اشتباكات عنيفة حول عاصمة إقليم قندوز الأفغاني

مقتل 4 من {داعش} بينهم قياديان في غارة أميركية

حملة في العاصمة الأفغانية كابل لإزالة السواتر الخرسانية التي كانت ضمن حملة لمكافحة السيارات المفخخة في حي وزير أكبر خان الذي يضم أغلب السفارات الغربية (إ.ب.أ)
حملة في العاصمة الأفغانية كابل لإزالة السواتر الخرسانية التي كانت ضمن حملة لمكافحة السيارات المفخخة في حي وزير أكبر خان الذي يضم أغلب السفارات الغربية (إ.ب.أ)
TT

اشتباكات عنيفة حول عاصمة إقليم قندوز الأفغاني

حملة في العاصمة الأفغانية كابل لإزالة السواتر الخرسانية التي كانت ضمن حملة لمكافحة السيارات المفخخة في حي وزير أكبر خان الذي يضم أغلب السفارات الغربية (إ.ب.أ)
حملة في العاصمة الأفغانية كابل لإزالة السواتر الخرسانية التي كانت ضمن حملة لمكافحة السيارات المفخخة في حي وزير أكبر خان الذي يضم أغلب السفارات الغربية (إ.ب.أ)

قال مسؤولون، أمس، إن مقاتلي حركة طالبان هاجموا مناطق في ضواحي عاصمة إقليم ذا أهمية استراتيجية بشمال أفغانستان. وقال أمر الدين واي، العضو بمجلس إقليم قندوز لوكالة الأنباء الألمانية، إن المسلحين شنوا هجمات صباح أمس في مدينة قندوز. يشار إلى أن هناك معلومات متضاربة حول الواقعة، حيث تقول العضوة بالمجلس فوزية ياتفالي إن حدة القتال تراجعت، في حين يقول أمر الدين إن القتال ما زال مستمراً. ويذكر أن مدينة قندوز سقطت في أيدي مسلحي «طالبان» لفترة قصيرة في سبتمبر (أيلول) 2015، وتمت محاصرة أجزاء من المدينة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال ماولاي عبد الله العضو بالمجلس الإقليمي أيضاً إن مسلحي «طالبان»، أغلقوا طريق قندوز - علي آباد السريعة، التي تربط قندوز بإقليم باجلان والعاصمة كابل أمام القوات الأمنية والموظفين الحكوميين. وأضاف أنه على الرغم من تراجع حدة القتال، فإن هناك مخاوف من أن مسلحي «طالبان» يستعدون لشن هجمات على المدينة مجدداً في وقت لاحق.
وفي كونار (أفغانستان)، أعلنت الشرطة، أمس، أن غارة شنتها طائرة أميركية دون طيار قتلت 4 من عناصر «داعش»، من بينهم قياديان، في منطقة واتابور بإقليم كونار شرق أفغانستان. وقال فريدولا دهقان، المتحدث باسم شرطة كونار، لوكالة «باجوك» للأنباء الأفغانية إن الغارة الجوية وقعت في منطقة سابارى بالمنطقة نحو الساعة الرابعة والنصف ظهر الأحد، مما أسفر عن مقتل 4 من عناصر تنظيم داعش. وأكد أحد سكان المنطقة، الذي رفض ذكر اسمه، وقوع الغارة الجوية، وقال إنها تسببت في وقوع إصابات لمقاتلي «داعش»، ولكن لم يكن لديه أي أرقام. ولم يعلق حتى الآن تنظيم داعش على الهجوم الذي جاء بعد غارة تم شنها يوم الجمعة الماضي بطائرة دون طيار أدت إلى مقتل 6 من مقاتلي داعش، بمن فيهم قائد رئيسي في منطقة كاليل في منطقة مانوجي.
يشار إلى أن تقريراً للجنة «القاعدة» و«طالبان» التابعة للأمم المتحدة قد ذكر أخيراً، نقلاً عن مصادر حكومية أفغانية، أن المجموعات المرتبطة بتنظيم داعش تنشط في 25 إقليماً بأفغانستان من إجمالي عدد أقاليم البلاد البالغ عددها 34.
من جهة أخرى، في مزار شريف (أفغانستان) قتل مسلحو «طالبان» 13 عنصراً في ميليشيا مؤيدة للحكومة في كمين في شمال أفغانستان، بحسب ما أعلن مسؤولون محليون أول من أمس. وقال منير فرهاد المتحدث باسم حاكم ولاية بلخ: «قتل 13 عنصراً بيد طالبان حين كانوا يستعدون لشن عملية ضد المتمردين في إقليم شيمتال» بعد ظهر السبت على بعد 40 كلم من عاصمة الولاية مزار الشريف. وأوضح: «كانوا 13 من الشبان ليس بينهم ناجٍ. نحن نحقق في الأمر». وتم تدريب عناصر هذه الميليشيا المحلية تحت إشراف وزارة الداخلية لحماية المنطقة من هجمات المتمردين وكثيراً ما ينضمون إلى عمليات القوات النظامية. وتبنت «طالبان» العملية عبر المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد الذي تحدث عن سقوط 12 قتيلاً.



الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تجاوز الاحترار خلال العامين الأخيرين في المتوسط عتبة 1.5 درجة مئوية التي حدّدتها اتفاقية باريس، ما يؤشر إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة غير مسبوق في التاريخ الحديث، بحسب ما أفاد، الجمعة، مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. وكما كان متوقعاً منذ أشهر عدة، وأصبح مؤكَّداً من خلال درجات الحرارة حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، يُشكّل 2024 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات سنة 1850، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يكون 2025 عاماً قياسياً، لكنّ هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حذّرت من أن هذه السنة يُفترض أن تكون من الأعوام الثلاثة الأكثر حراً على الأرض.

اتفاقية باريس

وسنة 2025، العام الذي يعود فيه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يتعيّن على الدول أن تعلن عن خرائط الطريق المناخي الجديدة، التي تُحَدَّث كل خمس سنوات في إطار اتفاقية باريس. لكن خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسبّبة للاحترار يتعثر في بعض الدول الغنية؛ إذ لم تستطع الولايات المتحدة مثلاً خفض هذا المعدّل سوى بـ0.2 في المائة في العام الماضي، بحسب تقرير «كوبرنيكوس». ووفق المرصد، وحده عام 2024 وكذلك متوسط عامي 2023 و2024، تخطى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، قبل أن يؤدي الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري إلى تغيير المناخ بشكل كبير.

احترار المحيطات

خلف هذه الأرقام، ثمّة سلسلة من الكوارث التي تفاقمت بسبب التغير المناخي؛ إذ طالت فيضانات تاريخية غرب أفريقيا ووسطها، وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وتطال الحرائق حالياً لوس أنجليس، وهي «الأكثر تدميراً» في تاريخ كاليفورنيا، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

اقتصادياً، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر بقيمة 320 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم خلال العام الماضي، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين. من شأن احتواء الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي حدّدته اتفاقية باريس، أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. وتقول نائبة رئيس خدمة التغير المناخي (C3S) في «كوبرنيكوس»، سامانثا بيرجس: «إنّ كل سنة من العقد الماضي كانت أحد الأعوام العشرة الأكثر حرّاً على الإطلاق».

ويستمرّ الاحترار في المحيطات، التي تمتصّ 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وقد وصل المتوسّط السنوي لدرجات حرارة سطح المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، إلى مستوى غير مسبوق مع 20.87 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي لعام 2023.

«النينيا»

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لموجات الحرّ البحرية على الشعاب المرجانية أو الأسماك، يُؤثّر الاحترار الدائم للمحيطات على التيارات البحرية والجوية. وتطلق البحار التي باتت أكثر احتراراً مزيداً من بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير أو العواصف. ويشير مرصد «كوبرنيكوس» إلى أن مستوى بخار الماء في الغلاف الجوي وصل إلى مستوى قياسي في عام 2024؛ إذ تجاوز متوسطه لفترة 1991 - 2020 بنحو 5 في المائة. وشهد العام الماضي انتهاء ظاهرة «النينيو» الطبيعية التي تتسبب بالاحترار وبتفاقم بعض الظواهر المتطرفة، وبانتقال نحو ظروف محايدة أو ظاهرة «النينيا» المعاكسة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في ديسمبر من أنّ ظاهرة «النينيا» ستكون «قصيرة ومنخفضة الشدة»، وغير كافية لتعويض آثار الاحترار العالمي.