بعد اللونين الأحمر والأخضر... هل أصبح الرمادي لون المثقف المفضل؟

مثقفون عرب يتحدثون عن دورهم في الأحداث العربية المتسارعة

الشاعر السعودي عبد الله الصيخان - الروائي الكويتي طالب الرفاعي
الشاعر السعودي عبد الله الصيخان - الروائي الكويتي طالب الرفاعي
TT

بعد اللونين الأحمر والأخضر... هل أصبح الرمادي لون المثقف المفضل؟

الشاعر السعودي عبد الله الصيخان - الروائي الكويتي طالب الرفاعي
الشاعر السعودي عبد الله الصيخان - الروائي الكويتي طالب الرفاعي

في سبعينات القرن الماضي وحتى فترة قريبة، كانت صبغة المثقف العربي تتبع لون الفكر الذي ينتمي إليه، كالأحمر والأخضر، نسبة إلى التيارات اليسارية واليمينية التي ينتسب إليها، أو ما يؤيدها على الأقل. ولكن بعد ظهور مصطلحات جديدة كالليبراليين الجدد أو العلمانيين أو المتطرفين والمتشددين، وبعد هيمنة القرار السياسي على قرار المثقف، امتزجت الألوان وظهر اللون الرمادي. هذا اللون هو الأخطر بين كل الألوان الصريحة، فلا تعرف موقفاً محدداً لصاحبه، ولا يستفيد الجمهور من أفكاره، بل قراره لا يقدم ولا يؤخر في المشهد العام.
هذا النوع من المثقفين ترك فراغاً كبيراً سرعان ما احتله أصحاب الأفكار الضحلة والمتشددة، أو حتى أصحاب الفكر الليبرالي التائه الذين تهيمن عليهم فئويتهم أكثر من موضوعيتهم.
هل للمثقفين رأي آخر؟ ما دور المثقف في الأحداث المتصاعدة والمتسارعة في العالم العربي؟ وما موقفه من هذا الإرهاب المستشري في أماكن كثيرة، وهل كلمة المثقف مسموعة، هل هو حيادي أم إيجابي؟ هنا رأي بعض المثقفين العرب:

الشاعر السعودي عبد الله الصيخان يعتقد أن «دور المثقف يتمحور عبر بث الوعي النقدي لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد العالم، ليس منطقتنا وحدها، ولا يمت لحضارتنا ولا لثقافتنا ولا لديننا بصلة، وهذا الدور تلزم المثقف بالتزام الحياد أمام التباس مفردتي الإرهاب والمقاومة والخلط بينهما لهضم حقوق شعوب ترزح تحت الاحتلال، ومن البديهي أن يكون من الوعي للتفريق بينهما».
ويضيف الصيخان: «هذا الدور يتطلب من المثقف الشجاعة في نقد الموروث الفكري الذي تقوم عليه (نظرية) الإرهاب ودوافعها، وتشجيع القراءة الفاحصة والذكية من المختصين في الموروث الديني والفكري لتنقيته مما تلبس به أو أضيف إليه في مراحل تالية لتدوينه والوقوف إلى جانب أي صوت ينادي بهذا حماية لصورة الدين الحقيقية، كما أنه في مقدور المثقف تقديم المضيء والمقصي والمسكوت عنه والصحيح في آن في السيرة النبوية الذي يعكس أخلاقيات الرسالة ونبيها».
وينظر الصيخان إلى أن الجانب الأهم هو واجب المثقف عبر خطابه العام في بث الوعي النقدي والمبدع في العقل التعليمي، ولدى واضعي المناهج الدراسية لعكس الصورة الحقيقية للفرد وبث ثقافة التعايش ومقاومة ثقافة الإقصاء للاختلاف الفكري أو الديني أو المذهبي؛ ذلك كله للمساهمة في صنع أجيال عربية منزوعة الطائفية وقادرة على صنع مستقبل أكثر تفاؤلا.

