تونس تشن حملة لتجريم العنف ضد النساء

وسط اعتراض عدد من نواب البرلمان وأحزاب

TT

تونس تشن حملة لتجريم العنف ضد النساء

يقود الاتحاد التونسي للمرأة (منظمة مستقلة)، اليوم، حملة مدنية تهدف إلى تأييد مشروع القانون الأساسي المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة في 6 ولايات (محافظات) تونسية، وذلك بعد نحو 60 سنة من إقرار قانون الأحوال الشخصية، الذي منح النساء عدة مكاسب وحقوق تعد متطورة مقارنة ببعض البلدان العربية والإسلامية.
وينظم الاتحاد هذه الحملة، التي تعترض عليها بعض الأحزاب الإسلامية، ضمن برنامج مشترك مع وزارة المرأة والأسرة التونسية، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الأوروبي، وفي إطار تكريس المساواة بين المرأة والرجل. وتنطلق الحملة في الوقت نفسه داخل عدد من ولايات تونس العاصمة وصفاقس ومدنين والقيروان وقفصة وجندوبة، فيما أعلن الاتحاد التونسي للمرأة عن تشكيل خلية يقظة لمتابعة سير النقاش بالبرلمان حول قانون منع العنف ضد النساء.
وكانت لجنة الحقوق والحريات في البرلمان قد صدقت بالإجماع على مشروع القانون الأساسي، المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة، والذي ينص على عقوبة سجن تصل إلى حدود 20 سنة في بعض الحالات. كما أكد القانون الجديد أن إسقاط الدعوى من قبل المرأة التي تتعرض للعنف لا يوقف متابعة الإجراءات القضائية، وإقرار العقوبات القانونية ضد المعتدي.
إلا أن عددا كبيرا من النواب استنكروا العقوبات الصارمة التي تضمنها هذا القانون. ولذلك ينتظر أن تشهد النقاشات البرلمانية حول هذا القانون بداية الشهر الحالي أجواء ساخنة نتيجة وجود خلافات عميقة في وجهات النظر بين التيار الإسلامي، وبقية التيارات السياسية، خصوصا التيار اليساري والليبرالي.
وأحيل مشروع القانون المتعلق بمناهضة العنف ضد المرأة إلى لجنة الحقوق والحريات منذ 2 فبراير (شباط) الماضي، وهو من بين النصوص التشريعية الخلافية التي طرحت على طاولة البرلمان. وقد شهد هذا القانون كغيره من القوانين خلافات في وجهات النظر بين أعضاء لجنة الحقوق والحريات نتيجة اقتراح صيغ توافقية في عدة نقاط خلافية، إلا أن عرضه في جلسة برلمانية عامة سيغير الموازين، وقد يفتح أبواب السجال والجدال من جديد.
ولم يمر مشروع قانون مناهضة العنف ضد المرأة على اللجنة البرلمانية دون أن يواجه عدة انتقادات، حيث اقترحت بشرى بلحاج حميدة، النائبة بالبرلمان والناشطة الحقوقية، عقوبة السجن المؤبد لمرتكب جريمة الاغتصاب باستعمال العنف أو السلاح أو الأقراص والأدوية المخدرة، إلا أن هذا المقترح قوبل بالرفض.
وانتقدت عدة منظمات حقوقية تونسية ودولية، من بينها منظمة النساء الديمقراطيات (منظمة حقوقية تونسية مستقلة)، تغافل القانون الجديد عن قضية المساواة في الإرث بين الرجال والنساء، وقالت إن هذا التغافل يعد عنفا معنويا ضد المرأة، وهي مسألة رفض التيار الإسلامي النظر فيها لوجود نص قرآني قاطع بشأنها. كما اعترضت تلك المنظمات بشدة على مواصلة السلطات التونسية الاعتماد على الفحوص الطبية بوصفها وسائل لإثبات جرائم الاغتصاب، وقالت إنها تستبيح الحرمة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.