النظام يقبض على «عقدة الموت» شرق دمشق... وإسرائيل تقصف القنيطرة

صعدت قوات النظام السوري هجومها البري تحت غطاء من القصف الجوي على حي جوبر شرق دمشق. وقصفت طائرات النظام معبراً حدودياً مع الأردن، في وقت شنت مروحيات إسرائيلية غارات على مواقع النظام بعد سقوط قذائف في الجولان.
وسجلت مصادر في المعارضة أكثر من 20 غارة جوية على جوبر وزملكا وعين ترما خلال الفترة الصباحية من الجمعة، وسمع في دمشق دوي انفجارات ضخمة تأتي من شرق العاصمة مع تحليق مكثف للطيران الحربي. وجاء هذا التصعيد في العمليات الحربية بعد تقدم قوات النظام في منطقة عين ترما والتمكن من فصلها عن منطقة جوبر.
وقالت مصادر إعلامية موالية للنظام إن «عقدة الموت» التي هي بلدات (عين ترما وزملكا وعربين وجوبر) باتت بيد قوات النظام وأن «المعركة مستمرة بلا توقف حتى تحرير جوبر»، مشيرة إلى اشتداد وتيرة المعارك يوم أمس بين قوات النظام وفيلق الرحمن في جوبر، مع تكثيف للقصف المدفعي لقوات النظام. من جانبه أعلن «فيلق الرحمن» في بيان له عن استهدافه لتجمعات قوات النظام في عين ترما، وبث مقاطع فيديو تظهر مقاتليه وهم يرمون قذائف صاروخية بدائية الصنع، باتجاه تجمعات النظام، ومقاطع أخرى تظهر مكان سقوطها من بعيد.
وأكدت صفحة «دمشق الآن» على موقع «فيسبوك» أمس «اشتداد المعارك على محور جوبر مع تكثيف الجيش النظامي السوري لرمياته المدفعية. واستمرار سلاح الجو الحربي بضرب الخطوط الخلفية للمجموعات المسلحة بعمق جوبر».
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «نفذت الطائرات الحربية نحو 18 غارة على مناطق في أطراف بلدة عين ترما ومدينة زملكا في الغوطة الشرقية، ومناطق أخرى في حي جوبر وسط اشتباكات بين فيلق الرحمن من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط حي جوبر في محاولة من الأخير للتقدم في المنطقة»، لافتاً إلى «تحقيق تقدم جديد في منطقة عين ترما الواقعة بالأطراف الغربية للغوطة الشرقية، حيث سيطرت على كتلة مؤلفة من 10 منازل قرب عقدة عين ترما من جهة المتحلق الجنوبي، فيما تستمر الاشتباكات بوتيرة عنيفة في محاولة من فيلق الرحمن استعادة السيطرة على المنطقة، وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف من قبل قوات النظام واستهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين».
على جبهة أخرى، تجددت المعارك في محيط مدينة البعث في ريف القنيطرة الأوسط، بين فصائل المعارضة السورية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين من جهة أخرى، وترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين وسقوط قذائف على مدينة البعث، التي تسعى الفصائل لانتزاع ما تبقى منها بيد النظام، مقابل استماتة الأخير بالاحتفاظ بها.
واستهدفت طائرات إسرائيلية أمس الجمعة، مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين له في منطقتي الصمدانية الشرقية ومدينة البعث بريف القنيطرة الأوسط، ما تسبب بتدمير آليات وأعتدة عسكرية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وكان ريف القنيطرة الأوسط، شهد خلال الأيام الماضية ضربات إسرائيلية متعددة، استهدفت قوات النظام، وأدت إلى مقتل عدد من عناصره، وذلك رداً على سقوط قذائف داخل الجولان السوري المحتل، مصدرها مواقع النظام في القنيطرة.
في هذا الوقت، قال الناشط الإعلامي المعارض حميد ناصير لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفصائل الثورية التي ترابط على جبهات القنيطرة، أفشلت فجر اليوم (أمس) عملية اقتحام جديدة لقوات النظام، كانت تحاول التقدم نحو كتلة المباني التي حررها الثوار في مدينة البعث». وقال إن «السيطرة الكاملة على مدينة البعث يبقى هدفاً استراتيجياً للثوار، لأن تحريرها يعني كسر شوكة إيران في جنوب سوريا»، مؤكداً أن «قوات النظام والميليشيات الإيرانية رغم إمكاناتها العسكرية الهائلة، ورغم القصف الجوي الكثيف، عجزت عن تحقيق أي تقدم على محاور القتال». وأشار ناصير إلى أن «النظام وحلفاءه، أخفقوا في كل هجماتهم المتكررة، وتكبدوا أكثر من 100 قتيل في معركة القنيطرة منذ يوم السبت الماضي».
ولم تكن مدينة درعا بمنأى عن التصعيد، حيث أطلق النظام السوري 11 صاروخ أرض أرض على درعا البلد، أسفرت عن أضرار مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين. وقال «المرصد»: إن «الطائرات الحربية والمروحية قصفت صباحاً (أمس)، مناطق في مدينة درعا، وبلدات خراب الشحم، صيدا، النعيمة واليادودة بريفي درعا الشرقي والشمالي الغربي»، مشيراً أيضاً إلى أن الطائرات الحربية «استهدفت بعدد من الغارات مناطق قرب بلدة مزيريب، ومنطقة معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وسط قصف لقوات النظام على بلدة داعل الواقعة بالقطاع الأوسط من ريف درعا».