المثقف الإنسان

ويرى الروائي الكويتي طالب الرفاعي، أن «ما تشهده أقطار الوطن العربي من احتراب مؤلم ومدمّر بين أبناء الوطن الواحد، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا أو السودان، يتطلب من كل مبدع ومثقف خليجي وعربي مخلص أن يقف أمام الأزمة الراهنة بتروٍ كبير، وأن تكون له كلمة تنطلق من دور الإبداع والثقافة الإنسانيين، في مناداتهما بالسلام، وأنه ليس ثمة شيء ثمين كما حياة الإنسان وعيشه بحرية وأمان».
ويضيف الرفاعي: «قد ينقاد بعض المثقفين، خليجيين وعربا وأجانب، نتيجة أفكارهم وقناعاتهم وحساباتهم الخاصة، إلى تأجيج نار الأزمة، لكن التاريخ البشري ظل على الدوام يحفظ ويشير إلى المثقف المستنير، ذاك الذي يقف ضد أي حرب وضد أي خراب يمس حياة الإنسان والأوطان. وهو ذاك الذي يرى في الكلمة والفعل المبدع ظلاً يصحب الإنسان في خطو حياته».
ويتحدث الرفاعي عن دور المثقف في أزمة الخليج الأخيرة، فيحث المثقفين على النهوض بهذا الدور: «لدول منطقة الخليج العربي تاريخ يحفل بالوحدة، والوقوف صفاً واحداً في وجه أي مصاب أو عدوان. وليس أدل من ذلك التكاتف السياسي والشعبي الكبير أثناء العدوان الصدّامي الغاشم على الكويت عام 1990، وبالتالي لن يكون موقف المثقف الخليجي اليوم ببعيد عن عشق وحدة هذه المنطقة، والمناداة بتحكيم العقل، ومعالجة كل الأسباب الكامنة وراء هذه الأزمة. شعوب المنطقة تنظر بعين الاهتمام والترقب لموقف وصوت المبدع والفنان والمثقف الخليجي، وهي ستسجل كل موقف إنساني يرتفع مناديا بالسلام، وإبعاد دول منطقة الخليج عن أي تأزيم»، ويختتم الرفاعي رأيه بالقول: «الإبداع الحق هو ذاك الذي ينادي بعيش سلام وحرية للإنسان، ومن هنا نقول: إننا ضد التصعيد، ومع أن تبقى منطقة الخليج العربي، واحة سلام وخير للإنسان، كل الإنسان، الخليجي والعربي والأجنبي».

صورة سلبية قاتمة

الأكاديمي الدكتور عبد المالك أشهبون من المغرب يدلي بقناعاته التي تقول: «لم يعد العالم العربي اليوم في حاجة حقا إلى القوى المحافظة، التي تستثمر في خطابات الدجالين والمشعوذين والأفاقين وتجار الدين، لترويج مثل هذه الصورة القاتمة التي وصلنا إليها من انحطاط وتمزق وتشرذم وتخلف؛ لأن الوجدان العربي قد تملكها الآن، وهي قد تغلغلت في أعماقه، وباتت سرطانا قاتلا يسري في صمت أحيانا وبعنف أحيانا أخرى ـ في جسد الأمة من المحيط إلى الخليج»..
ويرى الدكتور أشهبون، أن «هذه الصورة السلبية القاتمة تؤكد ـ لا محالة أنه سيوجد، على المدى القريب والمتوسط، ما يكفي من المشعوذين والدجالين والأفاقين لينوبوا عن المثقفين الحقيقيين في الاضطلاع بمهامهم التاريخية الموكلة إليهم، فالتربة باتت خصبة لمثل هؤلاء الطفيليين، يصولون ويجولون في كل مفاصل المجتمع من دون وازع ولا رادع».
ويتخذ أشهبون: «إذا كان للثقافة تأثير أكيد مثل الأمطار التي تستطيع إنبات براعم في كل مكان، فقد بذل بعض المثقفين الحداثيين كل ما في وسعهم لحماية بعض هذه البراعم، بينما انصبت جهود مجموعات الضغط المحافظة على اقتلاع تلك البراعم من جذورها في غفلة عن المدافعين عن التنوير والحداثة. ويبحث الدكتور أشهبون عن مبرر سبب لهذا فيقول: «إن الضغط الذي مارسته قوى المحافظة، كان أقوى على المجتمع مما يمارسه خطاب التنويريين لعدة اعتبارات تاريخية وسياسية ودينية. هكذا بدا لنا أن شخصية المثقف المسكونة بحب التغيير والتنوير والثورة، باتت مثيرة للشفقة، فهي شخصية هامشية عما يجري، ومعزولة عن واقعها الذي يمور ويعج بمختلف (الثقافات) ما قبل حداثية».
ويتابع: «هذه الرؤية السوداوية لواقع الحال في مجتمعنا العربي، أضحت تفرض نفسها على المثقف التنويري، حيث أخرجته من دائرة المشاركة الفاعلة في أمور مجتمعه، باعتبار المثقف التنويري قوة اقتراحية لما هو كائن، ورؤية استشرافية لما ينبغي أن يكون، بل باتت بوابة عبوره إلى عالم الاغتراب الداخلي، حينما وجد هذا المثقف نفسه في وضعية خارج ما يجري من أحداث ووقائع، فمن صعوبة التواصل مع الآخر إلى عسره، وأخيرا إلى استحالته هي مسارات العلاقة بين المثقف وما يقع في عالمنا العربي من أحداث، منذ الربيع العربي، إلى ما وصلنا إليه مؤخرا من صراع «البين بين» (بين الإخوة العرب أنفسهم)، مرورا بتداعيات الربيع العربي على كل دول المنطقة من المحيط إلى الخليج... وهنا أستعيد إحدى أغاني عبد الحليم حافظ «الرفاق حائرون»، لأقول: المثقفون حائرون، يتساءلون في جنون، ماذا يجري حولهم!؟

