كتاب يحتفي بالكاتب الليبي الراحل نوري الكيخيا

كتاب يحتفي بالكاتب الليبي الراحل نوري الكيخيا
TT

كتاب يحتفي بالكاتب الليبي الراحل نوري الكيخيا

كتاب يحتفي بالكاتب الليبي الراحل نوري الكيخيا

في كتاب يروي مشاهد من سيرة حياته، ويسلط الضوء على أدبه وأفكاره، احتفى مثقفون وكتاب ليبيون بالكاتب الليبي نوري الكيخيا، الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 77 عاما، في 25 مارس (آذار) الماضي، وهو يتلقى العلاج بأحد المستشفيات بتونس، ودفن بمقبرة «الزلاج» بالعاصمة التونسية.
حمل الكتاب عنوان «نوري الكيخيا... المناضل الليبي الباهي». وقام بإعداده وقدم له الكاتب الصحافي أحمد الفيتوري، رئيس تحرير صحيفة «ميادين»، وصدر عن منشورات الوسط بالقاهرة.
يقول الفيتوري في مقدمته: «همتُ بالكتابة عن قامة من قامات سامقة في النضال الليبي من أجل الإنسان، وأن يحيا حُراً في وطنه. كنتُ أعرفُ أن هذا الرجل اليساري لا يحدهُ حد، وأنهُ في حجم العالم وحجم قبضة يد تحت الثدي الأيسر عامرة بالمحبة للبشر كافة. هذا العقلاني زادهُ الخيال، هذا المُفرد بصيغة الجمع، هذا المنفي هو المختار أن يكون حيث يجب أن يكون، دون هوادة كرس حياته كلها لقضية ارتآها: أن تكون بلادهُ ليبيا بلداً ديمقراطياً، فيه المواطنة حق وواجب، ويكفلُ دستورٌ أن يكون الناس أمام القانون سواسية، هذا السياسي زادهُ في السياسة الشعر، ما يعني الأفق المفتوح، وأن التحقق يستدعي العمل من أجله لأنه لم يتحقق بعد. دَرَسَ في بلاد «غوته» شاعر ألمانيا الذي عاش زمن احتلال نابليون لبلاده، فانتمى للتحرر، لا من نابليون فحسب، بل من كل «نابليونية»، في بلاد «ماركس» أيضا، شاهد الاضطهاد يلبسُ مسوح الرهبان فمقت كل مسوح».
ويختتم الفيتوري مقدمته قائلا: «هذا نوري الكيخيا من كَتبَ باسم مستعار (الباهي اليدري) كثيرا ما باغت نفسهُ كيساري، وكملكي، وكسياسي، وكوطني، وكأُممي، وكشاعر، وكعامي فصيح، وكبنغازي، وكمصراتي، وكليبي، وكعالمي كوني، كثيراً ما باغت نفسه أنه كل أولئك، وأنه أُفق لا يحتملُ حداً».
ورغم إقامته في ألمانيا، تنقل الكيخيا بين عدد من الدول الأوروبية، كما مكث فترة في أميركا، وكان والده رمضان سالم الكيخيا نائباً مرموقاً في البرلمان الليبي في العهد الملكي، لكنه غادر ليبيا إلى مصر في منتصف السبعينات، رفضا لظلم وقمع نظام العقيد معمر القذافي، واستقر بالإسكندرية، حتى توفي بها عام 1997. الأمر نفسه تكر مع الابن نوري الكيخيا، فقد عاد إلى ليبيا بعد إنهاء تعليمه بالخارج، وعمل في وزارة التخطيط، ثم في «مؤسسة النفط»، لكنه فر من ليبيا هرباً من فاشية القذافي.
يقع الكتاب في 250 صفحة من القطع المتوسط، ويضم نصوصا من شعر نوري الكيخيا بالعامية الليبية، ومختارات من أهم مقالاته وأفكاره، وحوارات متنوعة معه، شملت كل مراحل حياته، ومحطاته النضالية داخل ليبيا وخارجها.
كما يضم الكتاب ملزمة مصورة بالأبيض والأسود كنوع من التوثيق لرحلة حياة الكيخيا، ونضاله من أجل مستقبل ليبي أفضل.



إعلان القائمة الطويلة لـ«بوكر» العربية

أغلفة روايات القائمة الطويلة
أغلفة روايات القائمة الطويلة
TT

إعلان القائمة الطويلة لـ«بوكر» العربية

أغلفة روايات القائمة الطويلة
أغلفة روايات القائمة الطويلة

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها عام 2025؛ إذ تتضمّن القائمة 16 رواية. وكانت قد ترشحت للجائزة في هذه الدورة 124 رواية، وجرى اختيار القائمة الطويلة من قِبل لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء، برئاسة الأكاديمية المصرية منى بيكر، وعضوية كل من بلال الأرفه لي أكاديمي وباحث لبناني، وسامبسا بلتونن مترجم فنلندي، وسعيد بنكراد أكاديمي وناقد مغربي، ومريم الهاشمي ناقدة وأكاديمية إماراتية.

