وزراء خارجية أوروبا يناقشون سبل وقف تدفق المهاجرين إلى ليبيا

TT

وزراء خارجية أوروبا يناقشون سبل وقف تدفق المهاجرين إلى ليبيا

ناقش وزراء خارجية البلدان الأوروبية والبلدان الأفريقية خلال اجتماعهم أمس في روما، وسائل صد تدفق المهاجرين إلى جنوب ليبيا قبل عبورهم البحر المتوسط.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنجلينو الفانو في نهاية الاجتماع إنه «من أجل خفض عدد الذين يصلون إلى بلادنا، يجب خفض عدد الذين يصلون إلى ليبيا. يجب ألا نتحرك فقط في الشمال أو في البحر، بل أيضا على الحدود الجنوبية»، في إشارة إلى ليبيا التي يتدفق منها مئات الأفارقة نحو السواحل الإيطالية.
وأضاف الوزير الإيطالي موضحا أنه «إذا كانت عمليات مراقبة الحدود في بلدان العبور فعالة، فستزول عندئذ قيمة البطاقات التي تبيعها أكبر وكالة سفر إجرامية في التاريخ. وإذا لم يعد المهربون قادرين على ضمان الوصول الفعلي إلى أوروبا، فستفلس وكالة السفر التي يتولون إدارتها. وهنا تكمن مهمتنا».
وكان الهدف من هذا الاجتماع المقرر منذ فترة طويلة بحضور كبار مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، أن يشكل الجانب الدبلوماسي لاجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين حول الموضوع نفسه في تالين، فيما تنتقد إيطاليا التي وصلها 85 ألف مهاجر هذه السنة، نقص التضامن الأوروبي.
ووقع الوزراء الأفارقة (ليبيا والنيجر وتونس ومصر وتشاد وإثيوبيا والسودان، ونظراؤهم الأوروبيون، ألمانيا والنمسا وإسبانيا وفرنسا وهولندا ومالطة وإستونيا) إعلانا مشتركا «للجمع بين التضامن والأمن، كما نجحت إيطاليا على هذا الصعيد».
ودعا البيان الختامي إلى استثمارات لمصلحة الشبان والنساء في البلدان الأصلية، وإلى دعم عمليات المراقبة في بلدان الترانزيت، وأيضا إلى تحسين عمليات العودة، سواء كانت طوعية أم لا.
وتعهد الموقعون أيضا بمساعدة المفوضية العليا للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة على زيادة حضورها على طول طرق الهجرة وتطوير حملات التوعية في البلدان الأصلية حول مخاطر السفر.
في غضون ذلك، بدأت صباح أمس في تالين عاصمة الرئاسة الإستونية الجديدة للاتحاد الأوروبي اجتماعات غير رسمية لوزراء الداخلية والعدل، ركزت بشكل أساسي على ملفي الهجرة والأمن وحماية الحدود الأوروبية ووضع آليات لمراقبة الهجرة غير الشرعية، خاصة من ليبيا التي أصبحت قبلة مفضلة لآلاف الأفارقة الذين يقصدونها للإبحار نحو إيطاليا.
وقال وزير الهجرة البلجيكي ثيو فرانكين لدى وصوله إلى مقر الاجتماعات، إن النقاش سيتركز خلال الاجتماع على سبل مساعدة إيطاليا لتخطي المشكلة التي تواجهها حاليا في استمرار تدفق المهاجرين، وعلى ضرورة البحث عن حلول عبر طرق أخرى، مثل مساعدة ليبيا على مواجهة تدفقات المهاجرين بأعداد هائلة.
وحسب مصادر إعلامية إيطالية، فإنه من المتوقع أن يقر الوزراء في اجتماعهم حزمة إجراءات، من بينها تقديم مساعدات إضافية بقيمة 35 مليون يورو لإيطاليا من أجل مساعدتها على تحسين البنى التحتية المخصصة للتعامل مع المهاجرين الوافدين، وكذلك تفعيل برنامج دعم للسلطات الليبية بقيمة 46 مليون يورو، ودعم قيام مركز تنسيق عمليات الإنقاذ البحرية في ليبيا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.