طهران: بقاء عقوبات غسل الأموال قرار سياسي

وزارة الاقتصاد الإيرانية تعلن عدم رضاها رغم الترحيب الرسمي

طهران: بقاء عقوبات غسل الأموال قرار سياسي
TT

طهران: بقاء عقوبات غسل الأموال قرار سياسي

طهران: بقاء عقوبات غسل الأموال قرار سياسي

رغم ترحيب إيراني أولي بقرار مجموعة العمل المالي «فاتف» الخاصة برقابة غسل الأموال ودعم الإرهاب، الصادر الجمعة، تعليق العقوبات على إيران لعام إضافي «لالتزامها بالشروط» فإن وزارة الشؤون الاقتصادية قالت إن الخطوة «الإيجابية» لم تنل رضا طهران، معتبرة بقاء العقوبات ضد طهران «قرارا سياسيا تقف خلفه أميركا وحلفاؤها الإقليميون».
وأصدرت وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية الإيرانية أمس بيانا بعد يومين من إصدار القرار الجديد من مجموعة «فاتف» الدولية التي تصنف إيران بين الدول العالية المخاطر على صعيد تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
وادعى البيان أن طهران «عملت بكل التزاماتها» في إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وكانت قضية انضمام إيران من أبرز محاور الخلاف بين الحكومة الإيرانية من جهة والحرس الثوري والجماعات السياسية المنتقدة لسياسات الحكومة من جهة أخرى، واعتبرت جهات داخلية انضمام إيران للمجموعة تطبيقا لعقوبات داخلية على الحرس الثوري، بعدما ذكرت صحف إيران أن بنوكا حكومية امتنعت عن قبول تحويلات خارجية للحرس الثوري، وفي المقابل دافعت الحكومة الإيرانية عن الانضمام للمجموعة، وقالت إنه يتيح لها إعادة العلاقات مع البنوك الدولية.
وأعلنت مجموعة العمل المالي التي تراقب غسل الأموال ودعم الجماعات الإرهابية خلال اجتماعها الأخير بمدينة فالنسيا أن الحكومة الإيرانية «عملت بالتزاماتها السياسة وأنها قررت بناء على ذلك تعليق العقوبات ضد إيران لعام إضافي آخر»، ورغم ذلك شدد بيان المجموعة على أن تواصل مراقبة النشاط الإيراني حتى العمل بالخطوات النهائية وفق خريطة عمل وافقت عليها الحكومة الإيرانية.
وكان السفير الإيراني وعضو الفريق المفاوض النووي، حميد بعيدي نجاد، عبر حسابه في «تويتر» أعلن ترحيب بلاده بخطوة مجموعة العمل المالية، لافتا أن إلى أن الخطوة ضمان لتعزيز العلاقات المصرفية مع بلاده إيران بعد الاتفاق النووي.
وتعد المجموعة أبرز الأجهزة الرقابية التي تتابع الخطوات المالية للحكومة الإيرانية بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في منتصف يناير (كانون الثاني) 2016، وتأسست مجموعة فاتف 1989 بمبادرة من ثماني دول اقتصادية في باريس.
وتتطلع طهران للخروج من قائمة الدول الأكثر خطورة وغير الملتزمة بمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تمهيدا لإعادة علاقات مالية وبنكية مع مجموعة المال الدولية بعد رفع العقوبات النووية.
وقالت وزارة الشؤون الاقتصادية في بيانها الصادر أمس إن تمديد العقوبات «رغم موافقة أغلبية الأعضاء على رفعها بشكل نهائي من إيران». وفي المقابل اتهمت طهران أميركا والحلفاء الإقليميين بالوقوف وراء إبقاء إيران على قائمة الدول عالية المخاطر في قائمة المجموعة الدولية لـ«دوافع سياسية»، وفق ما نقلت وكالة «مهر». وأضاف بيان الوزارة أن «إيران اتخذت خطوات أكثر جدية في غسل الأموال وتمويل الإرهاب»، معتبرا قرار تعليق العقوبات «خطوة إلى الأمام»، رغم أنها أعربت على أن القرار لم ينل «الرضا التام» من إيران.



