ورقة نقدية عليها صورة الأسد... بعد «اهتراء» أوراق أخرى

حاكم «مصرف سوريا المركزي» يحمل الورقة النقدية الجديدة (رويترز)
حاكم «مصرف سوريا المركزي» يحمل الورقة النقدية الجديدة (رويترز)
TT

ورقة نقدية عليها صورة الأسد... بعد «اهتراء» أوراق أخرى

حاكم «مصرف سوريا المركزي» يحمل الورقة النقدية الجديدة (رويترز)
حاكم «مصرف سوريا المركزي» يحمل الورقة النقدية الجديدة (رويترز)

طرح «مصرف سوريا المركزي» أمس ورقة نقدية جديدة من فئة ألفي ليرة في دمشق وعدد من المحافظات، عليها صورة بشار الأسد بعد «اهتراء» أوراق نقدية أخرى، بالتزامن مع انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأميركي؛ ما عكس تضخماً في قيمة العملة السورية.
وشهد سعر صرف الليرة تحسناً طفيفاً خلال عيد الفطر الأسبوع الماضي على خلفية ازدياد تحويل المغتربين الأموال إلى ذويهم في الداخل، حيث انخفض سعر صرف الدولار الأميركي إلى 510 ليرات في السوق السوداء، وعاد وارتفع أمس إلى 545 ليرة مع بدء طرح الورقة النقدية الجديدة من فئة ألفي ليرة سورية.
وقال حاكم «مصرف سوريا المركزي» دريد درغام، أمس: إن «المصرف قام منذ سنوات بطباعة أوراق نقدية جديدة فئة 50 و100 و200 و500 و1000 و2000 ليرة، لكنه فضّل بسبب الحرب وتقلبات سعر الصرف عدم طرح ورقة من فئة ألفي ليرة إلى أن يتأكد من أن الظروف أصبحت مواتية لذلك».
وحملت الورقة النقدية الجديدة صورة الأسد، للمرة الأولى على العملة السورية. بينما حمل الطرف الآخر للورقة النقدية صورة مقر مجلس الشعب (البرلمان) في العاصمة دمشق.
وفي يونيو (حزيران) 2015، أزيلت صورة الرئيس حافظ الأسد عن الورقة النقدية من فئة ألف ليرة التي كانت طرحت عام 1997، واستبدلها بورقة من الفئة ذاتها بتصميم جديد وحجم أصغر، لكن لم تلق استحسانا من موالي النظام فتم الحفاظ على تداول الورقتين.
ويأتي إصدار الورقة الجديدة مع صورة الأسد - الابن بالتزامن مع حملة إعلامية قام بها النظام منذ شهر، للتأكيد على «انتصاره» بعد سيطرته على نحو 25 في المائة من مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، والاستعداد لمرحلة «إعادة الإعمار».
وعزا درغام سبب طرح الورقة الجديدة إلى «زيادة الاهتراء بالأوراق النقدية الحالية المتداولة»، معتبراً أن الجديدة «تتمتع كما سابقاتها بمزايا أمنية عالية يصعب تزويرها أو تزييفها ويسهل تمييزها».
ويشكو سوريون من اهتراء أوراق العملة التي طرحت خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما الفئات الصغيرة (50 و100 و200) وبات بائعون وسائقون وسائط النقل العامة يرفضون التعامل بها.
وشهد الاقتصاد السوري خلال السنوات الست الماضية تضخما هائلا، حيث تدهورت قيمة الليرة عشرة أضعاف عما كانت عليه، حيث كان سعر صرف الدولار الأميركي عام 2010 بين 48 و50 ليرة قبل أن ينخفض سعر الصرف إلى 515 و550 ليرة للدولار. وقال خبراء اقتصاد، إن طرح الورقة يسهم في «تعزيز انعدام الثقة بالعملة المحلية؛ ما قد يؤدي إلى تدهور قدراتها الشرائية»؛ ما دفع درغام إلى دعوة الصحافيين «الوطنيين»، إلى الحديث بأن هذه الفئة «نتيجة طبيعية لامتصاص ارتفاعات سابقة يعاني منها السوريون، في كمية نقود كبيرة يضطرون إليها في تعاملاتهم اليومية».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.