الجيش يصعّد في الجوف ونهم... والتحالف يستهدف معسكراً بعمران

TT

الجيش يصعّد في الجوف ونهم... والتحالف يستهدف معسكراً بعمران

صعّد الجيش اليمني من قصفه العنيف والمتواصل على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جبهات الجوف ومديرية نهم؛ البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.
وكثف تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية من غاراته، حيث استهدف مصنع إسمنت البرح غرب تعز، وتعزيزات كانت في طريقها إلى مديرية المتون وعبس بالجوف، وميدي في محافظة حجة، بالإضافة إلى جبل عيبان بمديرية بني مطر غرب صنعاء، كما استهدفت غارات أخرى للتحالف تجمعات الميليشيات الانقلابية في معسكر «لواء العمالية» بوادي العبلة بمديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران.
وتشهد محافظة الجوف مواجهات عنيفة في جبهتي المتون والمصلوب؛ الجبهتين الأكثر اشتعالا، بينما قصفت مدفعية الجيش اليمني بشكل مكثف مواقع الميليشيات الانقلابية في مناطق المجاوحة وبني بارق ومسورة بمديرية نهم؛ البوابة الشرقية لصنعاء. يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه جبهات الخنجر وصبرين، معارك عنيفة، إثر محاولات تسلل الميليشيات الانقلابية إلى مواقع الجيش الوطني الذي تمكن من التصدي لها وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وأفاد مصدر في المقاومة الشعبية بأن «الميليشيات الانقلابية أصبحت تعيش وضعا صعبا جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدتها»، مستدلا بمقتل 12 قياديا خلال اجتماع لقيادات عسكرية حوثية قبل أيام. وأضاف: «نتيجة للخسائر الكبيرة وفقدانهم مواقع استراتيجية، تتكرر محاولاتهم المستميتة للتسلل إلى مواقع الجيش الوطني في جميع الجبهات، غير أن الجيش يتصدى لهم بالتزامن مع دك مدفعية الجيش الوطني ما تبقى من مواقع وجيوب الميليشيات الانقلابية في المصلوب»، لافتا إلى أن «جبهة مزرية، شمال المتون، شهدت مواجهات عنيفة بالتزامن مع قصف الجيش الوطني مواقع الميليشيات الانقلابية وسقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين».
وفي جبهة ميدي، تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية لتطهير ما تبقى من ميدي وحرض، التابعة لمحافظة حجة والمحاذية للسعودية.
وصعد الجيش الوطني من قصفه على مواقع الميليشيات الانقلابية في مثلث عاهم ومزارع الخضراء، بالتزامن مع شن طائرات التحالف غارات على تحركات الميليشيات الانقلابية في ميدي الساحلية وتجمعات في مزارع الجر وشاطئ بحيص بمديرية عبس المجاورة، وغارات أخرى في المنزالة والجمرك القديم، وذلك بحسب تأكيدات شهود محليين.
وفي تعز، تجددت المواجهات بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في محيط القصر الجمهوري، شرقا، في محاولة لاستعادة مواقع فقدتها في جبهة القصر.
وتواصل الميليشيات الانقلابية قصفها على الأحياء السكنية وقرى المحافظة. كما أصيب 5 من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية إثر انفجار لغم زرعته الميليشيات في منطقة النجدين بمديرية حيفان، جنوب تعز.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».