سيول: القضاء يصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
TT

سيول: القضاء يصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)

أصدر القضاء في كوريا الجنوبية مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول تتيح للمحققين القيام بمحاولة ثانية لاعتقال يون سوك يول المتحصّن في مقر إقامته في سيول تحت حماية حرسه.

وجاء في بيان أصدره المحققون أن «مذكرة التوقيف الجديدة ضد المشتبه به يون صدرت بعد ظهر اليوم» بتوقيت سيول، بسبب محاولة إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

انتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر (كانون الأول)، الاثنين عند الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش دون أن يتمكن مكتب التحقيق في الفساد من توقيف يون لاستجوابه.

والجمعة، حاول المحققون بمؤازرة الشرطة دخول مقر إقامة يون لاعتقاله لكنهم واجهوا نحو 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي وتراجعوا بعد استحالة تنفيذ المذكرة القضائية بعد 6 ساعات من المواجهة التي شابها توتر.

وأعلن الحزب الديمقراطي المعارض أنه قدّم شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك بتهمة «التقصير في أداء الواجب»، لأنه لم يفلح في منع جهاز الحراسة عن اعتراض «توقيف» يون.

وطلب الجهاز المكلف بالتحقيق مساء الاثنين من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة المحددة لمذكرة التوقيف.

عدم خبرة

وعزا يون بوك نام، رئيس جمعية «محامون من أجل مجتمع ديمقراطي»، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المخلوع في المقام الأول إلى افتقار مكتب مكافحة الفساد الذي لم يمضِ على تأسيسه 4 سنوات ويعمل فيه أقل من 100 موظف، إلى الخبرة، فهو لم يوجه اتهاماً إلى أي شخص حتى الآن.

وأوضح يون: «بطبيعة الحال، ليست لديهم خبرة في الاعتقالات، ناهيك باعتقال الرئيس»، مشيراً إلى أن «تعاون الشرطة ضروري».

ونشب خلاف بين مكتب مكافحة الفساد والشرطة حول دور كل منهما في عملية التوقيف، فقد تحدث المكتب عن افتقاره إلى الخبرة في هذا المجال ورغبته في تولي الشرطة مهمة تنفيذ المذكرة، وردت الشرطة بأن المسؤولية تقع على عاتق المكتب.

وأقر المكتب في نهاية الأمر بأن هذا الإجراء ضمن مهامه، في حين أكدت الشرطة أنها ستوقف حرس الرئيس في حال قاموا بعرقلة العملية ضد يون سوك يول.

يجري مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات بوزارة الدفاع تحقيقاً مشتركاً في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر وإغلاق البرلمان بقوة الجيش.

وبرر الرئيس المحافظ المعزول الذي لطالما واجه عمله السياسي عرقلة من البرلمان ذي الغالبية المعارضة، هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من «القوى الشيوعية الكورية الشمالية» و«القضاء على العناصر المعادية للدولة».

اضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين.

معركة قضائية

عزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر، ورُفعت شكوى ضده بتهمة «التمرد»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام و«إساءة استخدام السلطة» وعقوبتها السجن خمس سنوات.

وتعهد يون، الأسبوع الماضي، في بيان، بـ«القتال حتى النهاية». وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد.

وأوضحوا أن القانون يمنح هذه الهيئة سلطة التحقيق في عدد محدد من الجرائم التي يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى، لكن القائمة لا تشمل جريمة «التمرد».

وبعد إصدار مذكرة التوقيف الأولى، خيّم أنصار يون ومعارضوه خارج مقر إقامته الرئاسي متحدين البرد، لكن قبل إصدار المذكرة الجديدة، تضاءل عدد أنصار يون بشكل كبير الثلاثاء، وفق ما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

وإذ عزل البرلمان يون سوك يول، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته، فإنه لا يزال رئيساً بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو (حزيران).

وتبدأ المحاكمة في 14 يناير (كانون الثاني) وستستمر حتى في حال عدم مثوله. وإذا صدّقت على العزل، فسيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في مدة شهرين.