جاء قرار اتحاد كرة القدم «قبل عدة مواسم» بتقليص عدد لاعبي أندية دوري المحترفين المقيدين في كشوفات كل نادٍ إلى 26 لاعباً، بمثابة الفرصة المواتية للأندية الصاعدة وأندية الوسط لاستقطاب الأسماء التي لم تفز بفرصة المشاركة مع الأندية الكبيرة.
ودائماً ما تصب الإعارة في صالح الأطراف الثلاثة وإن كان نادي اللاعب الأصلي هو الرابح الأكبر من هذا الانتقال، وذلك لمنح لاعبه فرصة المشاركة بصفة أساسية قبل عودته بنهاية الموسم، وحتى يكون تحت أنظار مدربه أثناء مشاركته مع فريقه الجديد، قبل الاستغناء عنه وتنسيقه من كشوفات النادي، كما توفر الأندية مبالغ طائلة من رواتب اللاعبين المعارين في ظل ابتعادهم عن حسابات المدرب.
قرار تقليص عدد اللاعبين إلى 26 لاعباً محلياً و4 لاعبين أجانب، مهد الطريق لعدد من النجوم للظهور بشكل لافت مع أندية انتقلوا إليها على سبيل الإعارة، في الوقت الذي لا يمتلكون فيه فرصة المشاركة في الخريطة الأساسية في الفريق، وبفضل إصرارهم وعطائهم المميز على المستطيل الأخضر، تركوا بصمة مميزة قبل عودتهم لأنديتهم.
ويعد الهلال المستفيد الأكبر من إعارة اللاعبين للأندية الأخرى، إذ جنت إدارته ثمار سياستها المتميزة في إعارة المصعدين من الفريق الأولمبي والفئات السنية، لأندية الوسط، ويعود الفضل للمدرب الروماني كوزمين أولاريو، الذي أعار أكبر نسبة من اللاعبين في الوقت الذي أشرف فيه على الفريق لمنحهم فرصة جديدة للظهور بالمستوى الفني الذي يؤهله للعودة لصفوف الفريق الهلالي.
ويشدد كوزمين على أن اللاعب الذي لا يكون النجم الأول في فريقه الجديد بعد الإعارة لا يحق له العودة مجدداً لصفوف الهلال، وسيظل الجميع تحت أنظار ومتابعة الجهاز الفني، على أن يتم تقييم جميع المعارين في نهاية الموسم، قبل عودتهم للفريق أو تجديد إعارتهم.
وهذا ما تعمل عليه جميع الأندية في الوقت الحالي، إذ تحرص على إعارة عدد كبير من اللاعبين للأندية الصاعدة حديثاً لدوري الكبار، وأندية الدخل الضعيف التي تعتمد بشكل كبير على اللاعبين المعارين من الأندية الكبيرة، التي تشترط أن يكون لاعبها المعار من ضمن التشكيل الأساسي.
وسجل كثير من اللاعبين المعارين نجاحاً باهراً، ومن أهم هذه الأسماء مدافع الهلال الأيمن محمد البريك، الذي خرج من أسوار ناديه لتمثيل فريق الرائد على سبيل الإعارة، غير أن رحلته لم تدم طويلاً وعاد للهلال وسلطت الأضواء عليه بعد مستواه المميز وإصراره على تثبيت أقدامه في الفريق الهلالي.
وسبق أن نجح الحارس خالد شراحيلي مع الرائد في تجربة الإعارة، وشق طريق النجومية من بوابة الرائد بعد أن كان فيه السد المنيع أمام هجوم الأندية الأخرى بتصديه للكرات الخطرة، مما عجل بعودته مره أخرى للذود عن شباك الهلال.
وللهلال تجارب جميلة مع الرائد، إذ برز اللاعب عبد الرحمن القحطاني في صفوف الرائد مع الأخير، وكان عنصراً فاعلاً في الفريق، وقاده للمركز الخامس على سلم الترتيب، بفضل نجوميته وصناعته الفرص وتسجيله الأهداف، إلى جانب الأدوار الدفاعية التي يقوم بها، مما أهله للانضمام لصفوف المنتخب الوطني الأول، والعودة مجدداً لصفوف الزعيم.
