استمرار الأزمة داخل الأمانة العامة لـ«العدالة والتنمية»

المصادقة على التحاق 4 قياديين جدد باقتراح من ابن كيران

استمرار الأزمة داخل الأمانة العامة لـ«العدالة والتنمية»
TT

استمرار الأزمة داخل الأمانة العامة لـ«العدالة والتنمية»

استمرار الأزمة داخل الأمانة العامة لـ«العدالة والتنمية»

أنهت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اجتماعها، الذي دام زهاء 5 ساعات في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية دون إصدار بيان، الشيء الذي فسره متتبعون باستمرار الأزمة داخل الحزب.
وعرف الاجتماع نقاشاً صاخباً حول أوضاع الحزب الداخلية والأوضاع السياسية بالمغرب، خصوصاً تداعيات احتجاجات الريف.
وعلق عبد الإله ابن كيران، الأمين العام للحزب، على الاجتماع بالقول: «كان هذا ثاني اجتماع أترأسه مند عودتي من أداء مناسك العمرة. وكان فرصة للحوار والنقاش»، مضيفاً أن الاجتماع عرف نقاشاً صاخباً «حول أحوال الوطن بصفة عامة وأمور تخص الحزب، وقد تجادلنا وصرخنا في وجه بعضنا، لكن الحمد لله كل الأمور عادت إلى مجاريها في النهاية». وختم ابن كيران تصريحه المقتضب بعبارة «الأمور إلى حد الآن بخير».
ودخلت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية فترة جمود مند إعفاء ابن كيران من مهمة تشكيل الحكومة منتصف مارس (آذار) الماضي، وتكليف سعد الدين العثماني بدلاً منه، وذلك بعد فشل المفاوضات التي أجراها ابن كيران مع باقي الأحزاب المغربية من أجل الخروج بغالبية برلمانية منذ انتخابات 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وعقدت الأمانة العامة للحزب اجتماعاً قصيراً يوم 12 مايو (أيار) الماضي، قررت خلاله تأجيل المواضيع الكبرى إلى اجتماع لاحق.
وتجدر الإشارة إلى أن من أبرز قرارات الاجتماع الأخير للأمانة العامة للحزب المصادقة على اقتراح ابن كيران بإضافة 4 أعضاء لعضوية الأمانة العامة، طبقاً للنظام الأساسي للحزب، وهو الحق الذي ظل ابن كيران يحتفظ به دون تطبيقه منذ المؤتمر الأخير للحزب. كما اقترح ابن كيران إضافة كل من النائب عبد العزيز عماري عمدة الدار البيضاء، وجامع المعتصم عمدة مدينة سلا، والنائب محمد الحمداوي والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح (الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية)، بالإضافة إلى سعيد خيرون المدير العام لمؤسسة منتخبي حزب العدالة والتنمية.
ويرى بعض الملاحظين أن اقتراح ابن كيران رفع عدد أعضاء الأمانة العامة للحزب إلى 25 يهدف إلى تعزيز موقعه في قيادة الحزب مع اقتراب تاريخ عقد مؤتمره العام، الذي كان من بين المواضيع التي ناقشتها الأمانة العامة للحزب خلال اجتماعها أول من أمس.
وقال مصدر مطلع في الحزب إن ابن كيران يروم إقامة توازن في قيادة الحزب، لا سيما أن عدد أعضاء الأمانة العامة المشاركين في حكومة سعد الدين العثماني هو 11 عضواً، الأمر الذي جعل من ابن كيران أقلية في الأمانة العامة. وبتعيينه للأعضاء الأربعة الجدد أصبح ابن كيران يشكل أغلبية داخل الأمانة العامة، علماً أنه ما زال من حقه تعيين 3 أعضاء آخرين، بحكم أن القانون الداخلي يمنحه حق تعيين 7 أعضاء.
من جهته، كشف سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تصريح للصحافة عقب اجتماع الأمانة العامة للحزب، أن هذه الأخيرة ناقشت «اقتراحاً بأن تشتغل اللجنة التحضيرية للمؤتمر من جديد، لأننا محكومون بسقف عقد المؤتمر قبل نهاية السنة الحالية».
وحول الخلافات داخل قيادة الحزب، أشار العمراني إلى أنها شيء عادي، موضحاً أن النقاشات كانت حادة في بعض الأحيان خلال اجتماع الأمانة العامة. غير أنه أوضح أنه لا خلاف بين أعضاء الأمانة العامة حول موضوع الحسيمة والموقف من مساندة الحكومة. وأضاف موضحاً أن «الحزب اليوم وهو يرأس الحكومة لا يملك إلا أن يساند كل المبادرات التي تقوم بها»، مشدداً على ضرورة أن يتم «الاستماع لكل مطالب المحتجين، وأن تصان في ذلك حقوقهم وحرياتهم، وأن يعلو القانون ولا يعلى عليه وضمان توفير كل شروط المحاكمة العادلة».
وأكد العمراني أن الأمانة العامة للحزب تثمن قرارات المجلس الوزاري الأخير، الذي ترأسه العاهل المغربي حول الحسيمة، مشيراً إلى أن «وضع حد للاحتقان الذي تعرفه الحسيمة يحتاج إلى أكثر من مبادرة»، وأن على «الحكومة أن تمضي قدماً في مجال تفعيل الأوراش التي تضمنها مشروع الحسيمة منارة المتوسط».
وتابع العمراني: «لا خلاف بيننا في أن موضوع الحسيمة يشكل تحدياً كبيراً جداً لبلدنا. لذلك يجب أن نسهم إلى جانب كل الشركاء في أن نصون سلطة بلدها من أي اهتزاز وأي إساءة، وأن تتقدم بلدنا في مسار البناء الديمقراطي، لأنه بهذا المسار الذي بدأناه جميعاً في 2011 أصبح المغرب اليوم يشكل نموذجاً واستثناء. وإن كانت هناك اليوم محاولة لتبديل هذه الصورة فيجب أن نكون نحن إلى جانب آخرين جزءاً من الحل».
وبخصوص الدعوات التي رفعها بعض قياديي الحزب من أجل عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) بهدف بحث الأزمة، التي يعرفها الحزب بعد إعفاء ابن كيران من تشكيل الحكومة وإسناد المهمة للعثماني، قال العمراني إن هذه الدعوات ارتبطت بسياق أصبح اليوم متجاوزاً، مشيراً إلى أن أصحاب هذه الدعوة لم يتمكنوا حينها من تحقيق الشروط المطلوبة من أجل الدعوة لانعقاد المجلس الوطني للحزب. وأضاف موضحاً: «نحن اليوم في سياق جديد تتفاعل فيه معطيات أساسية بالنسبة للمغرب، والسياق الإقليمي، وكذلك موضوع الحسيمة بالأساس».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.