سؤال صعب

الأكاديمي الدكتور يوسف شحادة، المدرس في جامعة كراكوف البولندية، يرى أن من الصعب إيجاد أجوبة مقنعة اعتمادا على وجهة نظر واحدة. فالمثقفون - باعتقاده - منقسمون إلى فئات ثلاث، كل فئة تمثل وجهة نظر أو موقفا محدداً من الإرهاب. فمن المثقفين من كان دوره سلبيا؛ إذ يعتقد أن الإرهاب صنيعة قوى استعمارية تريد من خلال تصنيعه وتأجيجه حجة لتفتيت العرب أو الإسلام، ومنهم من ينظر بحذر إلى هذه القضية؛ فهي قد تستغل لخدمة مؤامرات خارجية أو قد تستخدمها بعض الأنظمة لتثبيت حكمها فيكون موقف هذا النوع من المثقفين محايدا أو رماديا.
ويضيف الدكتور شحادة: «بطبيعة الحال، للمثقف دور يلعبه من خلال نشاطه الأدبي أو الفكري أو السياسي الذي يجب أن ينصب على توعية الشباب بالخطر والخروج عن القيم الإنسانية والدينية المتمثلة في التسامح وعدم إباحة دم الإنسان. وعلى المثقفين تدريب الجيل الجديد على احترام القانون واحترام الآخر والابتعاد عن منظري التطرف».



أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر
TT

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر

أربعة أيام في محبة الشعر، شارك فيها نحو 40 شاعراً ومجموعة من النقاد والباحثين، في الدورة التاسعة لمهرجان الشعر العربي، الذي يقيمه بيت الشعر بالأقصر، تحت رعاية الشيح سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، وبالتعاون بين وزارة الثقافة المصرية ودائرة الثقافة بالشارقة، وبحضور رئيسها الشاعر عبد الله العويس، ومحمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بالدائرة.

نجح المؤتمر في أن يصنع فضاء شعرياً متنوعاً وحميمياً، على طاولته التقت أشكال وأصوات شعرية مختلفة، فكان لافتاً أن يتجاور في الأمسيات الشعرية الشعر العمودي التقليدي مع شعر التفعيلة وقصيدة النثر وشعر العامية، وأن يتبارى الجميع بصيغ جمالية عدة، وتنويع تدفقها وطرائق تشكلها على مستويي الشكل والمضمون؛ إعلاء من قيمة الشعر بوصفه فن الحياة الأول وحارس ذاكرتها وروحها.

لقد ارتفع الشعر فوق التضاد، وحفظ لكل شكلٍ ما يميزه ويخصه، فتآلف المتلقي مع الإيقاع الصاخب والنبرة الخطابية المباشرة التي سادت أغلب قصائد الشعر العمودي، وفي الوقت نفسه كان ثمة تآلف مع حالة التوتر والقلق الوجودي التي سادت أيضاً أغلب قصائد شعر التفعيلة والنثر، وهو قلق مفتوح على الذات الشعرية، والتي تبدو بمثابة مرآة تنعكس عليها مشاعرها وانفعالاتها بالأشياء، ورؤيتها للعالم والواقع المعيش.

وحرص المهرجان على تقديم مجموعة من الشاعرات والشعراء الشباب، وأعطاهم مساحة رحبة في الحضور والمشاركة بجوار الشعراء المخضرمين، وكشف معظمهم عن موهبة مبشّرة وهمٍّ حقيقي بالشعر. وهو الهدف الذي أشار إليه رئيس المهرجان ومدير بيت الشعر بالأقصر، الشاعر حسين القباحي، في حفل الافتتاح، مؤكداً أن اكتشاف هؤلاء الشعراء يمثل أملاً وحلماً جميلاً، يأتي في صدارة استراتيجية بيت الشعر، وأن تقديمهم في المهرجان بمثابة تتويج لهذا الاكتشاف.

واستعرض القباحي حصاد الدورات الثماني السابقة للمهرجان، ما حققته وما واجهها من عثرات، وتحدّث عن الموقع الإلكتروني الجديد للبيت، مشيراً إلى أن الموقع جرى تحديثه وتطويره بشكل عملي، وأصبح من السهولة مطالعة كثير من الفعاليات والأنشطة المستمرة على مدار العام، مؤكداً أن الموقع في طرحه الحديث يُسهّل على المستخدمين الحصول على المعلومة المراد البحث عنها، ولا سيما فيما يتعلق بالأمسيات والنصوص الشعرية. وناشد القباحي الشعراء المشاركين في المهرجان بضرورة إرسال نصوصهم لتحميلها على الموقع، مشدداً على أن حضورهم سيثري الموقع ويشكل عتبة مهمة للحوار البنّاء.

وتحت عنوان «تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة»، جاءت الجلسة النقدية المصاحبة للمهرجان بمثابة مباراة شيقة في الدرس المنهجي للشعر والإطلالة عليه من زوايا ورؤى جمالية وفكرية متنوعة، بمشاركة أربعة من النقاد الأكاديميين هم: الدكتور حسين حمودة، والدكتورة كاميليا عبد الفتاح، والدكتور محمد سليم شوشة، والدكتورة نانسي إبراهيم، وأدارها الدكتور محمد النوبي. شهدت الجلسة تفاعلاً حياً من الحضور، برز في بعض التعليقات حول فكرة التلاقي نفسها، وشكل العلاقة التي تنتجها، وهل هي علاقة طارئة عابرة أم حوار ممتد، يلعب على جدلية (الاتصال / الانفصال) بمعناها الأدبي؛ اتصال السرد والمسرح والدراما وارتباطها بالشعر من جانب، كذلك الفن التشكيلي والسينما وإيقاع المشهد واللقطة، والموسيقي، وخاصة مع كثرة وسائط التعبير والمستجدّات المعاصرة التي طرأت على الكتابة الشعرية، ولا سيما في ظل التطور التكنولوجي الهائل، والذي أصبح يعزز قوة الذكاء الاصطناعي، ويهدد ذاتية الإبداع الأدبي والشعري من جانب آخر.

وأشارت الدكتورة نانسي إبراهيم إلى أن الدراما الشعرية تتعدى فكرة الحكاية التقليدية البسيطة، وأصبحت تتجه نحو الدراما المسرحية بكل عناصرها المستحدثة لتخاطب القارئ على مستويين بمزج جنسين أدبيين الشعر والمسرح، حيث تتخطى فكرة «المكان» بوصفه خلفية للأحداث، ليصبح جزءاً من الفعل الشعري، مضيفاً بُعداً وظيفياً ديناميكياً للنص الشعري.

