تدني رضا الطلاب يفقد جامعات بريطانية تميزها

تقييم «التايمز» لعام 2017 تضمن 134 مؤسسة تعليم عالٍ

التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها
التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها
TT

تدني رضا الطلاب يفقد جامعات بريطانية تميزها

التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها
التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها

جرى الإعلان عن نتائج إطار جودة التعليم لعام 2017، التي أظهرت حصول أكثر من 130 جامعة في المملكة المتحدة، وغيرها من المؤسسات التعليمية العليا على «التصنيف الذهبي»، أو «الفضي»، أو «البرونزي»، تعبيراً عن جودة ما يقدمونه من تعليم. ويمثل الإطار الصادر عن «التايمز» للتعليم العالي، عملية تقييم مدعومة من الحكومة لتحديد جودة التعليم الجامعي في كل مؤسسات التعليم العليا في إنجلترا، وبعض المؤسسات في كل من اسكوتلندا، وويلز، حيث رفضت بعض المؤسسات الأخرى المشاركة في عملية التقييم. تم نشر النتائج بالكامل أدناه، إلى جانب مركز كل مؤسسة في التصنيف العالمي للجامعات، وهو تصنيف التايمز لأفضل الجامعات العالمية، لعام 2016 - 2017، وكذلك متوسط درجة إطار جودة التعليم. يتم توضيح درجات تصنيف التايمز، وإطار جودة التعليم للعلم والاطلاع فقط، ولا تعد عرضاً لنتائج إطار جودة التعليم.
يتضمن جدول نتائج تصنيف التايمز لأفضل الجامعات العالمية 134 مؤسسة تعليم عالٍ، إضافة إلى ثلاث مؤسسات بديلة تحمل اسم جامعة. حصلت واحدة من بين كل ثلاث من تلك الكليات والجامعات (45) على التصنيف الذهبي، في حين تم منح التصنيف الفضي إلى 67 مؤسسة، ومنح التصنيف البرونزي، وهو الأدنى، إلى 25 مؤسسة.
من بين الجامعات، التي حصلت على التصنيف الذهبي، جامعة «أكسفورد»، وجامعة «كامبردج»، إلى جانب ست مؤسسات أخرى من مجموعة «راسيل غروب»: جامعة «برمنغهام»، وجامعة «إكزتر»، وجامعة «كلية لندن الإمبراطورية»، وجامعة «ليدز»، وجامعة «نيوكاسل»، وجامعة «نوتنغهام».
وجاءت بعض الجامعات الشهيرة في ذيل القائمة، حيث حصلت على التصنيف البرونزي ومنها «كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية»، وجامعة «ساوثهامبتون»، وجامعة «ليفربول»، وجميعها أعضاء في مجموعة «راسيل غروب».
وتراجعت بعض من أكثر جامعات بريطانيا تميزاً بسبب معايير التصنيف الرسمية الجديدة التي أصبحت تهتم كثيراً بمدى رضا الطالب.
طبقاً للنظام الجديد يتم منح الجامعات التصنيف الذهبي، أو الفضي، أو البرونزي استناداً إلى إجراءات، منها تجربة الطالب، والعمل بعد التخرج، ومعدل التخلف عن الدراسة. وجاءت «كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية» في المركز الخامس والعشرين على مستوى العالم بحسب تصنيف التايمز، وحصلت على التصنيف البرونزي. أما جامعة «لندن كوليدج»، فقد حصلت على المركز الخامس عشر على مستوى العالم طبقاً للتصنيف نفسه، وحصلت على التصنيف الفضي، وهو التصنيف نفسه الذي حصلت عليه كل من جامعة «ريكسام غليندور»، وجامعة «لندن متروبوليتان»، اللتين أحرزتا المركزين الثاني والثالث من الأسفل في دليل الجامعات الكامل لهذا العام.