وشهدت الدورة المذكورة وصول كتّاب للمرّة الأولى إلى القائمة الطويلة، عن رواياتهم: «دانشمند» لأحمد فال الدين من موريتانيا، و«أحلام سعيدة» لأحمد الملواني من مصر، و«المشعلجي» لأيمن رجب طاهر من مصر، و«هوّارية» لإنعام بيوض من الجزائر، و«أُغنيات للعتمة» لإيمان حميدان من لبنان، و«الأسير الفرنسي» لجان دوست من سوريا، و«الرواية المسروقة» لحسن كمال من مصر، و«ميثاق النساء» لحنين الصايغ من لبنان، و«الآن بدأت حياتي» لسومر شحادة من سوريا، و«البكّاؤون» لعقيل الموسوي من البحرين، و«صلاة القلق» لمحمد سمير ندا من مصر، و«ملمس الضوء» لنادية النجار من الإمارات.

كما شهدت ترشيح كتّاب إلى القائمة الطويلة وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقاً، وهم: «المسيح الأندلسي» لتيسير خلف (القائمة الطويلة في 2017)، و«وارثة المفاتيح» لسوسن جميل حسن (القائمة الطويلة في 2023)، و«ما رأت زينة وما لم ترَ» لرشيد الضعيف (القائمة الطويلة في 2012 و2024)، و«وادي الفراشات» لأزهر جرجيس (القائمة الطويلة في 2020، والقائمة القصيرة في 2023).

في إطار تعليقها على القائمة الطويلة، قالت رئيسة لجنة التحكيم، منى بيكر: «تتميّز الروايات الستّ عشرة التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة هذا العام بتنوّع موضوعاتها وقوالبها الأدبية التي عُولجت بها. هناك روايات تعالج كفاح المرأة لتحقيق شيءٍ من أحلامها في مجتمع ذكوريّ يحرمها بدرجات متفاوتة من ممارسة حياتها، وأخرى تُدخلنا إلى عوالم دينيّة وطائفيّة يتقاطع فيها التطرّف والتعنّت المُغالى به مع جوانب إنسانيّة جميلة ومؤثّرة».

وأضافت: «كما تناولت الكثير من الروايات موضوع السلطة الغاشمة وقدرتها على تحطيم آمال الناس وحيواتهم، وقد استطاع بعض الروائيين معالجة هذا الموضوع بنفَسٍ مأساوي مغرقٍ في السوداوية، وتناوله آخرون بسخرية وفكاهة تَحُدّان من قسوة الواقع وتمكّنان القارئ من التفاعل معه بشكل فاعل».

وتابعت: «أمّا من ناحية القوالب الأدبيّة فتضمّنت القائمة عدّة روايات تاريخيّة، تناول بعضها التاريخ الحديث، في حين عاد بنا البعض الآخر إلى العهد العبّاسيّ أو إلى فترة محاكم التفتيش واضطهاد المسلمين في الأندلس. كما تضمّنت القائمة أعمالاً أقرب إلى السيرة الذاتيّة، وأخرى تشابه القصص البوليسيّة إلى حدّ كبير».

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمناء، ياسر سليمان: «يواصل بعض روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة توجّهاً عهدناه في الدورات السابقة، يتمثّل بالعودة إلى الماضي للغوص في أعماق الحاضر. لهذا التوجّه دلالاته السوسيولوجية، فهو يحكي عن قساوة الحاضر الذي يدفع الروائي إلى قراءة العالم الذي يحيط به من زاوية تبدو عالمة معرفياً، أو زاوية ترى أن التطور الاجتماعي ليس إلّا مُسمّى لحالة تنضبط بقانون (مكانك سر). ومع ذلك فإنّ الكشف أمل وتفاؤل، على الرغم من الميل الذي يرافقهما أحياناً في النبش عن الهشاشة وعن ضراوة العيش في أزمان تسيطر فيها قوى البشر على البشر غير آبهة بنتائج أفعالها. إن مشاركة أصوات جديدة في فيالق الرواية العربية من خلفيات علمية مختلفة، منها الطبيب والمهندس وغير ذلك، دليل على قوّة الجذب التي تستقطب أهل الثقافة إلى هذا النوع الأدبي، على تباين خلفياتهم العمرية والجندرية والقطرية والإثنية والشتاتية». وسيتم اختيار القائمة القصيرة من قِبل لجنة التحكيم من بين الروايات المدرجة في القائمة الطويلة، وإعلانها من مكتبة الإسكندرية في مصر، وذلك في 19 فبراير (شباط) 2025، وفي 24 أبريل (نيسان) 2025 سيتم إعلان الرواية الفائزة.

ويشهد هذا العام إطلاق ورشة للمحررين الأدبيين تنظّمها الجائزة لأول مرة. تهدف الورشة إلى تطوير مهارات المحررين المحترفين ورفع مستوى تحرير الروايات العربية، وتُعقد في الفترة بين 18 و22 من هذا الشهر في مؤسسة «عبد الحميد شومان» بالأردن.