دارت صدامات في إقليم الحسيمة الواقع شمال المغرب ليلة أول من أمس بين قوات الأمن ومتظاهرين، وذلك غداة إعراب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن «استيائه وانزعاجه وقلقه» إزاء التأخر في تنفيذ مشاريع تنموية مقررة لهذه المنطقة، التي تشهد منذ ثمانية أشهر حركة احتجاج شعبية واسعة. وأفاد ناشطون محليون لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «تجمعا كبيرا» كان مقررا أن يجري في مدينة الحسيمة خلال عيد الفطر أول من أمس تلبية لنداء أطلقه «الحراك» للمطالبة بالإفراج عن قادته وأنصاره الموقوفين، لكن قوات الأمن انتشرت بأعداد كبيرة لتفريق المتظاهرين.
وبينما قال أحد الناشطين إن الشرطة «أغلقت الحسيمة بالكامل وضاعفت نقاط التفتيش» المؤدية إلى المدينة، قال صحافي محلي في طالبا عدم نشر اسمه إن «متظاهرين أتوا من المناطق المجاورة، ولا سيما من أمزورن وتماسين ولكنهم منعوا من الوصول» إلى الحسيمة، مضيفا أنه في أجدير المجاورة لمدينة الحسيمة «اندلعت صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين أرادوا التوجه إلى الحسيمة»، وأكد أن الصدامات أسفرت عن وقوع إصابات، إضافة إلى «اعتقال عشرات» المتظاهرين.
وفي مدينة الحسيمة نفسها تمكن متظاهرون من التجمهر قرابة الساعة الخامسة عصرا يوم العيد، لكن قوات الأمن قامت بتفريقهم، حسب المصدر ذاته.
وتأتي هذه الصدامات غداة إصدار العاهل المغربي تعليماته لوزيري الداخلية والمالية بالتحقيق في أسباب «عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة» لإقليم الحسيمة، و«تحديد المسؤوليات، ورفع تقرير بهذا الشأن في أقرب الآجال».
ويشهد إقليم الحسيمة في منطقة الريف مظاهرات منذ مصرع بائع سمك في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2016 سحقاً داخل شاحنة نفايات. واتخذت المظاهرات في منطقة الريف مع الوقت طابعاً اجتماعياً وسياسياً للمطالبة بالتنمية في المنطقة، التي يعتبر سكّانها أنها مهمشة.
وبادرت الحكومة المغربية إلى احتواء الاستياء، وأعلنت عن عدد من الإعلانات المتعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، مرسلة وفوداً وزارية في الأشهر الستة الأخيرة، لكن الاحتجاجات استمرت بوتيرة أقل من السابق.
من جهتها، أفادت السلطات المحلية لمدينة الحسيمة بأن مجموعة من الأشخاص تضم بين صفوفها أشخاصا ملثمين، قامت يوم العيد باستفزاز القوات العمومية ومهاجمتها رشقا بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 39 فردا من هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
وقالت السلطات أمس إن هؤلاء الأشخاص عمدوا أيضا على مهاجمة مستعجلات المستشفى الإقليمي، وإلحاق خسائر وأضرار مادية بمرافق المستشفى وبإحدى سيارات الإسعاف، التي كانت تقل عنصرين من أفراد القوات العمومية المصابين، حيث تم الاعتداء على المصابَيْن اللذين كانا بداخلها، وكذا على عناصر الوقاية المدنية.
وفي منطقة «أيت يوسف أوعلي» في ضواحي الحسيمة، أكدت السلطات المحلية أن مجموعة من الأشخاص أقدمت على تخريب إحدى سيارات المصلحة التابعة للسلطة المحلية، مشيرة إلى أنه تم توقيف ثلاثة أشخاص قاموا بالاعتداء بواسطة عبوات الغاز المسيل للدموع على عناصر الدرك الملكي العاملين بالمراقبة الطرقية.
مواجهات في مدينة الحسيمة المغربية يوم العيد
أصيب فيها 39 من رجال الأمن... وشهدت «تخريب» ممتلكات
مواجهات في مدينة الحسيمة المغربية يوم العيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة