دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين نظيره الأميركي ريكس تيلرسون إلى العمل على منع «الاستفزازات»، حسب قوله، التي تستهدف قوات نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس أن الاتصال جرى بـ«مبادرة أميركية»، وأضاف البيان أن «لافروف طلب من واشنطن اتخاذ إجراءات للحؤول دون حصول استفزازات تستهدف قوات نظام الأسد التي تقوم بعمليات ضد الإرهابيين».
ويأتي هذا الاتصال في وقت رفعت إسرائيل وتيرة انخراطها في المشهد السوري، عبر حضورها عسكرياً في القنيطرة؛ إذ نفذت 3 ضربات على مدى 48 ساعة استهدفت تمركزات وتحركات قوات النظام في المنطقة الحدودية مع هضبة الجولان المحتلة، بالتزامن مع المساعي الدولية لإنشاء قوة مراقبة لمناطق تخفيف التوتر، تشمل الجنوب السوري أيضاً، وذلك في وقت حاول فيه الناطقون العسكريون «الطمأنة» بأنه لا يوجد خطر حرب بين إسرائيل وسوريا.
وكان جيش النظام السوري قد حذر، ليلة أمس، إسرائيل من استمرار هجماتها على الحدود، وحملها المسؤولية عن الأبعاد الخطيرة لتكرار هذه الهجمات. جاء هذا التحذير في أعقاب قيام الجيش الإسرائيلي، يومي السبت والأحد، بتدمير دبابتين و3 بطاريات مدفعية وشاحنة ذخيرة تابعة لقوات النظام السوري، شمال الجولان الشرقي، وذلك في أعقاب استمرار سقوط القذائف في الجولان المحتل منذ يوم الجمعة الماضي. ونفذت إسرائيل عملياتها بغارات لسلاح الجو.
وفسر خبراء عسكريون في إسرائيل، أمس، ما يحدث على الجبهة الإسرائيلية - السورية بقولهم: «إسرائيل ليست جزءا من الحرب، وجميع العناصر المتحاربة في سوريا تعرف ذلك. إنما إسرائيل أيضا لا تقبل أن يصبح سقوط القذائف على مناطقنا عادة، ولكن النظام السوري يدخل في حالة عصبية تفقده البوصلة». وقال مصدر عسكري في تل أبيب: «في هذه الأثناء، في هضبة الجولان، قرب الحدود الإسرائيلية، تم تسجيل تحرك خفيف بالذات في الاتجاه المعاكس، حيث شنت تنظيمات المتمردين السنّة هجمات على قوات الأسد في منطقة الخط الفاصل بين الطرفين، بين القنيطرة القديمة والقنيطرة الجديدة». وكما يبدو، فإن النظام السوري يتخوف من نجاح المعارضين في التقدم نحو طريق دمشق - القنيطرة وقطع شريان المواصلات الرئيسي بين دمشق والجولان. ويوم السبت الماضي وقع تبادل مكثف للنيران في المنطقة، فقد أطلقت القوات السورية قذائف «هاون» وقذائف دبابات باتجاه المتمردين، فسقطت 10 منها على الأقل في الجانب الغربي من السياج الحدودي، في هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل. وردا على ذلك، دمر الجيش الإسرائيلي دبابتين وموقعا عسكريا للجيش السوري، ما أسفر عن مقتل شخصين. وصباح الأحد، حذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السوريين من مواصلة إطلاق النار، لكنه في ساعات الظهر تسللت عدة قذائف أخرى إلى المنطقة الإسرائيلية. وقام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم آخر على الأراضي السورية ردا على سقوط القذائف.
ويقول الإسرائيليون إن تبادل الضربات هذا نتاج للاعتراف بأن «داعش» قد هزم في سوريا والعراق. وجميع الأطراف الضالعة في القتال مستعدة لـ«اليوم الذي يتلو سقوط التنظيم»، بهدف السيطرة على المساحات التي كان يحكمها.
وبينما لم يدرج اتفاق «مناطق خفض التصعيد» في سوريا منطقة القنيطرة، وبموازاة المعلومات عن محادثات أميركية - روسية لإنشاء منطقة آمنة في جنوب سوريا، ضاعفت إسرائيل حضورها في المشهد الميداني. ولا ينظر مصدر سوري معارض إلى الحادثة بوصفها انخراطاً إسرائيلياً فعلياً في المشهد؛ إذ وضعها في سياق «الضربات التحذيرية لإيران من التمدد في الجنوب السوري». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الرسالة من الضربات «تفيد بأنه ممنوع اقتراب إيران إلى الجولان، خصوصا أن الضربات تزامنت مع معارك بين قوات النظام والمعارضة في المنطقة، وأنها تضع خطوطاً حمراء أمام اقتراب إيران، وأنها قد تواجه هذا التمدد وتدعم المعارضة السورية لمواجهته». وأعرب عن قناعته بأن هذه الضربة «غير بعيدة عن التفاهم الإسرائيلي مع روسيا، كون موسكو لم تصدر أي بيان إدانة أو تعليق على الضربات الإسرائيلية».
بدوره، يحصر عضو «الائتلاف الوطني السوري» هشام مروة الضربات الإسرائيلية «بمساعي تل أبيب لما تزعم أنه حفاظ على مصالحها»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا أرى دوراً مرسوما لإسرائيل في هذا الوقت فيما يخص المفاوضات لإنشاء المنطقة الآمنة، إلا بما تقول: إنه للحفاظ على مصالحها الأمنية الاستراتيجية قرب الجولان، رغم أن هذا الأمر مخالف للقانون الدولي». وتخالف هذه التقديرات ما يقوله النظام السوري وحلفاؤه بأن إسرائيل دخلت على خط الدعم لفصائل معارضة تشن هجوماً على مدينة البعث في القنيطرة، محذرا «من تداعيات قصفها للجيش السوري في محافظة القنيطرة جنوب سوريا».
ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 4 عناصر على الأقل من قوات النظام السوري، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، في 3 جولات من القصف الإسرائيلي خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية منذ عصر السبت الماضي وحتى أمس مواقع وعربات مدرعة لقوات النظام بريف القنيطرة وقرب مدينة البعث.
وكان «المرصد السوري» أفاد بمقتل 5 عناصر من قوات النظام خلال اشتباكات مع فصائل معارضة بريف القنيطرة جنوب سوريا.
8:18 دقيقة
إسرائيل ترفع وتيرة حضورها العسكري جنوب سوريا... وتستبعد خطر الحرب
https://aawsat.com/home/article/960956/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
إسرائيل ترفع وتيرة حضورها العسكري جنوب سوريا... وتستبعد خطر الحرب
موسكو تطلب من واشنطن وقف «الاستفزازات» التي تستهدف قوات الأسد
- بيروت: «الشرق الأوسط»
- تل أبيب: نظير مجلي
- بيروت: «الشرق الأوسط»
- تل أبيب: نظير مجلي
إسرائيل ترفع وتيرة حضورها العسكري جنوب سوريا... وتستبعد خطر الحرب
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة