كورتني كوكس... تتصالح مع الزمن

بعد أن بالغت في استعمال الـ«فيلرز» لسنوات

كورتني كوكس في عام 2015 - كما ظهرت مؤخراً بعد أن تخلت عن الـ«فيلرز» - في صورة التقطت لها في عام 2016
كورتني كوكس في عام 2015 - كما ظهرت مؤخراً بعد أن تخلت عن الـ«فيلرز» - في صورة التقطت لها في عام 2016
TT

كورتني كوكس... تتصالح مع الزمن

كورتني كوكس في عام 2015 - كما ظهرت مؤخراً بعد أن تخلت عن الـ«فيلرز» - في صورة التقطت لها في عام 2016
كورتني كوكس في عام 2015 - كما ظهرت مؤخراً بعد أن تخلت عن الـ«فيلرز» - في صورة التقطت لها في عام 2016

كل ما زاد على حده انقلب إلى ضده. مثل ينطبق على عمليات التجميل التي تغير ملامح الوجه وتخفيها تماماً في بعض الحالات. وما علينا هنا إلا أن نتذكر الضجة التي أثارها مظهر الممثلة رينيه زيلوويغر منذ عامين تقريباً عندما لم يتعرف عليها الأغلبية.
ورغم أنها أنكرت أنها خضعت لعمليات التجميل فإن البعض شكك في أنها قامت بعدة إجراءات أهمها الـ«فيلرز». أما بالنسبة للقسم الذي صدقها، فإن تبريرهم كان أن عمليات التجميل عموماً تمنح من يخضع لها مظهراً فتياً، تبدو فيه المرأة أصغر سناً، وهو ما لا ينطبق على النجمة التي بدت أكبر من سنواتها الـ45.
الشيء نفسه تمت ملاحظته على الممثلة كورتني كوكس، التي اشتهرت في السلسلة التلفزيونية «الأصدقاء» في دور مونيكا. فمنذ عام 2014 بدأت ملامحها تتغير بالتدريج ليُصبح واضحاً أنها أدمنت عمليات التجميل. فوجنتاها تبدوان أكثر بروزاً وامتلاءً إلى حد جعل عيونها تبدو ضيقة. على العكس من رينيه زيلويغر، اعترفت كورتني كوكس في لقاء صحافي أجراه معها موقع «نيو بيوتي» بأنها فعلاً بالغت في حشو خدودها بالـ«فيلرز». ولأنها كانت تقوم بالأمر على دُفعات، فإنها لم تلحظ أن ملامحها تغيرت بشكل كبير إلى أن نبهتها صديقة مقربة للأمر.
كانت هذه الملاحظة من صديقة مخلصة ناقوس الخطر الذي أيقظها وجعلها تنظر إلى صورها لتتأكد من صحة رأي صديقتها وتقتنع به.
ولا تُخفي بأنها نادمة على عمليات التجميل التي أجرتها في السابق، وبأنها تنوي الآن أن تتصالح مع الزمن وتتركه يأخذ مجراه الطبيعي. فقد توقفت عن الخضوع لأي حشو منذ 6 أشهر حتى تتيح لوجهها الفرصة لاستعادة شكله القديم.
وتضيف الممثلة البالغة من العمر 53 عاماً أنها خضعت لعمليات «فيلرز» بتشجيع من الأطباء. والنتيجة كانت مظهراً غريباً لم يكن في صالحها. فقد تغيرت ملامحها بشكل واضح، وعوض أن تزيدها هذه العمليات جمالاً جعلتها تبدو كأنها شخص آخر. وتُضيف أنها الآن، وبعد أن ذابت المواد التي حشت بها خدودها تشعر بالارتياح أكثر وبنوع من التصالح مع النفس، قائلة: «أعتقد أني الآن أبدو أنا».
وتُشير الممثلة إلى أن هناك عدة ضغوطات على المرأة بأن تحافظ على شبابها وتقاوم الزمن بأي شكل وثمن. ويزيد هذا الضغط في هوليوود حيث لا يزال مفهوم الشباب هو السيد. هذا الهوس يؤججه أيضاً الأطباء. فهم يُثيرون الانتباه إلى عيوب صغيرة لا تراها العين المجردة ولا تكون المرأة على علم بها أساساً، لكنها تكبر في عيونها وتجعلها تخضع لمزيد من العمليات التي قد لا يكون لها أي داعٍ. فما يكون خطوطاً تعبيرية يتضخم ويأخذ صورة أخاديد عميقة وهكذا. وكانت نتيجة عدم مقاومتها كما تقول «إني بدأت أظهر بصورة غير طبيعية... نحن نحتاج إلى حركة وتعابير في الوجه. ما تعلمته من هذا الدرس أن هذه تعابير شخصية وليست تجاعيد، وبالتالي علي أن أعانقها... فهمت مع الوقت بأن الـ(فيلرز) ليس صديقي الذي علي أن ألجأ إليه لحمايتي من زحف الزمن». المتعارف عليه أن من يخضع لعمليات التجميل يُدمن عليها ولا يعرف متى يتوقف. فرفع الحواجب مثلاً يجعل عظمة الخدود تبدو في حاجة إلى حشوة عندما ينظرون في المرآة، وهكذا دواليك. تقول إن مفعول الـ«فيلرز» ولحسن حظها يتبخر مع الوقت، وهو ما ترى نتيجته حالياً وبعد 6 أشهر من توقفها عن استعمالها. هل هذا يعني أن مصالحتها مع الزمن مخاصمة عمليات التجميل إلى الأبد؟ تجيب بأنها ستترك الأمر للزمن فقط، فهي ليست ضد عمليات التجميل التي تخفي علامات الزمن، بل فقط ضد تلك التي تخفي الملامح وتغيرها.



الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».