«داعش» ينحر 7 عراقيين بعد صلاة العيد

«داعش» ينحر 7 عراقيين بعد صلاة العيد
TT

«داعش» ينحر 7 عراقيين بعد صلاة العيد

«داعش» ينحر 7 عراقيين بعد صلاة العيد

قالت مصادر أمنية عراقية، أمس، إن تنظيم داعش نحر سبعة مدنيين بعد صلاة العيد «وقطع أجسادهم كالذبائح»، جنوب غربي محافظة كركوك (250 كيلومترا شمالي بغداد).
وقال مصدر إن «ما تسمى المحكمة الشرعية التابعة لـ(داعش) في قضاء الحويجة (55 كليومتراً جنوب غربي كركوك)، أصدرت حكماً بالإعدام نحراً بحق سبعة مدنيين اتهمهم التنظيم بالتخابر مع القوات العراقية». وأضاف أن «التنظيم نفذ الحكم بعد صلاة العيد أمام حشد من الناس»، وفق موقع «السومرية نيوز» الإخباري.
وأشار المصدر إلى أن «عناصر (داعش) قاموا بتقطيع أجساد المنحورين إلى قطع صغيرة كما يفعل القصابون بالذبائح»، موضحاً أن «الذباحين وضعوا قطع لحم الضحايا في أكياس ورموها في الضاحية الجنوبية للحويجة».
يذكر أن «داعش» ما زال يسيطر على قضاء الحويجة ونواحي الرشاد والعباسي والزاب والرياض، وتعتبر تلك المناطق معاقل التنظيم المهمة التي يتخذها قاعدة لمهاجمة محافظة صلاح الدين وأطراف كركوك.
إلى ذلك، أعلن مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، أمس، مقتل أربعة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين من جراء سقوط صاروخ «كاتيوشا» على تجمع لعدد من الأشخاص في قرية المزرعة شرق بيجي (220 كليومترا شمال بغداد).
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المصدر أن «عدداً من الأشخاص في قرية المزرعة كانوا يتبادلون التهاني بعيد الفطر في باحة أحد المنازل قبل أن يسقط عليهم الصاروخ» صباح أمس. وأضاف أنه جرى نقل الجرحى إلى مستشفى تكريت لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن حالة أحدهم «خطيرة».
وتتعرض القرى المحيطة ببيجي إلى عمليات قصف بالهاون أو قذائف «كاتيوشا»، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا. ولم تسمح السلطات العراقية بعودة سكان مدينة بيجي رغم تحريرها قبل أكثر من عامين، لكنها سمحت بعودة سكان القرى القريبة.
وما زال تنظيم داعش يسيطر على بعض المناطق شرق المدينة وشمالها، خصوصاً جبل مكحول، وكذلك على الصحراء الممتدة بين محافظتي صلاح الدين والأنبار.
في سياق متصل، أعلنت السلطات الأمنية في العراق، أمس، عن تطبيق خطة أمنية خاصة بأيام عيد الفطر تمثلت في انتشار قوات وإغلاق عدد كبير من الشوارع قرب مراكز الترفيه والمتنزهات والشوارع التجارية الكبرى والمولات التجارية.
وهنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، العراقيين لمناسبة حلول عيد الفطر. وشدد في بيان على أن «مرحلة ما بعد الإرهاب ستكون منطلقاً لحياة جديدة مليئة بتطلعات العراقيين في بلد آمن وكريم».
وأوكلت الحكومة إلى دائرة المرور والأجهزة الأمنية تطبيق الخطة الأمنية، إذ قطعت منذ ساعات الصباح الأولى الطرق بالكتل الإسمنتية والأسلاك الشائكة في شوارع جانبي بغداد (الرصافة والكرخ)، كما منعت الأجهزة الأمنية دخول أي مركبة إلى بغداد إذا لم يكن مالكها يقودها، إضافة إلى منع دخول المركبات الكبيرة إلى العاصمة.
وانتشرت قوات عسكرية وأمنية في شوارع بغداد وقرب مراكز الترفيه في إطار عملية أمنية لقيادة العمليات المشتركة شاركت فيها وحدات من جهاز مكافحة الإرهاب وقيادة عمليات بغداد لتعزيز الإجراءات الأمنية وتأمين الحماية لاحتفالات المواطنين خلال أيام عيد الفطر.
وتشهد شوارع بغداد ازدحاماً مع توافد المحتفلين على حدائق الزوراء والسيدية والسندباء والأعظمية والمولات التجارية والمطاعم في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 43 درجة مئوية.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم