آرسنال يحلم بمنصات التتويج بعد صفقة لاكازيت القياسية

منتقدو اللاعب يرون أنه ليس من الطراز العالمي القادر على صناعة الفارق مع «المدفعجية»

TT

آرسنال يحلم بمنصات التتويج بعد صفقة لاكازيت القياسية

يمتلك اللاعب الفرنسي ألكسندر لاكازيت سجلا تهديفيا حافلا يبرر القيمة الكبيرة لصفقة انتقاله لنادي آرسنال الإنجليزي، حيث أحرز اللاعب مائة هدف خلال 203 مباريات خاضها مع نادي ليون في الدوري الفرنسي على مدى ثماني سنوات، بالإضافة إلى 29 هدفا أخرى في كأس فرنسا والبطولات الأوروبية. ولن ينسى جمهور ليون الأهداف الرائعة التي سجلها لاكازيت والتي يعكس كل منها براعة وقوة المهاجم الفرنسي. ونتيجة لهذا السجل التهديفي الرائع ضم المدير الفني لآرسنال أرسين فينغر اللاعب البالغ من العمر 26 عاما إلى «المدفعجية» في صفقة قياسية في تاريخ النادي العريق بلغت 60 مليون يورو (52.7 مليون جنيه إسترليني).
ومع انتقال لاكازيت لآرسنال فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يتمكن اللاعب الفرنسي الشاب من قيادة آرسنال للحصول على أول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 2004؟ أو بمعنى آخر، هل لاكازيت لاعب من الطراز العالمي القادر على صناعة الفارق وقيادة الفريق إلى منصات التتويج؟ يحتاج آرسنال بشدة إلى لاعب قوي في مركز المهاجم الصريح، وهو المركز الذي يعاني منه الفريق كثيرا منذ رحيل المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي إلى مانشستر يونايتد عام 2012، ومجيء أوليفر جيرو من مونبيليه الفرنسي. صحيح أن أليكسيس سانشيز، لاعب من الطراز العالمي، وخاض معظم فترات الموسم الماضي وهو يلعب في مركز المهاجم الصريح، لكن في نهاية المطاف أعاده فينغر إلى اللعب على أطراف الملعب. وقال المدير الفني الفرنسي إنه يفضل الدفع بسانشيز في هذا المركز. وبناء على ذلك، كان جيرو هو من يقود الخط الأمامي للمدفعجية.
وكان جيرو يتلقى الجانب الأكبر من انتقادات جمهور آرسنال الموسم الماضي، رغم الإجماع على أنه لاعب جيد جدا وقادر على تقديم لمحات فنية رائعة في بعض الأوقات، مثل الهدف الرائع الذي سجله من خلفية مزدوجة في مرمى كريستال بالاس في يوم رأس السنة الميلادية الذي يعد واحدا من أجمل أهداف الموسم الماضي، كما كانت هناك لمحات فنية أخرى للاعب مثل الهدف الرائع الذي أحرزه في مرمى وستهام يونايتد من لمسة سحرية في أبريل (نيسان) 2014، لكن جيرو ليس لاعبا من الطراز العالمي القادر على صناعة الفارق وقيادة آرسنال لأن يكون أفضل فريق في إنجلترا.
فهل يكون لاكازيت هو هذا اللاعب؟ وهل يقدم مستوى أفضل من جيرو ويصبح اللاعب الذي يحتاجه فينغر فعلا؟ لقد فشل المدير الفني الفرنسي في التعاقد مع لويس سواريز من ليفربول عام 2003 بعد أول موسم لجيرو مع آرسنال، ثم بعد ذلك لجأ إلى الاعتماد على سانشيز في الخط الأمامي للفريق الموسم الماضي. ولعل الشيء الغريب هو أن لاكازيت لم يكن يوما ما الخيار الأول لمدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشامب في خط هجوم المنتخب الفرنسي، حيث كان يتم الاعتماد على جيرو إلى جانب نجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان في الخط الأمامي. وعندما دفع ديشامب بلاكازيت في الدقيقة 73 كبديل في مباراة المنتخب الفرنسي أمام باراغواي في الثاني من يونيو (حزيران) الماضي، كانت هذه أول مباراة دولية يخوضها اللاعب منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وحل لاكازيت بديلا لجيرو، الذي أحرز ثلاثة أهداف في تلك المباراة.
ودفع ديشامب بلاكازيت في التشكيلة الأساسية للمنتخب الفرنسي للمرة الأولى أمام أوروغواي في يونيو 2013، لكنه لم يعتمد عليه في التشكيلة الأساسية بعد ذلك سوى في ثلاث مباريات فحسب، ولم يستدعه لتشكيلة المنتخب الفرنسي المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 وكأس الأمم الأوروبية 2016. في الوقت الذي كان فيه جيرو هو اللاعب المحوري في خط الهجوم. وسيقول ديشامب إن تفضيله الدفع بجيرو لا يقلل إطلاقا من لاكازيت، لأنهما لاعبان مختلفان تماما من حيث القدرات الهجومية، فجيرو هو المهاجم التقليدي القادر على استغلال ألعاب الهواء، في حين يتمتع لاكازيت بالحركة الدؤوبة. وقد اعتمد ديشامب على جيرو، لأنه يناسب الطريقة التي يلعب بها المنتخب الفرنسي، ولكي يحافظ على حالة التوازن الموجودة في الفريق.
