رئيس جنوب السودان ينفي اعتزامه التنحي

«العفو الدولية» تتهم الحكومة والمعارضة بارتكاب جرائم حرب

TT

رئيس جنوب السودان ينفي اعتزامه التنحي

نفى المكتب الصحافي لرئيس جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، بشدة اعتزامه التنحي عن منصبه، حسب ما تناقلته الأجهزة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، ووصفها بـ«الفبركة الإعلامية»، في وقت اتهمت فيه منظمة العفو الدولية أطراف النزاع في الحكومة والمعارضة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين.
وقال اتينج ويك اتينج، السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»: إن «بعض الأنباء المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن الرئيس سيلفا كير يعتزم التنحي عن منصبه، لكن هذه الأنباء غير صحيحة، ومجرد أكاذيب وفبركة لخلق تشويش. الحديث عن رغبة الرئيس سيلفا التنحي عن الحكم أمر مستغرب، ولا علم لي من أين جاءوا بهذا الحديث لأن الرئيس سيلفا لم يتحدث عن ذلك طوال هذه الفترة»، مشيراً إلى أن كير لم يتحدث إلى أي جهة، سواء في المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية الحاكم أو داخل مجلس الوزراء.
وأضاف أتينج، موضحا «لقد نسبت هذه الأخبار خلال اجتماع للرئيس سيلفا مع حكام ولايتي بيه واكوبو الأسبوع الماضي، لكن الحديث أخرج من سياقه؛ لأن الرئيس تحدث عن الأوضاع في تلك الولايات ولم يتحدث عن تنحيه من منصبه».
من جهة أخرى، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أمس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: إن أطراف النزاع في الحكومة والمعارضة المسلحة، بزعامة نائب الرئيس السابق ريك مشار، ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين، وبخاصة النساء والأطفال، موضحة أن القوات الحكومية وميليشيات تابعة لها تتصرف بوحشية، وتحتجز الرجال في أكواخ قبل أن يتم حرقهم بداخلها، خصوصا في ولاية الاستوائية جنوب البلاد، وشددت على أن هذه الانتهاكات أدت إلى تشريد مئات الآلاف من السكان من قراهم وإجبارهم على الرحيل من مناطقهم الأصلية، واللجوء إلى معسكرات في شمال أوغندا وأفريقيا الوسطى التي لهما حدود مع جنوب السودان.
ودعت المنظمة الاتحاد الأفريقي إلى إنشاء محكمة لمحاسبة المتورطين في ارتكاب الجرائم والانتهاكات، وقالت: إن اتفاقية السلام التي تم توقيعها في أغسطس (آب) 2015 نصت على تشكيل المحكمة الأفريقية المختلطة لمحاسبة المتورطين في جرائم الحرب.
وذكرت المنظمة، أن الجيش الحكومي والميليشيات القبلية التابعة له وقوات المعارضة المسلحة قامت باغتصاب عدد من النساء في منطقة ياي بغرب الاستوائية، وقالت: إن عمليات الاغتصاب أصبحت ممنهجة، وطالبت بتقديم مجرمي الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان إلى المحكمة الأفريقية الهجين، التي نصت عليها اتفاقية السلام.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قد قدمت الأسبوع الماضي تقريرا اتهمت فيه القوات الحكومية بقتل 114 من المدنيين خارج مدينة ياي، جنوب غربي العاصمة جوبا، بعد أن اتهمتهم الحكومة بمساندة المعارضة المسلحة التي يقودها نائب الرئيس السابق ريك مشار، والتي وجهت لها أيضا اتهامات بقتل 12 شخصاً في الطريق الرابط بين جوبا وياي العام الماضي.
من جهة أخرى، حذر عمال الإغاثة، مسؤولين في جنوب السودان من تفشي وباء الكوليرا، الذي أصاب نحو ثلاثة آلاف شخص في بلد يرزح تحت المجاعة والحرب الأهلية.
ولقي نحو 250 شخصاً مصرعهم العام الماضي بسبب الكوليرا، في حين تتخوف المنظمات من أن يصبح هذا المرض خارج السيطرة بسبب وجود عدد قليل من المؤسسات الطبية العاملة في البلاد.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.