الكهرباء تلحق بموجة زيادة الأسعار في مصر

شرائحها ارتفعت بين 18 و42 %

الكهرباء تلحق بموجة زيادة الأسعار في مصر
TT

الكهرباء تلحق بموجة زيادة الأسعار في مصر

الكهرباء تلحق بموجة زيادة الأسعار في مصر

أعلنت مصر، أمس الخميس، رفع تعرفة الكهرباء للمنازل، بنسب تتراوح بين 18 إلى 42 في المائة، بحسب شريحة الاستهلاك، في وقت تطبق البلاد فيه برنامجا للإصلاح الاقتصادي وافق بمقتضاه صندوق النقد الدولي على منح مصر قرضا بقيمة 12 مليار دولار.
وأعلن وزير الكهرباء محمد شاكر أمس عن الزيادات الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ بدءا من شهر يوليو (تموز) الجاري. وقال في مؤتمر صحافي إنه كان من المفترض أن يلغى الدعم على الكهرباء بصورة تامة في العام المالي المقبل، لكن «نظرا للظروف الخاصة للزيادة الكبيرة الحاصلة في سعر الصرف (للدولار)، قررنا مد هذه المدة إلى ثلاث سنوات إضافية»، وأن الدعم الحكومي على الكهرباء سينتهي بحلول العام المالي 2021 - 2022. وأشار الوزير إلى أن الزيادات ستتفاوت طبقا لشريحة الاستهلاك.
ومن جهة ثانية، قال وزير البترول المصري طارق الملا أمس، إن اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم سوق الغاز ستصدر في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال شاكر إن دعم أسعار الكهرباء بلغ 64 مليار جنيه (3.6 مليار دولار) في 2016 – 2017، مقارنة مع نحو 30 مليار جنيه كانت متوقعة. وأضاف أن الحكومة تستهدف أن يبلغ دعم الكهرباء في السنة المالية الحالية 52.7 مليار جنيه، تنخفض إلى 43.4 مليار في السنة المالية القادمة، وإلى 16.5 مليار جنيه في آخر سنوات الدعم. وأوضح أن ميزانية السنة المالية الحالية على أساس سعر صرف يبلغ 18 جنيها للدولار.
وقال وزير الكهرباء، إن الشريحة الأولى التي تستهلك حتى 50 كيلوواط/ ساعة في الشهر، زادت تعرفة الكهرباء عليها إلى 0.13 جنيه لكل كيلوواط/ ساعة، من 0.11 جنيه. بينما زادت تعرفة الشريحة الثانية التي تستهلك من 50 وحتى 100 كيلوواط/ ساعة، إلى 0.22 جنيه. والشريحة الثالثة التي تستهلك 200 كيلوواط/ ساعة، إلى 0.27 جنيه. وزادت تعرفة الشريحة الرابعة التي تستهلك من 201 وحتى 350 كيلوواط/ ساعة، إلى 0.55 جنيه، والخامسة التي تستهلك من 351 وحتى 650 كيلوواط/ ساعة، إلى 0.75 جنيه، والسادسة التي تستهلك من 651 وحتى ألف كيلوواط/ ساعة، 1.25 جنيه، والشريحة السابعة والأخيرة التي تستهلك أكثر من ألف كيلوواط/ ساعة، إلى 1.35 جنيه من 0.95 جنيه.
وبالنسبة للاستخدام التجاري رفعت مصر تعرفة الشريحة الأولى التي تستهلك حتى 100 كيلوواط/ ساعة في الشهر إلى 0.45 جنيه من 0.35 جنيه، والشريحة التي تستهلك حتى 250 كيلوواط/ ساعة إلى 0.84 جنيه، والشريحة الثالثة التي تستهلك حتى 600 كيلوواط/ ساعة إلى 0.96 جنيه. وتقرر رفع الشريحة الرابعة التي تستهلك حتى ألف كيلوواط/ ساعة إلى 1.35 جنيه، والشريحة الأخيرة التي تستهلك أكثر من ألف كيلوواط/ ساعة في الشهر إلى 1.40 جنيه من 0.96 جنيه.
ويأتي إعلان هذه الزيادات بعد أيام قليلة من خفض الدعم على المحروقات في نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي. حيث رفعت الحكومة سعر لتر بنزين 92 بنسبة 43 في المائة إلى خمسة جنيهات (0.27 دولار)، وبنزين 80 بنسبة 55 في المائة إلى 3.65 جنيه (0.2 دولار)، والسولار (الديزل) بنسبة 55 في المائة إلى 3.65 جنيه، فيما تضاعف سعر أسطوانات البوتاغاز المنزلي ليصل إلى 30 جنيها (1.6 دولار).
وقامت الحكومة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بتحرير سعر صرف الجنيه، ونتج عن ذلك ارتفاع سعر الدولار من مستوى 8.8 جنيه إلى نحو 18 جنيها. وفي اليوم التالي رفعت أسعار بعض المحروقات.
وأسفرت الخطوة عن موجة تضخم غير مسبوقة في مصر، وتخطت نسبة التضخم السنوي في نهاية 2016 نسبة 25 في المائة، وواصلت الازدياد إلى أن بلغت مستوى قياسيا في أبريل (نيسان) الماضي عند مستوى قارب 33 في المائة.
ولحماية الأكثر فقرا ومحدودي الدخل، أعلنت وزارة المالية المصرية مؤخرا زيادة المخصصات المالية لبرنامج الحماية الاجتماعية، ليصل إلى 75 مليار جنيه (نحو 4.1 مليار دولار).



«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.