* الفيلم: The Lost City of Z
* إخراج: جيمس غراي
* تمثيل: تشارلي هونام، روبرت باتنسون، سيانا ميلر، توم هولاند
* النوع: مغامرات
* تقييم: (***) من خمسة
في عدد شهر أكتوبر (تشرين الأول) سنة 2005 نشرت مجلة «ذا نيويوركر» تحقيقاً كتبه الصحافي ديڤيد غران، لم أستطع ترك صفحاته العشر سريعاً. حكاية واقعية عن مغامرة البحث عن رجل وابنه توغلاً، سنة 1925، بعيداً في مجاهل الأمازون (وكانت لا تزال مجاهل بالفعل) بحثاً عن مدينة مفقودة. كان الأب بنى إيمانه بجدوى رحلة بحثه على وثائق كتبها شخص برتغالي مجهول سنة 1754، تساءلت لو أن البرتغالي كتب عن وقائع عاشها أو عن ما لاح له من خيال. لكن الرحالة بيرسي فوست آمن بها وبما سبقها من رحلات استكشاف قام بها آخرون، ثم من حكايات تؤكد وجود مدينة من الذهب الخالص في قلب الأمازون لدرجة أنه قرر البحث بنفسه… وهو اختفى مع ابنه ولم يعثر له على أثر.
التحقيق مكتوب عنه بصفة الغائب ومنسوب للصحافي غران (Grann) الذي قام بتلك الرحلة بحثاً عن الرجل المفقود (وربما عن المدينة ذاتها) وخرج بانطباع بأن الرجل ربما اكتشف تلك المدينة فعلاً، لكن هذا هو آخر ما فعله في الحياة. فالأمازون كان آنذاك البيئة السكنية لقبائل لم تر الإنسان الأبيض من قبل، ومعظمها كان عدائياً، وبعضها لا يمانع أكل لحوم البشر ومن المحتمل أن يكون انتهى وابنه في بطون بعضها.
فيلم جيمس غراي، الذي حقق أفلامه السابقة في نيويورك غالباً، ومنها «نملك الليل» و«الياردات» و«المهاجرة»، كتب سيناريو هذا الفيلم وتوخى عبره إنجاز فيلم ينتمي إلى أفلام الأدغال في الزمن الذي كانت فيه أفريقيا وأميركا اللاتينية والكثير من غابات وريف الدول الآسيوية وشبه الآسيوية مجاهل خطرة. هو فيلم مغامرات لكن ليس بفيلم المغامرات الشبيهة بروايات إدغار رايس بورو والمكتشف فوست ليس طرزان.
هذا الفيلم جاد جداً في مسعاه لناحيتي تقديم دراما عاطفية واجتماعية للرحالة فوست (زوجته التي تريد منه البقاء في إنجلترا عوض العودة إلى تلك المجاهل) وأخرى لفعل الرحلة ذاتها وما شابها من مخاطر. لكن الغريب في أمر السيناريو، كما وضعه غراي مباشرة عن كتاب ألّـفه غران بعد نشره في المجلة، هو أنه لا يستلهم إلا قدراً محدوداً مما حدث مع فوست من وقائع في داخل الأمازون صارفاً وقتاً طويلاً في رحلات العودة إلى وطنه وحكايات الأزمة العاطفية الواقعة في صرح العائلة. في العودة الأولى يلتقي بولده الذي لم يعد يعرفه. في عودة ثانية يجده قد كبر والثاني ولد في غيابه. في الزيارة الثالثة طفل آخر، لكن الكيل طفح بزوجته وأولاده.
ربما أراد غراي من خلال ذلك تمييز فيلمه عن أفلام الإثارة، لكن هذا لم يخدم السبب الذي من أجله تم إنتاج الفيلم وصوّر بطله، وفريقه وهم على قدر قليل من الإدراك والكثير من عدم الثقة بما كانوا يقومون به.
لدى غراي ذلك المنهج الذي يود من خلاله طرح هوية الآخر بناء على المواجهة بين الآتي من هذه الحضارة الدالف إلى ما يريد اعتباره حضارة أخرى رغم أنها في الواقع ليست سوى سبيل حياة تعودت عليها قبائل ليس لديها لا الدافع ولا الإمكانات للتقدم. كثير من هذا الترف الفكري من دون سند فني مبهر يهيمن على هذا المضمون. لكن العناصر الفنية والإنتاجية (أنتجته شركة أمازون الإلكترونية) جيدة، كذلك التمثيل بما في ذلك الأداء البليغ لروبرت بانسون الذي باع الشهرة مقررا الالتحاق بالأفلام التي لا محيطا شعبياً كبيراً لها، كهذا الفيلم.
(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة
8:2 دقيقة
شاشة الناقد
https://aawsat.com/home/article/968646/%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%AF
شاشة الناقد
شاشة الناقد
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة