التقنية الجديدة... هل تحول البطولات الكبرى إلى مهزلة؟

الاستعانة بالفيديو في التحكيم ما زالت في مراحلها المبكرة وتتطلب تعديلات

الحكم مازيتش يشهر الكارت الاصفر في وجه  التشيلي غونزالو خارا في نهائي كأس القارات بعد مشاهدة الفيديو(أ.ف.ب)
الحكم مازيتش يشهر الكارت الاصفر في وجه التشيلي غونزالو خارا في نهائي كأس القارات بعد مشاهدة الفيديو(أ.ف.ب)
TT

التقنية الجديدة... هل تحول البطولات الكبرى إلى مهزلة؟

الحكم مازيتش يشهر الكارت الاصفر في وجه  التشيلي غونزالو خارا في نهائي كأس القارات بعد مشاهدة الفيديو(أ.ف.ب)
الحكم مازيتش يشهر الكارت الاصفر في وجه التشيلي غونزالو خارا في نهائي كأس القارات بعد مشاهدة الفيديو(أ.ف.ب)

مرَّت 15 شهراً حتى اليوم منذ إعلان مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الكيان المسؤول عن القوانين المنظمة لكرة القدم، البدء في فترة تتألف من عامين سيجري خلالها الاعتماد على نحو تجريبي على الفيديو كمعاون للحكام، وذلك في إطار بطولات رفيعة المستوى وأخرى مغمورة. ويأتي ذلك في محاولة لتقييم «ما إذا كان الاعتماد على الفيديو المعاون للحكام سيسهم في تحسين كرة القدم».
من ناحية أخرى، بدت الإجابة واضحة وسلبية خلال فترة توقف اللعب لمدة ثلاث دقائق في نهائي بطولة القارات بين ألمانيا وتشيلي التي شاهد خلالها الحكم الصربي ميلوراد مازيتش إعادة عبر الفيديو لإحدى الكرات واستشار معاونيه واثنين من الحكام المعاونين المعنيين بالفيديو قبل أن يصدر قراره بتوجيه بطاقة صفراء إلى اللاعب التشيلي غونزالو خارا لتعمده توجيه ضربة بمرفقه إلى فك اللاعب الألماني تيمو فيرنر.
جاء هذا الموقف متماشياً تماماً مع بطولة اتسمت بتعدد المواقف التي أثارت جدلاً بخصوص الاستعانة بالفيديو في قرارات التحكيم. ومع ذلك، أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، غياني إنفانتينو، أن الاستعانة بالفيديو يعد تجربة ناجحة، وقال إن «الاستعانة بالفيديو في التحكيم تمثل مستقبل كرة القدم الحديثة»، ويبدو من المحتم الاستعانة بهذه التقنية في تحكيم نهائيات بطولة كأس العالم العام المقبل، حتى وإن ظل هذا الأمر غير مؤكد من قبل المسؤولين.
من ناحيته، قال ماسيمو بوساكا، رئيس شؤون التحكيم في «فيفا»، إن الاستعانة بالفيديو في التحكيم تأتي «بهدف التخلص من الأخطاء الواضحة - الأخطاء التي تبقى عالقة في أذهان الناس بعد سنوات»، اليوم، لا تزال التقنية الجديدة في أيامها الأولى، لكن يبدو هذا الهدف بعيداً. مساء الأحد، أكد ظهير المنتخب الإنجليزي السابق لي ديكسون، قال، عبر قناة «آي تي في» إنه «حال الاستعانة بهذه التقنية في بطولة كأس العالم الآن، في اعتقادي ستتحول البطولة إلى مهزلة».
من ناحية أخرى، تعتبر كأس القارات ثاني بطولة دولية كبرى هذا الصيف تعتمد تقنية الفيديو في التحكيم. كما جرت الاستعانة بهذه التقنية في نهائي بطولة كأس العالم لأقل عن 20 عاماً، جرت الاستعانة خلالها بالفيديو للتأكد من قرار احتساب ركلة جزاء لصالح فنزويلا. ورغم أن القرار لم يتم إلغاؤه، فإن الأمر تسبب في تعطل المباراة لفترة طويلة، وانتهى الأمر بإهدار المهاجم الإسباني أدالبرتو بيناراندا لركلة الجزاء وفوز إنجلترا بهدف دون مقابل.
من جهته، قال ديفيد إليراي، الحكم السابق بالدوري الممتاز والذي يعمل مديراً فنياً حالياً لدى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم: «أعتقد ما عاينَّاه في روسيا كان مجرد محاولة من قبل الأفراد لاعتياد التعامل مع نظام جديد. المؤكد أن التقنية الجديدة لن تحسم القرارات المرتبطة بالمناطق الرمادية التي ستظل دوماً محل جدال، ولم يكن أبداً ذلك الهدف من وراء الاستعانة بها».
وفي إشارة على مدى سرعة تطور النظام، جرى تعديل الإرشادات المرتبطة باستخدام تقنية الفيديو كمساعد في قرارات التحكيم، التي أصدرها مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم في مارس (آذار) الماضي، سبع مرات حتى الآن. وقال إليراي إنه «إذا نظرت إلى الإطار العام فستجد أننا لا نزال في المراحل المبكرة للغاية من اختبار أمر لم تألفه كرة القدم من قبل، وهو أمر ليس بالهين. إن ما أظهرته بطولة كأس القارات أنه ليس من السهل تطبيق هذه التقنية وأنه ستكون هناك كثير من القرارات المثيرة للجدل. وبمرور الوقت، سيعتاد المعنيون بالأمر هذا النظام الجديد. وأعتقد أنه سيجري التخلص من بعض الجوانب التي لم تكن على المستوى المأمول في روسيا هذه المرة مع اعتياد الناس على النظام. إن سبيلنا نحو تحسين الأداء يكمن ببساطة في الممارسة والاعتماد على النظام الجديد بمعدل أكبر».
المؤكد أنه ستتوافر أمام الحكام كثير من الفرص للممارسة، خصوصاً أن أستراليا والبرازيل وألمانيا وهولندا والبرتغال والولايات المتحدة من الدول التي أعلنت التزامها باستخدام تقنية الفيديو خلال الموسم المقبل.
أما داخل إنجلترا، فيجري الاعتماد عليها في بعض مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي بداية من الدور الثالث، وكذلك في دور قبل النهائي ببطولة كاس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
الموسم الماضي، خاض جميع حكام الدوري الممتاز تدريباً وتجارب غير حية على استخدام النظام الجديد. وخلال بطولة كأس العالم لأقل من 20 عاماً في كوريا الجنوبية، لم تلقَ مسألة الاستعانة بالفيديو في التحكيم ذات القدر من الاهتمام الذي نالته في روسيا. بصورة إجمالية، جرت الاستعانة بالفيديو في مراجعة 15 قراراً فقط خلال 52 مباراة، منها 12 جرى تغييرها بناءً على الاستعانة بالفيديو. من جهته، أعرب بجورن كوبيرز، الذي تولى مسؤولية تحكيم مباراة النهائي، عن سعادته البالغة حيال التجربة، وأشار إلى أن أداء الحكام يتحسن بسرعة كبيرة. وأضاف: «عليك تعلُّم ركوب الدراجة، وعليك تعلم لعب كرة القدم، وكذلك عليك أيضاً تعلم كيف ومتى تستخدم تقنية الفيديو المساعد».
وللمعاونة في ذلك، يجري إرسال كل صورة فيديو يجري التقاطها لكل حادثة بالملعب، بجانب بيانات أخرى، إلى فريق بحثي داخل قسم علم الحركة بجامعة لوفان في بلجيكا. ومن بين الأبحاث السابقة التي اضطلع بها القسم ذاته ونشرت الأسبوع الماضي، تأثير إعادة ذات المشهد بسرعات متباينة على عملية صنع القرار لدى الحكام عند الاستعانة بالفيديو. وبجانب إمداد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بتقارير متعمقة، سيجري نشر أفضل وأسوأ الممارسات عبر الإنترنت للمعاونة في صقل مهارات الحكام.
من جانبه، يتوقع إليراي أن تتسارع وتيرة عملية صنع القرار البطيئة حتى الآن على نحو كبير بمرور الوقت، بجانب ظهور متخصصين محترفين بمجال الاستعانة بالفيديو في التحكيم. وقال: «تتسم الدقة بأهمية أكبر عن السرعة، لكن أعتقد أنه يتعين علينا أخذ عنصر الوقت في الاعتبار. غالباً ما تتسبب القرارات التي تجري مراجعتها - سواء كانت أهداف أو ركلات جزاء أو مخالفات قد تستوجب بطاقة حمراء - في تعطيل المباريات في كل الأحوال. وعلينا الحرص على عدم النظر إلى الوقت الذي تستغرقه عملية المراجعة كوقت إضافي، لأن جزءاً من هذا الوقت كان سيستقطع من المباراة في كل الأحوال».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.