استبقت «هيئة تحرير الشام»، التي تعتبر «جبهة النصرة» أبرز مكوناتها، التحرك الروسي – التركي المرتقب باتجاه محافظة إدلب، معقل المعارضة السورية في الشمال، بإعلانها عدم الالتزام بما نص عليه اتفاق مؤتمر آستانة، باعتبارها لم تكن «جزءا ولا طرفاً مُشارِكاً أو مُوافِقاً على المؤتمر منذ بداية انعقاده وإلى الآن»، لترد بذلك وبشكل مباشر على تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية، بشأن قرب دخول قوات روسية – تركية إلى إدلب لتطبيق بنود اتفاقية آستانة المُوقَّعة بين تركيا وإيران وروسيا.
وأكدت الهيئة في بيان لها، أنها لن تقبل بـ«تسليم الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي، وغيرها من المناطق المحررة في الجنوب للقوات الروسية والإيرانية»، معتبرة أن مؤتمر آستانة «جاء مُتوِّجاً لروسيا الإجرام بغسل جرائمها وباعتبارها طرفاً ضامناً بجانب إيران المجرمة، علما بأنهما كانتا السبب الرئيس لمعاناة شعبنا وتشريده وقتله».
واعتبر الباحث المتخصص بشؤون الجماعات المتشددة، عبد الرحمن الحاج، أن الهيئة أرادت ومن خلال موقفها الأخير التأكيد على أنها ماضية في العمل العسكري بوجه قوات النظام وحلفائه، وبالتالي غير معنية بالاتفاقيات التي يتم التوقيع عليها في آستانة، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن ذلك يمهد لا محالة لصدام مقبل بين الهيئة وأنقرة. وقال: «حتى الساعة لم يتضح شكل التدخل العسكري التركي في إدلب، مع ترجيح أن يكون أشبه بعملية درع الفرات، بحيث تشكل فصائل المعارضة القوات البرية المقاتلة، في حين تشكل القوات التركية قوة الإسناد والتمهيد الناري».
وتتسارع التطورات في الشمال السوري قبيل مؤتمر آستانة المرتقب مطلع الشهر المقبل. وكانت «حركة أحرار الشام» قد خطت الأسبوع الماضي خطوة إضافية لتوسيع قاعدة دعمها والابتعاد عن «جبهة النصرة»؛ إذ رفعت علم «الثورة السورية» بعد اعتماد قانون معتدل في محاكمات تابعة لها. وأعلنت استعدادها للمشاركة في أي مشروع يرتكز على ميثاق الشرف الثوري، ودعت إلى تشكيل غرف عمليات مع باقي الفصائل للتصدي لـ«المشروع الإيراني» في سوريا.
بالمقابل، واصلت «هيئة تحرير الشام» هجومها على مؤتمري آستانة وجنيف على حد سواء. وقالت في بيانها الأخير الذي نشرته على حساباتها الرسمية: «لقد أعطت الدول الراعية والضامنة لمؤتمرات جنيف وآستانة الفرصة للنظام المجرم بأن يتفرغ للمناطق الواحدة تلو الأخرى، فيجمد سلاح الثورة والجهاد، وتطلق بندقية التهجير والتوسع لصالح النظام». واعتبرت أن «ما يتم الآن من تجميد منطقة إدلب وما حولها يصب في مجال تفرُّغ النظام لتهجير الغوطة ودرعا وتوسيع سيطرته في المناطق الشرقية باتجاه دير الزور». وأضافت: «إن شعبنا الثائر لَيبحث عمن يخفف معاناته ويساهم في تحقيق أهداف ثورته، لا أن ينقل الصراع الدولي للداخل السوري، وبالتالي فإننا لن نرضى بأي تدخُّل خارجي يُقسِّم بلادنا لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول».
وكان إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كشف مؤخراً، عن أن أنقرة وموسكو بصدد نشر قوات في إدلب شمال غربي سوريا، ضمن إطار مذكرة خفض التوتر الموقعة خلال مباحثات آستانة الأخيرة. ونقلت وسائل إعلام تركية عن كالين قوله، إن مناطق تخفيف التوتر التي اتفقت عليها تركيا وروسيا وإيران ستخضع لنقاش آخر خلال مفاوضات في آستانة في مطلع يوليو (تموز). وأضاف: «سنكون حاضرين بقوة في منطقة إدلب مع الروس، وفي الغالب روسيا وإيران ستكونان حول دمشق ويجري إعداد آلية تشمل الأميركيين والأردن في الجنوب في منطقة درعا»، مضيفا، أن «روسيا اقترحت أيضا إرسال قوات من كازاخستان وقرغيزستان». وبشأن المشاورات الخاصة بضمان الأمن في إدلب، ذكر كالين أنها تركز على تحديد العدد الضروري من العسكريين الأجانب لتولي المهمة في هذه المنطقة التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.
7:57 دقيقة
ارتفاع احتمالات الصدام العسكري بين {النصرة} وأنقرة
https://aawsat.com/home/article/960951/%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A9
ارتفاع احتمالات الصدام العسكري بين {النصرة} وأنقرة
ارتفاع احتمالات الصدام العسكري بين {النصرة} وأنقرة
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة