«الصحة العالمية»: السعودية أسهمت في وقف انتشار «الكوليرا» في اليمن

وصفت دور «مركز الملك سلمان» بالفاعل في تقديم الدعم الإغاثي

يمنيون يتلقون العلاج ضمن حملة مكافحة الكوليرا في اليمن (واس)
يمنيون يتلقون العلاج ضمن حملة مكافحة الكوليرا في اليمن (واس)
TT

«الصحة العالمية»: السعودية أسهمت في وقف انتشار «الكوليرا» في اليمن

يمنيون يتلقون العلاج ضمن حملة مكافحة الكوليرا في اليمن (واس)
يمنيون يتلقون العلاج ضمن حملة مكافحة الكوليرا في اليمن (واس)

أكد الدكتور تيدروس أدهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن الدعم الذي قدمته السعودية لمنظمة الصحة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بقيمة 66.7 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا في اليمن أسهم بشكل مباشر في وقف انتشار الوباء والسيطرة عليه، مبيناً أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كان له دور فاعل في تقديم الدعم الإغاثي بشكل عام.
وقدم الدكتور أدهانوم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على مواقف السعودية الداعمة للمنظمة، مثمناً خلال لقائه الدكتور إبراهيم العساف وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، الشراكة الاستراتيجية بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية، وتطلع إلى تنميتها لتعزيز جهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة الأمراض والأوبئة في العالم.
وجرى اللقاء بحضور محمد الجدعان وزير المالية السعودي، والدكتور يوسف بن طراد وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدولية المتخصصة، على هامش قمة قادة مجموعة العشرين.
وأشاد العساف بجهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة الأمراض والأوبئة خصوصاً في الدول النامية، بما في ذلك جهودها في مكافحة أمراض الكوليرا والملاريا، مؤكداً اهتمام المملكة في تعزيز القدرات الصحية من خلال البرامج التي يمولها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمشروعات الصحية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية.
يشار إلى أن نحو 98 في المائة من الحالات تقريباً تشفى من المرض.
وسجلت منظمة الصحة العالمية حتى أمس، 297 ألف و438 حالة يشتبه في إصابتها بالمرض، وقالت إنه جرى تسجيل 1706 حالات وفاة رصدت في 22 محافظة.
وكانت وزارة الصحة اليمنية أكدت، في بيان لها، ضرورة «التفريق بين الكوليرا بوصفها مسببا رئيسيا للوفاة وبين الإسهالات المائية الحادة وبعض الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، التي تعانيها شرائح في المجتمع اليمني، خصوصا في الحديدة وحجة والنازحين في محافظة صنعاء»، وقالت الوزارة: «تتركز عدد الحالات الأكثر في تلك المناطق نتيجة لانهيار البنية التحتية للنظام البيئي الصحي وتلوث المياه واختلاط الصرف الصحي بالمياه وتراكم النفايات الصلبة وعدم تسليم الرواتب لأشهر للموظفين المرتبطين بهذه المؤسسات، حيث تعتبر هذه أهم المسببات لانتشار الأمراض المتعلقة بالإسهال وليس شرطاً الكوليرا»، متابعة أن «هذا يعكس سوء وإهمال الميليشيات الانقلابية للمؤسسات الصحية والمرافق الحيوية المتعلقة بالبيئة والنظافة، ومع ذلك تواصل هذه الميليشيات مضايقة الفرق الطبية والمنظمات الوطنية والدولية للقيام بأعمالها الإنسانية ومساعدة المحتاجين».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.