السيسي يدعو لاتخاذ موقف حازم ضد الدول الممولة للإرهاب

TT

السيسي يدعو لاتخاذ موقف حازم ضد الدول الممولة للإرهاب

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي، خلال استقباله وفداً من الكونغرس الأميركي أمس، إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد الدول التي تمول الجماعات الإرهابية وتمدها بالسلاح والمقاتلين وتوفر الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلاً عن التعامل مع جميع الجماعات الإرهابية بمعيار واحد.
وتتهم مصر دولة قطر بدعم الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وقطعت مع دول عربية أخرى بينها السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها بها لحين توقفها عن دعم تلك الجماعات.
وأكد السيسي خلال استقباله الوفد الأميركي برئاسة السيناتور الجمهوري روجر ويكر رئيس لجنة الأمن والتعاون في أوروبا، وعضوية عدد من نواب الكونغرس الأعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي بحضور سامح شكري وزير الخارجية، أهمية تبني المجتمع الدولي لاستراتيجية فعّالة لمكافحة الإرهاب.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة إن اللقاء شهد أيضاً تباحثاً حول المستجدات على الصعيد الإقليمي وسبل التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة، ولا سيما في ليبيا وسوريا، خاصة في ضوء امتداد تداعياتها والتهديدات الناتجة عنها إلى أوروبا والمناطق الأخرى.
وأضاف أن السيسي «استعرض خلال اللقاء رؤية مصر التي ترتكز على أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد أزمات وصون سيادتها ووحدتها ومُقدرات شعوبها، حتى يُمكن استعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، مؤكداً أن ذلك يتطلب تكثيف الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لتسويات سياسية والمُضي قدماً في جهود إعادة إعمار الدول التي تشهد نزاعات».
وذكر الرئيس أن «التحديات الراهنة التي يشهدها الشرق الأوسط تتطلب من البلدين تعزيز التعاون المشترك على كافة الأصعدة بما يُحقق مصلحتهما ويُعزز من قدرتهما على مواجهتها».
وفيما يتعلق بعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، شدد السيسي على أهمية استمرار جهود مصر الهادفة للتوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، قائلا إن «مصر تتواصل مع مختلف القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة سعياً لتحقيق تقدم في هذا الملف»، مشيراً إلى أن تحقيق السلام من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً في المنطقة ويساهم في تدعيم الأمن والاستقرار وإيجاد مستقبل أفضل لشعوبها.
ورحب السيسي بأعضاء وفد الكونغرس، مشيداً بقوة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، كما أكد حرصه خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في أبريل (نيسان) الماضي على زيارة مقر الكونغرس والالتقاء بقياداته وأعضائه، فضلاً عن استقبال وفود أعضاء الكونغرس التي تزور مصر في ضوء ما يتيحه ذلك من فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية والتعرف عن قرب على حقيقة الأوضاع في مصر والمنطقة، وتبادل الرؤى بشأن الأزمات الإقليمية وسبل التعامل معها.
من جهتهم، أكد أعضاء الوفد الأميركي، وفقا للبيان المصري، على أهمية العلاقات المصرية الأميركية، ودعمهم لكافة الجهود الرامية لتنميتها وتطويرها على مختلف المحاور خلال الفترة القادمة، كما رحبوا بما شهدته الفترة الماضية من إعادة الزخم إلى العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، مشيرين إلى ما تُمثله مصر كشريك هام للولايات المتحدة.
كما أشادوا بجهود مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف وما تتبناه مصر من سياسة فعّالة وجادة في هذا المجال، وتطرق الرئيس في هذا السياق إلى الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب، سواء على الصعيد الأمني أو من خلال الأبعاد التنموية والثقافية والفكرية.
إلى ذلك، بدأ الرئيس السيسي اليوم (الاثنين) زيارة إلى دولة المجر حيث يلتقي مع كل من رئيس الجمهورية جانوش أدر، ورئيس الوزراء فيكتور أوربان، ورئيس البرلمان لاسلو كوفير، لبحث سبل مواصلة تعزيز التعاون بين مصر والمجر في مختلف المجالات، ومتابعة تنفيذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارات المتبادلة على مدى العامين الماضيين للارتقاء بالعلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويحضر الرئيس السيسي خلال الزيارة اجتماع المنتدى المصري المجري لرجال الأعمال بمشاركة ممثلي الشركات والقطاع الخاص من البلدين لبحث سبل تطوير التعاون التجاري والاقتصادي المشترك واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر، كما يشارك غداً (الثلاثاء) في قمة «فيشجراد ومصر»، التي تعد الأولى من نوعها للتجمع مع أي من دول الشرق الأوسط، كما أن مصر هي ثالث دولة تعقد مع دول التجمع اجتماع قمة بعد كل من ألمانيا واليابان.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.