الأمم المتحدة: إيطاليا لا تستطيع تحمل عبء اللاجئين وحدها

تتجه لممارسة ضغوط لوضع «آلية تدخل» إقليمية

TT

الأمم المتحدة: إيطاليا لا تستطيع تحمل عبء اللاجئين وحدها

حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أمس، من أن إيطاليا لا تستطيع وحدها استيعاب عشرات آلاف المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها، داعية إلى قيام نظام لتقاسم الأعباء في أزمة الهجرة.
وأوضحت المفوضية أنها تعتزم ممارسة ضغوط من أجل «آلية تدخل إقليمية» في اجتماع في روما هذا الأسبوع، مشددة على الحاجة إلى توسيع مسؤولية رصد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا وإسكانهم.
وقال فينسنت كوشيتيل، مبعوث المفوضية إلى المتوسط، للصحافيين في جنيف: «ليس واقعيا أن نظن أن إيطاليا عليها تحمل مسؤولية كل شخص يصل» إلى أراضيها، داعيا إلى «مزيد من التضامن». وتابع: «لا يمكن أن يستمر هذا الأمر. نحتاج إلى أن تنضم مزيد من الدول إلى إيطاليا وتشارك في تحمل هذه المسؤولية».
وسُجّل وصول نحو 85 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ مطلع السنة، بارتفاع فاق 19 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسب الأمم المتحدة.
وقتل 2160 شخصا خلال العبور إلى أوروبا منذ بداية السنة، بحسب منظمة الهجرة الدولية. وينطلق معظم المهاجرين في مراكب متهالكة من شواطئ ليبيا التي تعاني الفوضى.
وحذّر الصليب الأحمر الإيطالي من أن الوضع في مراكز الاستقبال المزدحمة أصبح حرجا، والأسبوع الماضي، وصل 12 ألف مهاجر ولاجئ إلى شواطئ إيطاليا وحدها.
من جهته، قال المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين، فيليبو غراندي، السبت إنّ «ما يحدث أمام عيوننا في إيطاليا هو مأساة مستمرة». وتمارس إيطاليا ضغوطا على دول أوروبية أخرى لفتح موانئها أمام سفن الإنقاذ لتقاسم العبء، لكن فرنسا رفضت الطلب معتبرة أنه سيأتي «بنتائج معاكسة».
وقال مساعد وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب، لوكالة الصحافة الفرنسية أمس إن الاقتراح الإيطالي من شأنه تشجيع مزيد من اللاجئين على محاولة الوصول إلى أوروبا.
وقالت منظمة «إس أو إس المتوسط» التي تشغّل قوارب إنقاذ بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود، إنّ إجبار السفن التي تحمل لاجئين تم إنقاذهم على التوجه إلى موانئ أوروبية أخرى سيكون صعباً من الناحية اللوجيستية.
وأشار كوشيتيل إلى وجود حلول أخرى، موضحا أن «سماح إيطاليا بوصول أشخاص إلى أراضيها لا يعني بالضرورة أنها مسؤولة عن كل منهم». وحث على أحياء البرنامج الأوروبي لإعادة توزيع اللاجئين الذي وضع في العام 2015 بهدف نقل 160 ألف طالب لجوء من إيطاليا واليونان لدول أوروبية أخرى. وتم إعادة توزيع 20 ألف شخص فقط، فيما رفضت المجر وبولندا وجمهورية تشيكيا المشاركة في البرنامج.
كما دعا المسؤول الأممي جميع الدول إلى تحمل ما يتوجب عليها في خطة إعادة توزيع اللاجئين، بحيث تشمل جنسيات أخرى بدلا من اقتصارها حاليا على السوريين والإريتريين.
وكشف تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن المهاجرين من نيجيريا ومالي يشكلون أكثر من نصف الذين يغادرون شواطئ ليبيا باتجاه أوروبا.
كما دعت المفوضية إلى ممارسة ضغوط من أجل القضاء على المهربين الذي يساهمون في تفاقم أزمة اللاجئين. وقال كوشيتيل: «نريد بالتأكيد اتخاذ موقف من جانب لجان العقوبات في الأمم المتحدة وربما أيضا الاتحاد الأوروبي»، داعيا المسؤولين إلى فرض عقوبات حظر سفر وتجميد حسابات المهربين المعروفين.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.