«أرسطوتوليس»... أكبر جامعة في اليونان

نافذة على مؤسسة تعليمية

«أرسطوتوليس»... أكبر جامعة في اليونان
TT

«أرسطوتوليس»... أكبر جامعة في اليونان

«أرسطوتوليس»... أكبر جامعة في اليونان

تأسست جامعة ثيسالونيكي أو كما يطلق عليها باليونانية جامعه أرسطوتوليس عام 1925م، وينسب اسمها إلى أرسطو فيلسوف اليونان تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، وفي شمال اليونان، ومكونة من ثماني كليات هي: الفلسفة، الحقوق والاقتصاد، الفيزياء، والرياضيات، الزراعة، الطب، الهندسة، واللاهوت.
وتعتبر هذه الجامعة مركزاً تعليمياً أساسياً في اليونان، بجانب جامعتي أثينا وبانديو بالعاصمة اليونانية، وتضم نحو 42 قسماً تعليمياً بجانب كثير من المكتبات والمعامل والمستشفيات التابعة لها، ويدرس فيها تقريبا 77 ألف طالب.
وأكبر جامعة في اليونان، وواحدة من أكبر الجامعات في أوروبا الشرقية، وتقع مبانيها الرئيسية في وسط مدينة ثيسالونيكي ثاني أكبر مدينة في اليونان، ووجهة شهيرة للسياح في البلاد، وتقوم بتقديم برامج في المراحل الجامعية الأولى والعليا في كثير من المجالات، ومعظم البرامج تدرّس فيها باللغة اليونانية، وقد حلت هذه الجامعة في المرتبة 470 في تصنيف QS للجامعات العالمية.
ويرجع الفضل لتأسيس وبناء هذه الجامعة إلى الفثيريوس فينيزيلوس وهو أول سياسي بذل جهوداً مضنية لإنشاء جامعة في ثيسالونيكي، في وقت كانت فيه شمال اليونان قد حررت للتو، وكانت المنطقة ضمن «الأقاليم الجديدة»، حيث برز الاهتمام بتأسيس مؤسسة تعليمية كحاجة وطنية ملحّة، واتخذت المبادرة حكومة ألكسندروس باباناستاسيو بعد مناقشات طويلة حتى يتم تصديق البرلمان على المشروع، غير أن المشكلات والعقبات استمرت بسبب الاضطرابات السياسية في ذلك الوقت، إلى أن افتتحت ورأت جامعة أرسطوتوليس النور عام 1926، وكان جورجيوس خاتزيداكيس أول رئيس للجامعة، والثاني هو خريستوس تسونتاس.
ومن أجل تلبية احتياجات ومطالب العصر، تم التركيز بشكل خاص على تطوير العلوم الإنسانية فيها، ولذلك كانت كلية الفلسفة أول من فتحت أبوابها، واستقبلت الدارسين في عام 1926. وفي عام 1982، ووفقاً للقوانين اليونانية الجديدة تمت إعادة هيكلة الكليات فيها.
وللدراسة في جامعة أرسطوتوليس أو للدراسة عموماً في اليونان في المرحلة الجامعية الأولى، يجب التقدم بطلب إلى وزارة التربية الوطنية والشؤون الدينية اليونانية، وعلى الرغم من أن اليونان ليست جزءًا من اتفاقية لشبونة (التي تنص على ضمان الاعتراف بالمؤهلات التعليمية عبر أوروبا)، فإنه يمكنك التقدم للجامعات اليونانية بشهادة من المدرسة الثانوية التي يحصل عليها الطالب من بلده الأصلي، وذلك بعد ترجمتها لليونانية.
ومن خريجي جامعه أرسطوتوليس ايفانجيلوس فينزيلوس وزير الخارجية اليوناني الأسبق وزعيم حزب باسوك الاشتراكي، ويانا انجيلوبلو رئيسة أولمبياد أثينا 2004، والكاتب المعروف فاسيليس فاسيليكوس، وأيضاً الرئيس اليوناني الأسبق خريسوتس زارتزيداكيس الذي تولى رئاسة اليونان من 1985 إلى 1990.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.