ويجب أن نشير أيضا إلى أن ديشامب لديه وفرة هائلة في خط الهجوم، مثل كيليان مبابي وكيفن غاميرو وكينغسلي كومان وأنتوني مارسيال وعثمان ديمبلي. وعلاوة على ذلك، يوجد لاعب ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة، القادر أيضا على قيادة الخط الهجومي لمنتخب فرنسا، لكنه استبعد من نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016 بسبب تورطه في عملية ابتزاز مزعومة ضد زميله السابق في منتخب فرنسا ماثيو فالبوينا. لكن من غير المرجح أن يعود بنزيمه إلى المنتخب الفرنسي، في ظل وجود ديشامب على رأس القيادة الفنية للديوك الفرنسية.
ومع ذلك، يشعر المتابع لكرة القدم الفرنسية أن ديشامب لا يثق تماما بقدرة لاكازيت على قيادة هجوم فرنسا، وأنه يمكن الاعتماد على اللاعب كبديل، وهو ما قد يؤثر على نفسية اللاعب بالسلب. وتألق لاكازيت مع ليون في الدوري الفرنسي خلال السنوات الثلاث الماضية، ويعتقد البعض أن موسم 2014 - 2015 هو أفضل موسم للاعب على الإطلاق، عندما كون ثنائيا مرعبا مع نبيل فقير، الذي يمتلك قدرات فنية رائعة ويشبه في طريقة لعبه النجم الألماني مسعود أوزيل. سجل لاكازيت في هذا الموسم 27 هدفا في الدوري الفرنسي و31 هدفا في جميع المسابقات، لكن يعتقد كثيرون أن الموسم الماضي شهد تحولا كبيرا في أداء اللاعب الذي انتقل إلى مستوى أفضل.
وكانت أرقام اللاعب الموسم الماضي مذهلة للغاية، حيث سجل 28 هدفا في 30 مباراة بالدوري الفرنسي، و37 هدفا في 45 مباراة خاضها في جميع المسابقات. وكان لاكازيت يواجه انتقادات في السابق لعدم قدرته على الظهور بشكل جيد في المباريات المهمة، لكنه بات الآن على مستوى هذه المباريات. وكان فينغر مقتنعا تماما بقدرات اللاعب، الذي استدعاه ديشامب لتشكيلة المنتخب الفرنسي في نهاية الموسم الماضي أمام كل من باراغواي والسويد وإنجلترا، وهو ما كان بمثابة إشارة على تطور مستوى اللاعب. ولكن على الجانب الآخر، كان ديشامب قد استدعى عددا من اللاعبين أكبر من المعتاد بسبب العدد الكبير للمباريات التي كان سيخوضها الفريق، ولم يعتمد على لاكازيت أمام السويد وإنجلترا، وفضل مرة أخرى الاعتماد على جيرو.
ويجيد لاكازيت التحكم في الكرة، وأن يكون محطة مهمة للعب ونقل الهجمات إلى منتصف ملعب الخصم، لكنه ربما يكون أقل في ألعاب الهواء. وعلاوة على ذلك، يجيد لاكازيت اللعب على أطراف الملعب، نظرا لأنه كان يلعب في الأساس في مركز الجناح الأيمن، وفي مركز المهاجم الصريح، كما يمتاز بالتحرك الجيد من دون كرة والسرعة الكبيرة والالتزام الخططي والتكتيكي وقدرته على تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص. ويجب لاكازيت دخول منطقة الجزاء من خلال التمريرات القصيرة (وان تو) مع زملائه، ويشبهه كثيرون بأسطورة آرسنال إيان رايت. ويتفوق لاكازيت على جيرو في التحكم بالكرة على الأرض، وهو ما سيعطي فينغر حرية أكبر في الجوانب الخططية، حيث يمكنه اللعب بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 أو 4 - 3 - 3 أو 3 - 4 - 2 - 1 التي اعتمد عليها الفريق في أبريل (نيسان) ومايو (أيار).
وقد اتسم تعاقد آرسنال مع لاكازيت بالواقعية. فهل كان من الواقعي أن يحاول النادي التعاقد مع كيليان مبابي من موناكو أو ألفارو موراتا من ريال مدريد؟ ومن غير هذين اللاعبين؟ يرى منتقدو لاكازيت أنه لو كان لاعبا من الطراز العالمي لنجح في الصعود بليون إلى مستوى أعلى خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية، مشيرين إلى أن سجله التهديفي «متضخم»، لأنه سجل عددا كبيرا من الأهداف من ركلات جزاء. فمن بين الـ129 هدفا التي سجلها اللاعب في جميع المسابقات مع ليون، جاء 23 هدفا منها من ركلات جزاء. وسيكون من المثير أن نرى قدرته على التأقلم مع قوة الدوري الإنجليزي الممتاز من الناحية البدنية.
وسيواجه اللاعب ضغوطا هائلة، خصوصا لو رحل سانشيز، وأصبح لاعبو الفريق مطالبين بتعويض الأهداف التي كان يحرزها اللاعب التشيلي والفرص التي كان يصنعها.
هل يمثل لاكازيت إضافة كبيرة لآرسنال؟ وهل يمكنه قيادة الفريق لمنصات التتويج؟ الجميع يترقب ذلك.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.