كما بزغ نجم مدافع الفريق الهلالي عبد الله الحافظ في الموسم الذي أعير فيه لنادي هجر، وكان فيه العلامة البارزة على الرغم من هبوط الفريق الهجراوي لدوري الدرجة الأولى، إلا أن الحافظ كان نجم الفريق بلا منازع، حتى وجد الحافظ نفسه إلى جوار أسامة هوساوي في قائمة الهلال الأساسية في الموسم الماضي، والرقم الصعب في الملاعب السعودية.
وفرض لاعب الاتحاد سلطان مندش اسمه على مدرب فريقه التشيلي سييرا بعد تجربته الناجحة مع نجران في الموسم قبل الماضي، قادته للعودة سريعاً لصفوف العميد، إذ شكل مندش قوة هجومية ضاربة في الهجوم الاتحادي، وبات من أهم الأوراق الرابحة التي يحتفظ بها سييرا على مقاعد البدلاء، والسلاح الأول لفك طلاسم دفاع الخصوم.
ومن الأهلي قدم المدافع محمد أمان نفسه بصورة مميزة مع التعاون في الفترة التي قضاها في صفوفه على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، حتى عاد لصفوف فريقه السابق وأصبح من أهم الأسماء التي يعتمد عليها المدربون، سواء في خانة متوسط الدفاع أو في مركز محور الارتكاز.
غير أن الأهلي له تجارب غير مرضية لعشاقه ومحبيه في إعارة اللاعبين، إذ تسبب مهاجمه المعار لنادي التعاون إسماعيل مغربي في حرمانه من لقب بطولة الدوري في الجولة قبل الأخيرة من المسابقة، بعد أن سجل هدفي التعاون، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي، وهو ما منح النصر بطولة الدوري.
كما أن حارس الأهلي المعار لنادي التعاون باسم العطالله كان من أهم الأسباب في حرمان الأهلي هذا اللقب، وتفرغ المهاجم إسماعيل مغربي للتسجيل، والحارس باسم العطالله للذود عن مرماه، وتصدى لأكثر من 8 أهداف محققة، في مباراة أغضبت جماهير الأهلي، وهي ترى أبناء ناديها يحرمونه من البطولة.
هذا العطاء قاد الثنائي للعودة مجدداً لصفوف الأهلي، بيد أن إسماعيل مغربي لم تجد عودته القبول من جماهير الأهلي، وفضلت الإدارة الاستفادة من المدة المتبقية من عقده، وتنازلت عن اللاعب لصالح نادي الشباب، فيما لا يزال الحارس باسم العطالله من أبرز الأسماء في حراسة مرمى الأهلي.
ومنح الأهلي مهاجمه صالح العمري فرصة المشاركة بشكل أساسي حينما أعاره في الموسم الماضي للاتفاق، وقدم العمري أداءً لافتاً واستطاع قيادة فريقه الاتفاق الصاعد حديثاً لدوري الأضواء لبر الأمان والبقاء بين الأندية الكبيرة.
وبرز عدد كبير من لاعبي أندية دوري المحترفين المعارين، إذ أجبر لاعب محور ارتكاز التعاون البرازيلي ساندرو مانويل على إدارة التعاون التمسك به، بعد المستويات الكبيرة التي قدمها مع الفتح، وكذلك هو الحال للاعب الاتفاق عبد الرحمن العبود الذي خاض تجربه ناجحة مع فريق العروبة على سبيل الإعارة، كان فيها من أبرز الأسماء في دوري الدرجة الأولى، وسارعت إدارة الاتفاق لتجديد عقده 5 مواسم مقبلة.
وتنشط إعارة اللاعبين المحليين بين الأندية في فترة الانتقالات الصيفية، وخصوصاً قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية، إذ يتجه كثير من الأندية بعد العودة من المعسكرات الخارجية، واتضاح المعالم النهائية للفريق، والتقرير النهائي من المدرب حسب حاجته من اللاعبين، لإعارة عدد من البعيدين عن خياراته.
وتبحث أندية الوسط عن لاعبي الأندية الكبيرة لتعزيز صفوفها، إذ يشكلون دعامة قوية لهذه الأندية، إذ لا تخلو صفوف أي فريق من أندية الوسط والمؤخرة من اللاعبين المعارين من أندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، في الوقت الذي تمنح فيه أندية الوسط لاعبيها الضوء الأخضر للانتقال على سبيل الإعارة لدوري الدرجتين الأولى والثانية.
الهلال يحصد إرث كوزمين من النجوم المعارة
بات أكثر الأندية استفادة من سياسة «الرحيل المؤقت» للاعبين
الهلال يحصد إرث كوزمين من النجوم المعارة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة