العراب

العراب
TT

العراب

العراب

تعد أسواق الأسهم ترمومتر أي بلد، فهي ترتفع وتنخفض حسب الأخبار، فإذا كانت الأخبار إيجابية في بلد ما فإن السوق ترتفع، وإذا كانت الأخبار سلبية في بلد ما فإن السوق تنخفض. هذا بالطبع مع تحييد العوامل الدورية التي تؤثر على السوق، مثل نتائج الشركات وأخبارها، والعوامل الخارجية أو غير الدورية، مثل رفع الفائدة أو خفضها أو ارتفاع أسعار النفط أو هبوطها، وهذه العوامل تؤثر على السوق هبوطا أو صعودا.
وسوق الأسهم السعودية ليست بدعا عن أسواق العالم، فهي تتأثر بالأخبار، وهي ترمومتر يعكس ما يجري في السعودية من سلب أو إيجاب، فإذا كان سلبا تراجعت السوق وإذا كان إيجابا ارتفعت السوق. وفي يوم الأربعاء الماضي، وبعد مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا لعهد السعودية ارتفعت السوق السعودية نحو 5.5 في المائة، عاكسة بذلك تفاؤلها بهذا التعيين، وواصلت الصعود الخميس الماضي، وقبل أن أتحدث عن أسباب صعود السوق يجب أن أؤكد على نقطة مهمة جدا، وهي أن هذا الحدث وقتي ويعكس تفاؤلا معينا، ولكن ليس له صفة الاستمرار، إذ سنشاهد السوق تتراجع وترتفع، أي تتذبذب، وهي حالة كل سوق أسهم، ولكن المبايعة بلا شك ستجعلها تتذبذب عند مستويات أعلى مما كان قبلها.
والتساؤل المهم، ما الذي دفع السوق السعودية للصعود بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا لعهد السعودية؟ أولا، السوق السعودية تعتبر الأمير محمد بن سلمان عراب رؤية 2030، وهي رؤية التحول الوطني، وكون الأمير محمد بن سلمان أصبح وليا للعهد فهذا يمكنه من تسريع خطوات الرؤية وتذليل العقبات التي تواجهها ويضمن الاستمرارية في النهج، فمن المعروف أن لكل قائد رؤية يحاول تطبيقها.
ثانيا، أن السوق ضمنت حسم الجدل واستقرار السعودية عبر تنظيم بيت الحكم، وهو أعلى المواقع في السعودية، كما أن السوق تعرف أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي حاسم وجريء في اتخاذ القرار، ومنذ إشرافه على المجلس الاقتصادي وهو يذلل المصاعب للسوق السعودية ليجعلها تدخل مؤشر الأسواق الناشئة، وبالفعل دخلت ووضعت تحت المراقبة، أي دخول مؤقت، وهي خطوة تسبق الدخول الدائم، أي إن السوق السعودية ومتعامليها يعرفون توجه محمد بن سلمان الاقتصادي ويتفاءلون خيرا بقدرة الأمير على اتخاذ الإجراءات التي تحرك السوق، فالأمير محمد بن سلمان حينما أحس بالركود في الفترة السابقة طلب من المجلس الاقتصادي الاجتماع ومعالجة الموضوع، مما يبين أن معالجة المواضيع الاقتصادية أصبحت تتم مباشرة دون تركها للزمن لحلها، أنا تحدثت عن الجانب الاقتصادي في شخصية الأمير بصفتي مهتما بالاقتصاد، تاركا الجانب السياسي لزملائي مراقبي السياسة.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.