رونالدو لاعب لن ينساه التاريخ... دوّن اسمه بأحرف من ذهب

لمحة من «القصة الخيالية» لمهاجم البرازيل في كأس العالم قبل 15 عاماً

روبرتو يواسي رونالدو بعد خسارة نهائي مونديال 2002 - رونالدو يرفع كأس العالم عام 2002 بعد الفوز على المنتخب الألماني
روبرتو يواسي رونالدو بعد خسارة نهائي مونديال 2002 - رونالدو يرفع كأس العالم عام 2002 بعد الفوز على المنتخب الألماني
TT

رونالدو لاعب لن ينساه التاريخ... دوّن اسمه بأحرف من ذهب

روبرتو يواسي رونالدو بعد خسارة نهائي مونديال 2002 - رونالدو يرفع كأس العالم عام 2002 بعد الفوز على المنتخب الألماني
روبرتو يواسي رونالدو بعد خسارة نهائي مونديال 2002 - رونالدو يرفع كأس العالم عام 2002 بعد الفوز على المنتخب الألماني

قبل 15 عاما من الآن، تألق النجم البرازيلي رونالدو في نهائيات كأس العالم 2002 باليابان، وقاد منتخب السامبا البرازيلي للوصول للمباراة النهائية للبطولة بعد الفوز على تركيا في مباراة الدور نصف النهائي بهدف دون رد. وتغنى الجمهور البرازيلي برونالدو وحملوا لافتات خلف المرمى تحمل حروف اسمه على غرار نجوم هوليوود. وقال رونالدو عقب التأهل للمباراة النهائية: «لقد انتهى الكابوس». ولم يكن يتبقى على تحقيق الحلم سوى مباراة واحدة فقط، سيعمل خلالها رونالدو على الصعود بمنتخب السامبا إلى منصة التتويج وتعويض الجمهور البرازيلي عن خسارة المباراة النهائية قبل أربع سنوات أمام فرنسا بثلاثية نظيفة في كأس العالم 1998.
ورغم مرور كل هذه الفترة الطويلة، تستحق تجربة رونالدو لويس نازاريو دي ليما، الملقب بـ«الظاهرة»، مع كأس العالم أن نعيد روايتها لأنها تعد إحدى أجمل قصص «رد الدين» في تاريخ لعبة كرة القدم، إن جاز التعبير. إننا نتحدث عن لاعب استثنائي نجح في أن يأسر قلوبنا وعقولنا منذ الوهلة الأولى لظهوره في أوروبا، وبالتحديد عندما انتقل إلى نادي أيندهوفن الهولندي وهو في السابعة عشرة من عمره، بناء على نصيحة من النجم البرازيلي روماريو. وكان رونالدو يجمع بين المهارة الفائقة والقوة البدنية الخارقة واللمسة الساحرة، التي جعلته النجم الأبرز في عالم الساحرة المستديرة في تسعينات القرن الماضي.
انضم رونالدو لقائمة المنتخب البرازيلي المشارك في نهائيات كأس العالم عام 1994 بالولايات المتحدة وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. واكتفى رونالدو، الذي كان قد سجل 44 هدفا في 47 مباراة بقميص نادي كروزيرو البرازيلي، بالجلوس على مقاعد البدلاء ومشاهدة راقصي السامبا وهم يتقدمون من دور إلى دور حتى وصلوا للمباراة النهائية، وفازوا باللقب العالمي بعد الفوز على إيطاليا بركلات الترجيح.
ومع انطلاق بطولة كأس العالم 1998 بفرنسا، كان رونالدو قد وصل إلى القمة وذاع صيته في جميع أنحاء العالم، وكان من الطبيعي أن ينتظر منه الجميع الكثير والكثير في تلك البطولة، بعدما أصبح الفتى الذهبي للمنتخب البرازيلي وهو في الحادية والعشرين من عمره. وأصبح اسم رونالدو مرادفاً لأحد أكثر الأحداث غموضا في تاريخ كأس العالم، فقد تحولت استعدادات المنتخب البرازيلي للمباراة النهائية لكأس العالم أمام فرنسا إلى حالة من الذعر الشديد، عندما عانى رونالدو، قبل ساعات قليلة من انطلاق المباراة في ستاد دو فرانس، من حالة غريبة، لم يعرف حتى الآن ما إذا كانت إجهادا أم مرضا، أم أي شيء آخر. ونقل رونالدو إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات، وتم استبعاده من قائمة اللاعبين المشاركين في المباراة. ولعل الشيء الغريب هو أنه قد عاد مرة أخرى للمشاركة في المباراة بعدما قيل إنه بات لائقاً، ونزل إلى أرض الملعب وتبدو عليه علامات عدم الاتزان. وقدم زملاؤه في الفريق أداء متواضعاً للغاية في تلك المباراة، ربما بسبب هذا الوضع الصادم والمربك، وخسرت البرازيل المباراة بثلاثية نظيفة، كانت حتى هذا الوقت هي أثقل هزيمة لراقصي السامبا في نهائيات كأس العالم.
ويبدو أن أربع سنوات من الأسئلة ونظريات المؤامرة والاستفسارات والشكوك لم تكن غير كافية، فقد أصيب رونالدو بتمزق في الرباط الصليبي في ركبته اليمنى قبل كأس العالم التالية عام 2002، وغاب عن التصفيات المؤهلة للبطولة، حيث كان يخضع لإعادة تأهيل. وكانت هناك شكوك حول قدرة رونالدو على العودة إلى لياقته البدنية والفنية بصورة كاملة خلال البطولة. لكن رونالدو عاد أكثر وزناً قليلاً وبقَصَّة شعر غريبة، وسط اهتمام إعلامي كبير، لكي يتألق مرة أخرى ويحرز أهدافاً حاسمة.
وكان خط هجوم المنتخب البرازيلي يضم ثلاثة لاعبين من طراز فريد، هم ريفالدو ورونالدينيو ورونالدو، الذين تركزت عليهم الأضواء بشدة خلال تلك المسابقة، وربما لأسباب مختلفة، فقد أثار ريفالدو حالة من الجدل عندما ادعى الإصابة في المباراة الافتتاحية للبرازيل أمام تركيا وفرضت عليه غرامة قدرها ألف جنيه إسترليني لادعائه الإصابة في وجهه بعدما تم تسديد الكرة باتجاه رأسه، في حين تركزت الأضواء أيضاً على رونالدينيو بسبب طريقته الممتعة في اللعب والهدف الرائع الذي سجله في شباك حارس مرمى المنتخب الإنجليزي ديفيد سيمان. لكن كل الأنظار كانت تتجه في حقيقة الأمر نحو رونالدو قبل المباراة النهائية للبطولة. وأشار رونالدو إلى أنه كان هادئاً، قائلاً: «كان الجميع يذكرني بما حدث في كأس العالم 1998، لكني لم أكن أعرف السبب. كنت قد نسيتُ ما حدث ولم يكن لدي مشكلة على الإطلاق. كنت أبحث عن الهدوء لكي ألعب بشكل جيد وأساعد منتخب البرازيل على الفوز باللقب».
وكان الفرنسي لوران بلان زميلاً سابقاً لرونالدو في برشلونة الإسباني وإنترميلان الإيطالي، وكان يعرف أكثر من الآخرين ما يعنيه الوضع بالنسبة لرونالدو قبل المباراة النهائية لكأس العالم، لأنه هو الآخر قد غاب عن المباراة النهائية لكأس العالم 1998 مع منتخب فرنسا بعدما تعرض للإيقاف الظالم. وقال بلان: «لقد تركنا في يوم المباراة النهائية، وكانت رؤيته في هذه الحالة السلبية شيئاً مخيفاً. إنه شخص يعشقه الجميع، ويشبه الأطفال، وكنا نلقبه في برشلونة بالطفل. لقد رأيته وهو في أوج تألقه عندما كان يفعل أشياء استثنائية، ثم رأيته مدمراً بسبب الإصابة. إن رؤية هذا الطفل وهو يبتسم مجددا من السعادة هي لحظة عظيمة لكل من يعشق كرة القدم».
وجمعت المباراة النهائية لتلك البطولة البرازيل وألمانيا في حدث فريد، نظرا لأن هذين المنتخبين الأكثر نجاحا في نهائيات كأس العالم حتى ذلك الوقت (البرازيل كانت قد حصلت على البطولة أربع مرات مقابل ثلاثة لألمانيا) لم يتقابلا في نهائيات كأس العالم من قبل. والآن، بات المنتخبان العريقان وجها لوجه في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في العالم في تحد كبير بين القوة الهجومية الخارقة للبرازيل بقيادة رونالدو ورونالدينيو وريفالدو من جهة، والحارس الأسطوري للماكينات الألمانية أوليفر كان الذي لم تكن شباكه قد استقبلت سوى هدف واحد فقط حتى وصول ألمانيا للمباراة النهائية.
وشهدت المباراة النهائية مواجهة قوية للغاية بين رونالدو وأوليفر كان، إذ انفرد رونالدو بالحارس الألماني ثلاث مرات في شوط المباراة الأول لكنه لم ينجح في هز الشباك. وفي الشوط الثاني، نجح رونالدو في إحراز هدفين رائعين، ليرفع رصيده في تلك المسابقة إلى ثمانية أهداف. وبهذين الهدفين، حصل رونالدو على لقب هداف المسابقة وقاد بلاده للحصول على كأس العالم، وأسكت كل من كان يتحدث عن غيابه عن المباراة النهائية لكأس العالم 1998، لكنه انخرط في البكاء بعد نهاية المباراة.
وقال رونالدو: «سعادتي وأحاسيسي عظيمة للغاية للدرجة التي تجعل من الصعب على الآخرين فهمها. لقد قلتُ من قبل إن انتصاري الأكبر هو أن أعود لممارسة كرة القدم وإلى الركض وتسجيل الأهداف مرة أخرى. إنه انتصار للفريق أكثر من أي شيء أخر. لقد بذل الفريق بأكمله مجهوداً كبيراً وقاتل وساعد جميع اللاعبين بعضهم البعض. لم يكن بإمكان أي شخص بمفرده أن يحقق ما أنجزه الفريق».
وشاهد الجرَّاح الفرنسي جيرارد سايلانت، الذي أجرى عمليتين جراحيتين في ركبة رونالدو، المباراة النهائية للبطولة من المدرجات، وقال بعد انتهاء اللقاء: «يعطي هذا أملاً لكل الأشخاص المصابين، حتى أولئك الذين لا يعملون في مجال الرياضة، والذين يرون أن القتال يساعدهم على تحقيق أهدافهم. لقد تأثرت بشدة من ذلك».
لقد كانت هذه النسخة من كأس العالم مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأسباب كثيرة، ربما كان أبرزها أنها أقيمت في جزء من العالم لم تكن كرة القدم لها تاريخ كبير به. وحتى بطولة كأس العالم عام 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة كانت في منطقة جديدة نسبيّاً، وكانت هذه هي أول مرة تقام فيها البطولة بعيداً عن القوى التقليدية في عالم كرة القدم في أوروبا وأميركا اللاتينية، وكان ينظر إلى إقامة البطولة في آسيا على أنها خطوة جريئة، بالإضافة إلى أن البطولة قد أقيمت في بلدين مختلفين لأول مرة في تاريخ المسابقة.
وقد استفادت كوريا الجنوبية من هذه التجربة ونجحت في الوصول إلى الدور قبل النهائي للبطولة، في نجاح غير مسبوق لتلك المنطقة التي تحولت فيها كرة القدم إلى لعبة شعبية بين عشية وضحاها. وحتى مباريات المنتخب الكوري في دور المجموعات كانت تنقل على شاشات عملاقة يشاهدها نحو ثلاثة ملايين شخص في شوارع العاصمة سيول.
وأطاح المنتخب الكوري بكثير من المنتخبات الكبيرة من البطولة، فقد تغلب على البرتغال، ثم إيطاليا وإسبانيا، وسط اتهامات بتحيز الحكام لصالح البلد المضيف. وودعت المنتخبات المرشحة للحصول على اللقب البطولة منتخباً تلو الآخر، فقد خرج المنتخب الفرنسي حامل اللقب بشكل مهين من الدور الأول، كما ودعت الأرجنتين المسابقة مبكراً. وخرجت إنجلترا من الأدوار المبكرة كالعادة. وقدم منتخب آيرلندا الشمالية أداء جيداً في تلك البطولة، رغم أن نجم الفريق روي كين استبعد من البطولة وأعيد إلى بلاده بسبب تطاوله على المدير الفني لمنتخب بلاده ميك ماكارثي. وقدم المنتخب التركي مفاجأة غير متوقعة تماماً، حيث احتل المركز الثالث.
ورغم كل تلك الأحداث والمفاجآت، ظل رونالدو هو النجم الأبرز والأكثر توهجا في تلك البطولة. لم ينجح كثير من أساطير كرة القدم في الفوز بكأس العالم ولو لمرة واحدة، لكن رونالدو كان ضمن تشكيلة المنتخب البرازيلي الذي وصل للمباراة النهائية في ثلاث بطولات مختلفة، لكنه هذه المرة أراد أن يدون اسمه بأحرف من ذهب ويصبح السبب الرئيسي لقيادة منتخب «السيليساو» إلى منصة التتويج في هذا العرس العالمي الكبير للمرة الخامسة في تاريخه.
وقبل عام واحد من انطلاق بطولة كأس العالم المقبلة في روسيا، يبدو أن اسم «رونالدو» قد أضفى بريقه وتأثيره القوي على من يحمله الآن في عالم كرة القدم، وهو النجم البرتغالي كريستيانو «رونالدو»، الذي لن يكون لديه المزيد من الفرص للحصول على بطولة كأس العالم وإضافة تلك الميدالية الغالية، التي قد تكون الوحيدة التي لم يحصل عليها حتى الآن، ويضيفها إلى دولاب بطولاته وميدالياته، رغم أنه يمر الآن بمرحلة استثنائية من حياته الكروية.
لقد انتظر رونالدو البرازيلي - أو رونالدو الأصلي أو كما يرى البعض أنه اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم – أربع سنوات بعد ظهوره بشكل غير متزن في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1998 ليعود بقوة ويتغلب على الإصابات الخطيرة التي لحقت به ويقود منتخب بلاده للحصول على لقب كأس العالم عام 2002، ليثبت أنه لاعب فذ قلما يجود عالم الساحرة المستديرة بمثله.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».