نائب رئيس الحكومة اللبنانية: نسعى لإجراء الانتخابات قبل موعدها

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الوضع الأمني سيبقى أولوية للسلطة الحالية

نائب رئيس الحكومة اللبنانية: نسعى لإجراء الانتخابات قبل موعدها
TT

نائب رئيس الحكومة اللبنانية: نسعى لإجراء الانتخابات قبل موعدها

نائب رئيس الحكومة اللبنانية: نسعى لإجراء الانتخابات قبل موعدها

من المتوقع أن تنطلق بعد فرصة عيد الفطر ورشة عمل على الصعيد الحكومي والنيابي على حد سواء انسجاما مع الوثيقة التي صدرت الأسبوع الماضي عن اللقاء التشاوري الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا، وتم خلاله التفاهم على «تزخيم» عمل المؤسسات بالتوازي مع الاستعداد لإجراء الانتخابات النيابية في شهر مايو (أيار) المقبل.
ويُشرف نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني على أكثر من ملف سيتم البت فيه خلال الاجتماعات الوزارية المقبلة، وأبرز هذه الملفات انعقاد اجتماعات حكومية في المناطق بهدف تفعيل العمل بمشاريع البنى التحتية، ملف النفايات، ملف الكهرباء وموازنة عام 2018.
ويشير حاصباني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أهمية عقد اجتماعات لمجلس الوزراء في المحافظات اللبنانية تكمن بـ«تفعيل التنسيق بين الوزارات بخصوص مشاريع البنى التحتية ما يؤدي لخفض تكلفتها كما إلى تأمين تمويل أسرع من قبل الجهات المانحة»، لافتا إلى أنها «المرة الأولى في لبنان التي يكون فيها نوع من خطة شاملة في التعامل مع موضوع البنى التحتية». وشدد على أنه لكي ينفذ هذا الغرض «عقد عدد كبير من الاجتماعات مع 1100 بلدية ووضعت لائحة كاملة بالأولويات والمشاريع الواجب إنجازها، على أن تنطلق اجتماعات الحكومة في المحافظات في نهاية شهر أغسطس (آب) أو مطلع شهر سبتمبر (أيلول)».
وسينكب مجلس الوزراء في الأسابيع المقبلة، وفق حاصباني، على «وضع خطة اقتصادية يتم على أساسها وضع موازنة عام 2018 بعد إحالة موازنة العام الحالي قبل فترة إلى المجلس النيابي لإقرارها، على أن يبت أيضا ملف النفايات بشكل نهائي كما ملف الكهرباء الذي لا ينحصر ببند الإنتاج».
إلا أن أولوية الأولويات للحكومة في المرحلة المقبلة هي الاستعداد للانتخابات النيابية، على حد تعبير حاصباني، الذي يؤكد أنّه سيكون هناك عمل دؤوب للسعي لإتمام الاستحقاق قبل موعده المحدد في شهر مايو المقبل. ويضيف: «مجلس الوزراء قادر على القيام بذلك، إلا أن الأمر مرتبط وبشكل رئيسي بجهوزية وزارة الداخلية تقنيا وعملانيا، ونحن حريصون على أن تتم الاستعدادات بشكل سريع وسليم في آن». ويعتبر حاصباني أن هذه الحكومة تشكلت بهدف إجراء الانتخابات، «ولكن إذا كان لا بد من الانتظار أشهرا بعد لإتمام المهمة فالأجدى أن نلتفت إلى الملفات الحياتية بمسعى لمعالجتها بالتوازي مع التحضير للاستحقاق النيابي»، لافتا إلى أنّه «يتم في الوقت الراهن إعداد الدراسات المناسبة لتبيان القدرة على إنجاز وتوزيع البطاقة الممغنطة في المواعيد المحددة، وحتى الساعة الموضوع لا يزال مفتوحا على كل الاحتمالات».
ورغم أن اعتماد البطاقة الممغنطة في الاستحقاق المقبل قد يخفف من مهام وزارة الداخلية وبالتالي يجعل مسألة حصول الانتخابات بوقت مبكر، أمر معقول، فإن حاصباني يشدد على وجود «عوامل كثيرة مؤثرة في موضوع تحديد موعد جديد، خاصة أن هناك تفاصيل كثيرة بالقانون تستدعي تثقيف المشرفين على الانتخابات كما الناخبين، إضافة لعوامل الطقس والمدارس والأعياد».
ويشدد نائب رئيس الحكومة على وجوب عدم تحميل الاجتماع التشاوري الذي عُقد في بعبدا مؤخرا أكثر مما يحتمل، موضحا أنه لم يكن على الإطلاق جولة جديدة من جولات الحوار الوطني خاصة أنه لم يضم ممثلين عن كل القوى السياسية. ويضيف: «هدف هذا الاجتماع كان محصورا بتصويب البوصلة وتنظيم أولويات العمل الحكومي والبرلماني كما بشد العزائم للنهوض بالبلد بعيدا عن التشنجات الداخلية كما تلك الخارجية المحيطة بنا»، مشيرا إلى أنه «لم يتم التطرق للأمور الاستراتيجية أو الخروج بوثيقة تحدد الخيارات الاستراتيجية بما يتعلق بعلاقات لبنان الخارجية أو حتى العلاقات الداخلية بين الفرقاء، ما يستوجب عدم إعطاء الاجتماع أبعادا لا يحتملها».
وبالتوازي مع تنشيط العمل السياسي إن كان على صعيد الحكومة أو المجلس النيابي، سيبقى الوضع الأمني أولوية للسلطة الحالية خاصة بعد تحول لبنان «الأكثر استقرارا في المنطقة»، على حد تعبير حاصباني الذي يعتبر أن «التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية إضافة للعمليات الاستباقية التي تؤدي لإلقاء القبض على شبكات إرهابية قبل تنفيذ عملياتها، عوامل قوة تجعل الوضع الأمني ممسوكا إلى حد بعيد». ويضيف: «الأهم أن نستمر بهذا العمل الدؤوب للحفاظ على الإنجازات الأمنية المحققة وقطع الطريق على أي طرف تخول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار اللبناني».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.