تشويش يؤدي إلى غلق المجال الجوي في مطار تل أبيب

TT

تشويش يؤدي إلى غلق المجال الجوي في مطار تل أبيب

لليوم الثالث على التوالي، يشهد مطار «بن غوريون» الدولي في مدينة اللد، تشويشا في حركة الملاحقة الجوية، لأسباب أمنية لا تكشف السلطات الإسرائيلية المعنية عن جوهرها. وقد أدى هذه التشويش المتكرر، إلى غلق أجواء المطار ومنطقة تل أبيب بأسرها، لعشرات الدقائق في كل مرة، وفي إحداها، اضطرت 15 طائرة إلى الامتناع عن الهبوط وإلى التحليق فوق المطار.
وقد أصرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على حظر النشر والتكتم على الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا الإجراء، وفرض الرقيب العسكري حظرا كاملا على أي معلومات. وترافق التشويش في حركة الطيران، مع تواجد مكثف لرجال الأمن، في حين جرى التبليغ عن تأجيل عدد من الرحلات الجوية؛ ما تسبب في اكتظاظ كبير للمسافرين، كما جرى توجيه رحلات طيران للهبوط في مطارات أخرى.
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن التشويش يعود إلى نشاطات أمنية، من دون أن تفصح عن طبيعة هذه النشاطات، وأكدت أنه جرى ترتيب هذه النشاطات وتنسيقها مع الجهات المختصة، علما بأن الفعاليات والنشاطات الأمنية جرى الإعداد لها مسبقا.
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن أن طائرة عسكرية غير مأهولة من طراز «راكب السماء»، سقطت يوم الاثنين الماضي، في جنوب قطاع غزة. وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوع، التي تسقط فيها طائرة من هذا النوع خلال عمل عسكري. وقد سقطت الأولى يوم الخميس الماضي بالقرب من بيت لحم.
يشار إلى أن «راكب السماء» تزن سبعة كيلوغرامات، ومزودة بكاميرات، وفي حال سقوطها وفقدان الاتصال مع مشغليها، تقوم على الفور بشطب كل المعلومات التي جمعتها. وحسب قائد في الوحدة، التي قامت بتفعيل الطائرة، فإنه في غالبية حالات سقوط «راكب السماء» يكون السبب إخفاقا تقنيا، وليس خطأ من قبل المشغلين. وتقوم شركة «ألبيت»، التي صنعت الطائرة، وسلاح المدفعية، بالتحقيق في كل حادث سقوط طائرة كهذه. وحسب القائد، فإنه قياسا بعدد ساعات عمل «راكب السماء» في أجواء المنطقة، فإن نسبة سقوطها تقل بنحو 30 في المائة عن المعدل الذي تتكهن به الشركة المنتجة. وفي شهر مايو (أيار) الماضي، سقطت طائرة أخرى من هذا النوع في لبنان. وفي كل مرة تسقط فيها طائرة كهذه، يقول الجيش إنه لا يخشى كشف معلومات سرية، ككشف منطقة الرصد التي عملت منها الطائرة، أو كشف المعطيات التي قامت بتخزينها، لأنها تشطب كل شيء في حال فقدان الاتصال مع مشغليها.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.