كذلك فشلت أكثر من نصف المؤسسات التابعة لمجموعة «راسيل غروب»، التي شاركت في التصنيف في تحقيق المركز الأول، ومن بينها جامعة «الملكة ماري» (جامعة لندن)، التي حصلت على التصنيف الفضي، وجامعة «ليفربول»، التي حصلت على التصنيف البرونزي. وصرحت جامعة «ليفربول» بأن الحصول على ذلك المركز كان «محبطاً».
قام جو جونسون، وزير الجامعات والعلوم، بوضع إطار جودة التعليم، في عام 2015 على خلفية مخاوف الحكومة من تركيز الجامعات بشكل كبير على البحث العلمي على حساب العملية التعليمية. وهذا هو العام الأول الذي يتم فيه نشر تلك النتائج. وحصلت 26 في المائة من الجامعات المشاركة على التصنيف الذهبي، في حين حصلت 50 في المائة على التصنيف الفضي، وحصلت 24 في المائة على التصنيف البرونزي. وأشادت الجامعات الحديثة، التي حصلت أكثرها على التصنيف الذهبي، بهذا «النظام الجديد» في التعليم العالي.
وصرح السير أنطوني سيلدون، نائب رئيس جامعة «باكنغهام»، إلى صحيفة «تلغراف» بأنه يعتقد أن التصنيفات الجديدة سوف تكون «الحافز الأكبر على تحسين العملية التعليمية لتعود إلى مستواها الممتاز الذي كانت عليه في قطاع التعليم الجامعي يوماً ما». وصرحت الجامعة بأنها أصبحت الأولى على مستوى الدولة بعد تلقي أكبر جائزة ممكنة في كل الفئات الستّ. ويبلغ عدد الطلاب في الجامعة الخاصة، التي لا تحصل على أي تمويل من الدولة، ألفي طالب.
مع ذلك أثار التصنيف جدلاً كبيراً بين رؤساء الجامعات، الذين انتقدوا عدم دقة مقياس معايير التعليم، وتركيزها بشكل أساسي على رأي الطالب، بما في ذلك استطلاع الرأي القومي للطلبة.
كذلك صرحت بعض الجامعات بأنها اضطرت إلى المشاركة لأن الحكومة قررت ألا تسمح سوى للجامعات، التي حصلت على التصنيف البرونزي أو تصنيف أعلى، بزيادة المصروفات الضرورية بسبب معدل التضخم في عام 2018.
تقول سالي هانت، الأمينة العامة لاتحاد الجامعات والكليات: «هناك معارضة لإطار جودة التعليم من جانب تنظيمات العاملين والطلبة، ولا تتمتع هذه النتائج بمصداقية كبيرة داخل قطاع التعليم العالي ذاته. هناك خوف من أن يعتمد الطلبة، خارج المملكة المتحدة تحديداً، على تلك النتائج في اختيار الجامعة المناسبة في المملكة المتحدة، وهو ما يمكن أن يضرّ ببعض المؤسسات».
تقول الأستاذة جوليا بلاك، الرئيسة المؤقتة لـ«كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية»، إن تم «توثيق» الاعتراضات التي تحيط بإطار جودة التعليم، وحدود ما تستخدمه من مقاييس ومعايير، جيداً. وقال دكتور تيم برادشو، القائم بأعمال مدير مجموعة «راسيل غروب»، التي تمثل 24 من أفضل الجامعات في البلاد، إن هناك حاجة إلى «القيام بالمزيد» لتحسين النظام. مع ذلك يقول الأستاذ جون لاثام، نائب رئيس جامعة «كوفنتري»، التي حصلت على التصنيف الذهبي، إن النتائج تمثل «نظاماً جديداً» للتعليم العالي. وأضاف قائلاً: «إنها رسالة واضحة مفادها أن على الجامعات بذل المزيد من الجهد من أجل توفير بيئة نجاح معترف بها، وأن الطلبة يبحثون عما هو أكثر من السمعة والمكانة التاريخية».
تقول مادلين أتكينز، الرئيسة التنفيذية لمجلس تمويل التعليم العالي لإنجلترا، الذي نشر النتائج: «يستثمر الطلبة حالياً وقتا طويلا، وبالطبع المال، والديون المتراكمة، في تعليمهم الجامعي. لذا يحق لهم توقع تجربة أكاديمية ذات جودة عالية».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».