وطرح الدكتور محمد شوشة، من خلال التفاعل مع نص للشاعر صلاح اللقاني، تصوراً حول الدوافع والمنابع الأولى لامتزاج الفنون الأدبية وتداخلها، محاولاً مقاربة سؤال مركزي عن تشكّل هذه الظاهرة ودوافعها ومحركاتها العميقة، مؤكداً أنها ترتبط بمراحل اللاوعي الأدبي، والعقل الباطن أكثر من كونها اختياراً أو قصداً لأسلوب فني، وحاول، من خلال الورقة التي أَعدَّها، مقاربة هذه الظاهرة في أبعادها النفسية وجذورها الذهنية، في إطار طرح المدرسة الإدراكية في النقد الأدبي، وتصوراتها عن جذور اللغة عند الإنسان وطريقة عمل الذهن، كما حاول الباحث أن يقدم استبصاراً أعمق بما يحدث في عملية الإبداع الشعري وما وراءها من إجراءات كامنة في الذهن البشري.

وركز الدكتور حسين حمودة، في مداخلته، على التمثيل بتجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومن خلال هذا التمثيل، في قصائد درويش رأى أنها تعبّر عن ثلاثة أطوار مرّ بها شعره، مشيراً إلى أن ظاهرة «الأنواع الأدبية في الشعر» يمكن أن تتنوع على مستوى درجة حضورها، وعلى مستوى ملامحها الجمالية، عند شاعر واحد، عبر مراحل المسيرة التي قطعها، موضحاً: «مما يعني، ضِمناً، أن هذه الظاهرة قابلة لأن تتنوع وتتباين معالمها من شاعر لآخر، وربما من قصيدة لأخرى».

ورصدت الدكتورة كاميليا عبد الفتاح فكرة تلاقي الأجناس الأدبية تاريخياً، وأشارت، من خلال الاستعانة بسِجلّ تاريخ الأدب العربي، إلى أن حدوث ظاهرة التداخل بين الشعر وجنس القصة وقع منذ العصر الجاهلي، بما تشهد به المعلقات التي تميزت بثرائها الأسلوبي «في مجال السردية الشعرية». ولفتت إلى أن هذا التداخل طال القصيدة العربية المعاصرة في اتجاهيها الواقعي والحداثي، مبررة ذلك «بأن الشعراء وجدوا في البنية القصصية المساحة الكافية لاستيعاب خبراتهم الإنسانية». واستندت الدكتورة كاميليا، في مجال التطبيق، إلى إحدى قصائد الشاعر أمل دنقل، القائمة على تعدد الأصوات بين الذات الشعرية والجوقة، ما يشي بسردية الحكاية في بناء الحدث وتناميه شعرياً على مستويي المكان والزمان.

شهد المهرجان حفل توقيع ستة دواوين شعرية من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة للشعراء: أحمد عايد، ومصطفى جوهر، وشمس المولى، ومصطفى أبو هلال، وطارق محمود، ومحمد طايل، ولعب تنوع أمكنة انعقاد الندوات الشعرية دوراً مهماً في جذب الجمهور للشعر وإكسابه أرضاً جديدة، فعُقدت الندوات بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، مصاحبة لافتتاح معرض تشكيلي حاشد بعنوان «خيوط الظل»، شارك فيه خمسون طالباً وطالبة. وكشف المعرض عن مواهب واعدة لكثيرين منهم، وكان لافتاً أيضاً اسم «الأصبوحة الشعرية» الذي أطلقه المهرجان على الندوات الشعرية التي تقام في الفترة الصباحية، ومنها ندوة بمزرعة ريفية شديدة البساطة والجمال، وجاءت أمسية حفل ختام المهرجان في أحضان معبد الأقصر وحضارة الأجداد، والتي امتزج فيها الشعر بالأغنيات الوطنية الراسخة، أداها بعذوبة وحماس كوكبة من المطربين والمطربات الشباب؛ تتويجاً لعرس شعري امتزجت فيه، على مدار أربعة أيام، محبة الشعر بمحبة الحياة.