، و«سيرا» الأكبر ارتفاعاً. أما أسهم شركات: «جاهز»، و«أنعام القابضة»، و«بنان»، و«الزامل للصناعة»، و«أكوا باور» فكانت الأكبر انخفاضاً في التعاملات؛ إذ تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض بين 3.36 في المائة و7.16 في المائة.

وكانت أسهم شركات «أنعام القابضة»، و«الباحة»، و«شمس»، و«جاهز»، و«أمريكانا» الأعلى نشاطاً من حيث الكمية، في حين كانت أسهم شركات «جاهز»، و«أرامكو السعودية»، و«الراجحي»، و«أنعام القابضة»، و«سابك» الأكبر نشاطاً من حيث القيمة.

وقال محلل الأسواق المالية عضو «جمعية الاقتصاد» السعودية، الدكتور سليمان آل حميد الخالدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطاعَي البنوك والطاقة كانا من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استقرار مؤشر السوق السعودية، وبقائها في منطقة الـ12 ألف نقطة». وأضاف أن «القطاع البنكي في سوق الأسهم السعودية يعدّ من أكبر القطاعات البنكية أرباحاً على مستوى العالم، وهو أحد أبرز الداعمين لمؤشر السوق السعودية». كما أشار إلى أهمية قطاع الطاقة، خصوصاً شركة «أرامكو السعودية»، مع توقعات بزيادة التوزيعات النقدية لتتجاوز 1.96 ريال في العام.

وتوقع الخالدي أن «يستمر مؤشر السوق في الارتفاع خلال الجلسات الـ14 المتبقية حتى نهاية العام الحالي، وأن يصل إلى 12800 نقطة، ومواصلة رحلة النمو والارتفاع وتجاوز 13500 نقطة مع بداية العام المقبل 2025»، مضيفاً أن مؤشر السوق متوجه نحو تسجيل ارتفاعات جديدة مع الأخبار الاقتصادية الإيجابية المستمرة حول الاقتصاد السعودي.

وأشار إلى أن السوق المالية السعودية قد «تشبّعت بشكل كامل من الانخفاض خلال الفترة الماضية، حيث هبط المؤشر من 14 ألف نقطة ليصل إلى نحو 10.1 ألف نقطة، ليشكل بذلك قاعدة في النطاق بين 10 آلاف و12 ألف نقطة. كما وصل معظم أسعار أسهم بعض الشركات الكبيرة إلى قيعان جديدة لم تشهدها منذ 14 عاماً، وهو ما لا يتماشى مع مؤشرات الاقتصاد السعودي خلال الفترة الماضية».

وأضاف أن «الاقتصاد السعودي يتمتع بمكانة قوية وكبيرة، ومن أبرز مؤشراتها ارتفاع الناتج المحلي إلى 2.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي 2024، بالإضافة إلى توقع نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 4.8 في المائة عام 2025». كما أشار إلى إعلان «موازنة السعودية بأكثر من 1100 مليار ريال، ونفقات تجاوزت 1200 مليار ريال»، لافتاً إلى أن «سياسة الإنفاق والتدفقات النقدية التي أقرتها الحكومة أصبحت بيئة مشجعة لاستمرار نمو الاقتصاد السعودي، وللمستثمرين المحليين والأجانب. كما أن السعودية أصبحت واجهة لجميع المؤتمرات واللقاءات العالمية الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والسياسية. كذلك بلغ حجم الاستثمار في السوق السعودية نحو 400 مليار دولار، والهدف المقبل هو 3 تريليونات دولار».

من جهته، أكد خبير ومحلل أسواق المال، عبيد المقاطي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن سوق الأسهم السعودية «أصبحت محط اهتمام للمستثمرين المحليين والعالميين، بفضل قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى تسجيل الشركات أرباحاً كبيرة، مما انعكس إيجاباً على التوزيعات الفصلية للشركات». وأضاف أن «القيمة السوقية التجميعية في القيعان السعرية تساهم في تحفيز مؤشر (تاسي) وشركاته، مما يعزز المضاربات اليومية واللحظية ويحقق مكاسب مضاربية يومية للمتداولين». كما لفت إلى أن «هذه المكاسب تسهم في تحقيق عوائد فصلية، مما ينتج عنه قمم وقيعان سعرية لأسهم تلك الشركات».

وأضاف أن «السوق تسير في موجات تذبذبية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، سواء على صعيد الهبوط والصعود». وأشار إلى أنه «في الشهرين الماضيين، حين وصل المؤشر العام إلى قمته عند مستويات 12390 نقطة، شهدت السوق تصحيحاً في مسارها لتصل إلى الدعم عند 11590 نقطة، مما أدى إلى فقدان ألف نقطة. لكن السوق استعادت هذه النقاط مجدداً في جلسات التداول العشر الأخيرة». وأكد أن «العامل الرئيسي في هذه الموجة الصاعدة كان القطاع البنكي وقطاع الطاقة».