تونس: الكشف عن شبكة لتمويل عناصر إرهابية في سوريا

تونس: الكشف عن شبكة لتمويل عناصر إرهابية في سوريا
TT

تونس: الكشف عن شبكة لتمويل عناصر إرهابية في سوريا

تونس: الكشف عن شبكة لتمويل عناصر إرهابية في سوريا

أماطت فرقة مكافحة الإرهاب في تونس اللثام عن شبكة إرهابية لتمويل عناصر إرهابيّة تونسيّة تقاتل في سوريا تنشط بين تونس وليبيا وتركيا وتضمّ عناصر من جنسيّات مختلفة كما تمكنت من إيقاف 13 متورطا في هذه الشبكة، بينهم نساء في بن قردان (ولاية مدنين) وبنزرت وأريانة. ووجهت لعناصر الشبكة الإرهابية تهم التبرع بأموال أو جمعها لتمويل أشخاص أو تنظيمات أو أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية وشبهة تبييض الأموال.
وأكدت الداخلية التونسية أن متابعة العناصر التونسيّة المشتبه فيها ضمن هذه الشبكة، كشفت أن أغلب المتهمين يقيمون بجهة بن قردان (جنوب شرقي تونس على الحدود مع ليبيا) وأن جميعها يمتهن مهنة «الصرافة», وأن الشبكة كانت تعتمد المتاجرة في العملة الأجنبيّة واستغلال مداخيلها قصد شراء الذهب والعقارات وتمويل أنشطتها التجاريّة وبالتالي تبييض الأموال المتأتية من المرابيح في هذه الأنشطة المشبوهة.
وحسب التحقيقات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية المختصة، فقد نجحت الشبكة الإرهابية في تحويل أموال طائلة عن طريق الوساطة نحو تركيا حيث يتولى أحد عناصر الشّبكة وهو تركي الجنسيّة تحويلها إلى سوريا.
ووفق ما أوردته وزارة الداخلية من معطيات، تمت مداهمة محلات عناصر الشبكة الإرهابية بمدينة بن قردان، وتمكنت أجهزة الأمن من إيقاف 11 عنصرا، كما ألقت القبض على إرهابيتين في بنزرت (شمال تونس) وأريانة (قرب العاصمة) وأوكلت لهما مهمة تمويل الإرهابيين في تونس وليبيا وتركيا.
وحجزت أجهزة الأمن مبالغ مالية من العملة التونسيّة واللّيبيّة والأوروبيّة (اليورو)، إضافة إلى كميّة هامّة من المصوغ وأربع بنادق صيد دون رخصة وسيارتين غير مدرجتين بأسطول السّيارات التونسيّة وتحملان لوحات منجمية وهمية يتمّ استعمالها في التهريب عبر الحدود اللّيبيّة التونسيّة. وقدرت القيمة الماليّة للمحجوز المذكور بنحو ثلاثة ملايين دينار تونسي (نحو مليون و200 ألف دولار).
وحسب الأرقام الرسمية التي قدمتها وزارة الداخلية التونسية، فإن عدد الإرهابيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في الخارج مقدر بنحو ثلاثة آلاف إرهابي 60 في المائة منهم يوجدون في سوريا. ومنعت أجهزة الأمن أكثر من 27 ألف شاب تونسي من الالتحاق بتلك التنظيمات الإرهابية، وتشير تقارير أمنية إلى أن أغلب الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية يسلكون طريق المرور من تونس إلى ليبيا بصفة غير شرعية أو التوجه مباشرة إلى تركيا ومن ثم الانضمام إلى الإرهابيين في سوريا. ونشطت عدة شبكات إرهابية في تونس ونجحت في إغراء الآلاف منهم في الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية المنتشرة في عدد من بؤر توتر.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.