موجز دولي ليوم السبت

موجز دولي ليوم السبت

TT

موجز دولي ليوم السبت

انهيار محادثات قبرص وغوتيريش يعبر عن «أسفه الشديد»
كران مونتانا (سويسرا) - «الشرق الأوسط»: قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن محادثات إعادة توحيد جزيرة قبرص انهارت في الساعات الأولى من صباح أمس (الجمعة)، وذلك بعد جلسة ختامية عاصفة. وأضاف في مؤتمر صحافي: «يؤسفني بشدة أن أبلغكم بأنه على الرغم من الالتزام الشديد والمشاركة القوية من كل الوفود والأطراف المختلفة... اختتم مؤتمر قبرص دون التوصل لاتفاق». وكان غوتيريش وصل يوم الخميس ليحث الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أقينجي على التوصل لاتفاق لإعادة توحيد الجزيرة الواقعة في شرق البحر المتوسط، بينما اتصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هاتفياً ليدعوهما «لاقتناص هذه الفرصة التاريخية». وقال مصدر قريب من المفاوضات إن غوتيريش أعلن توقف المحادثات في الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي بعد جلسة حامية تعالت فيها أصوات المشاركين.
وامتنع عن ذكر أسباب محددة لانهيار المحادثات، لكنه قال إن هناك هوة واسعة بين الوفدين في عدد من القضايا.

شرطة فرنسا تستجوب رئيس كتلة حزب ماكرون
باريس - «الشرق الأوسط»: ذكرت السلطات الفرنسية أمس (الجمعة) أن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يخضع لاستجواب من قبل الشرطة، بشأن صفقة ممتلكات، تم توقيعها عام 2011. وأكد المدعي العام، إريك ماتايس، لوكالة الأنباء الألمانية، أنه تم استجواب ريتشارد فيران، رئيس كتلة حزب «الجمهورية إلى الأمام» الذي ينتمي إليه ماكرون. كان فيران، وهو حليف مقرب من ماكرون، قد تم تعيينه وزيراً للتماسك الإقليمي في الحكومة الأولى، التي تم تشكيلها بعد انتخاب الأخير في السابع من مايو (أيار) الماضي.

إطلاق سراح زعيم المعارضة الروسية نافالني بعد 25 يوماً
موسكو - «الشرق الأوسط»: أطلقت السلطات الروسية سراح زعيم المعارضة الكسي نافالني من السجن أمس (الجمعة) بعد قضاء 25 يوماً في الحبس. وكان قد اعتقل في منزله الشهر الماضي، قبل مظاهرة واسعة النطاق وسط موسكو. وكانت قوات الشرطة الروسية قد داهمت أول من أمس (الخميس) مقر حملة نافالني الانتخابية، وتمت مصادرة أجهزة الكومبيوتر وغيرها من المواد الأخرى بالمقر. وقد اعتقل نافالني بعد أن أدانته محكمة في موسكو بانتهاكه المتكرر للقوانين المتعلقة بتنظيم المظاهرات، وتنظيم مسيرات جماهيرية ضد الرئيس فلاديمير بوتين في جميع أنحاء البلاد. ويعتزم نافالني الترشح ضد بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في عام 2018، إلا أنه منع من الترشح بسبب صدور حكم ضده مع وقف التنفيذ، حسبما أفادت لجنة الانتخابات المركزية الروسية.

مدير مكتب الأخلاقيات الأميركي يستقيل من منصبه
واشنطن - «الشرق الأوسط»: أعلن رئيس مكتب الأخلاقيات الحكومي الأميركي، وهو هيئة مستقلة داخل الحكومة الاتحادية، استقالته من منصبه، ودعا إلى «إدخال تحسينات» على قوانين الأخلاقيات القائمة. وفى رسالة إلى الرئيس دونالد ترمب، قال المدير والتر شوب، إنه سيستقيل من منصبه في 19 يوليو (تموز) الحالي. وقال شوب، في بيان منفصل، إنه سينضم إلى مجموعة خاصة تدعو إلى معايير عالية بشأن الانتخابات وتمويل الحملات وأخلاقيات الحكومة. وأشار شوب في خطاب استقالته إلى أن مسؤولي الأخلاقيات الاتحاديين «ملتزمون بحماية مبدأ أن الخدمة العامة أمانة عامة، مما يتطلب من الموظفين الولاء للدستور والقوانين والمبادئ الأخلاقية، فوق المكاسب الخاصة». وقال شوب لصحيفة «واشنطن بوست» يوم الخميس إنه لم يتعرض لضغوط أو أجبر على الاستقالة من جانب أي شخص في حكومة ترمب، مضيفاً: «من الواضح أنه ليس هناك شيء جديد أستطيع تحقيقه».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