مصر تعلن تدمير 12 سيارة أسلحة حاولت اختراق الحدود من ليبيا

مصر تعلن تدمير 12 سيارة أسلحة حاولت اختراق الحدود من ليبيا
TT

مصر تعلن تدمير 12 سيارة أسلحة حاولت اختراق الحدود من ليبيا

مصر تعلن تدمير 12 سيارة أسلحة حاولت اختراق الحدود من ليبيا

أعلن الجيش المصري، أمس، أنه تمكن من تدمير 12 سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة في بحر الرمال المتحركة جنوب واحة سيوة الحدودية، كانت قادمة من ليبيا. وأضاف أن القوات الجوية أحبطت محاولة لاختراق الحدود الغربية مع ليبيا، بناء على معلومات دقيقة وتفصيلية عن خط سير مجموعة من «العناصر الإجرامية» التي كانت تسعى لاختراق البلاد.
وأكد العقيد أركان حرب، تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن محاولة خرق الحدود بسيارات الدفع الرباعي من جانب «العناصر الإجرامية»، جرت في هذه الأيام «مع احتفال المصريين بعيد الفطر المبارك». وقال إن هذه العناصر حاولت استغلال وقت إجازات العيد، «إلا أن الجيش كان لها بالمرصاد لأنه هو العين الساهرة لحماية البلاد». وأضاف أن «ضرب الإرهاب وحماية الحدود، من خلال عملية أمس، بمثابة تعييد من الجيش على الشعب».
وأمس، ثالث أيام إجازات عيد الفطر، أعلن بيان للمتحدث العسكري أنه جرى «رصد وتدمير 12 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة عبر الحدود»، قائلا إن ذلك يأتي في إطار استمرار جهود القوات المسلحة في تأمين حدود الدولة على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، والتصدي بكل قوة للحملات العدائية الممنهجة التي تسعى إلى استهداف مسيرة الدولة المصرية والتأثير على الأمن القومي المصري.
وأضاف أن رصد «العناصر الإجرامية» كان بناء على معلومات استخباراتية تفيد بتجمع عدد من تلك العناصر للتسلل إلى داخل الحدود المصرية باستخدام سيارات الدفع الرباعي على الاتجاه الاستراتيجي الغربي. ومن جانبه، قال العقيد أركان حرب، الرفاعي، إن عملية إحباط التسلل جرت بكل دقة، وإن القوات المسلحة تقوم بتمشيط المنطقة للقبض على أي عناصر أخرى.
ووفقا للجيش المصري، فإنه فور ورود المعلومات عن دخول سيارات الدفع الرباعي من جنوب سيوة، في منطقة بحر الرمال المتحركة، وهي صحراء وعرة، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامر بإقلاع تشكيلات من القوات الجوية لاستطلاع المنطقة الحدودية، واكتشاف وتتبع الأهداف المعادية، وتأكيد إحداثياتها، والتعامل معها على مدار أكثر من 12 ساعة.
وأكد العقيد الرفاعي أن تعامل القوات الجوية مع العناصر التي عبرت الحدود، أدى إلى تدمير سيارات الدفع الرباعي الـ12. وقال إنها كانت محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة. وعن موقع العملية بالتحديد، أوضح أنها جرت جنوب واحة سيوة في منطقة بحر الرمال. وتقع واحة سيوة غرب القاهرة بنحو 400 كيلومتر.
وأضاف العقيد الرفاعي أن قوات الجيش تقوم بملاحقة وضبط هذه العناصر واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها. وأضاف أن ذلك يأتي مع استمرار قيام القوات الجوية وعناصر حرس الحدود في تنفيذ مهامهما بكل عزيمة وإصرار، رغم موسم الأعياد والإجازات، وذلك لتأمين حدود الدولة، ومنع أي محاولة للتسلل أو اختراق الحدود على الاتجاهات الاستراتيجية كافة.
وفي محافظة مطروح الحدودية مع ليبيا، التي تقع واحة سيوة في نطاقها الإداري، قال العمدة عبد الكريم ضيف، رئيس مجلس العمد والمشايخ، لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات المسلحة على الحدود المصرية الليبية «على وعي تام بالمخاطر». ويعد مجلس العمد والمشايخ، الذي تأسس عقب انتفاضة 2011 بمصر، أحد كبار الداعمين لجهود الجيش المصري لتأمين المنطقة الغربية المحاذية لليبيا التي تعاني من الفوضى وانتشار الجماعات المتطرفة بمن فيهم مئات من المتشددين المصريين.
وأشار العمدة ضيف إلى أن العناصر المتطرفة «تحاول استغلال الصحراء الفارغة في الجنوب... إنهم يحاولون استغلال تلك المنطقة، لكن قواتنا المسلحة تقف بالمرصاد لمثل هذه المحاولات. مصر لديها طائرات، وطائرات من دون طيار، وكاميرات مراقبة، ودوريات، وسيارات، ومعدات حديثة. الجيش يراقب، ويبصر، ويدمر كل من تسول له نفسه اختراق الحدود».
وتقع سيوة ضمن نطاق لعدة واحات في غرب مصر. وتشهد هذه المنطقة محاولات من الجماعات المتطرفة في ليبيا، للدخول إلى مصر وتنفيذ عمليات إرهابية. ومنذ أواخر العام الماضي وقعت عدة تفجيرات استهدفت رجال أمن وكنائس وأقباطا، وأدت إلى مقتل العشرات، كان من بينها تفجير كنيستين في طنطا والإسكندرية، في شمال البلاد، واستهداف حافلة رحلات تقل مسيحيين في محافظة المنيا القريبة من منطقة الواحات الغربية، منذ نحو شهر.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال عقب حادثة حافلة أقباط المنيا، إن بلاده تمكنت خلال العامين الماضيين من تدمير ألف سيارة دفع رباعي حين حاولت التسلل من ليبيا.
ويبلغ طول الحدود بين مصر وليبيا نحو 1100 كيلومتر، ويقع العبء الأكبر في تأمينها على الجانب المصري، بسبب ضعف إمكانيات الجيش الليبي وانشغاله بمحاولة فرض الأمن والاستقرار وهزيمة الجماعات الإرهابية في داخل ليبيا. وباستثناء السلوم وسيوة، لا توجد مدن أو أي تجمعات سكانية على الحدود المصرية الليبية. وتعد منطقة بحر الرمال، التي يبلغ طولها، بمحاذاة الحدود مع ليبيا، نحو 150 كيلومترا، وعرضها نحو 75 كيلومترا، أصعب ممر للعبور إلى داخل مصر.
وقال العمدة ضيف: «رغم كل شيء، فلا توجد دولة تستطيع تأمين حدودها بنسبة مائة في المائة، حتى تأمين الحدود بين أميركا والمكسيك أمر غير ممكن». وأضاف: «نحن في مصر نرى أن الوقت خطير، والوقت لم يعد يحتمل. أي سيارة غير عسكرية تتحرك في عمق الصحراء، هي هدف... نحن الآن في حالة حرب بمعنى الكلمة».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.